كرمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين ورئيس جامعة القاهرة، لدوره البارز في تجديد الخطاب الديني ومشاركته في المؤتمر العلمي الذي تنظمه الجامعة عن «تجديد الخطاب الديني» في الفترة من 9 إلى 10 نوفمبر بأبو ظبي، تحت رعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ورئاسة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورئيس المجلس العلمي الأعلى للجامعة، والدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس مجلس أمناء الجامعة.
وقد شارك الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، في المؤتمر العلمي “تجديد الخطاب الديني” بورقة بحثية حول “تكوين عقل ديني جديد”، وذلك بحضور شخصيات بارزة من كافة أنحاء العالم، بهدف إيجاد فهم مشترك لضبط الخطاب الديني وفق معايير تراعي مضامينه وخصوصيته وتأثيره المباشر على حياة الناس، وتتجنب الغلو والتطرف وتساهم في إيصال الفهم الصحيح لقيم ومباديء الدين الحنيف.
وألقى الدكتور محمد الخشت، كلمة ضمن جلسة “ما هو الخطاب الديني اليوم وما هي مجالات وأبعاد تجديده، ولماذا؟” استعرض فيها رؤيته حول الواقع الحالي للعلوم الدينية وسبل تطويرها، بالإضافة إلى بعض الأخطاء المنهجية والابستمولوجية في علوم الدين التقليدية، كما تناول دور اللغة العربية في تطوير الخطاب الديني، وموقفه من التراث الإسلامي. وطالب بالعودة إلى أصول الوحي النقي ودون تفريط في الثوابت، من أجل تكوين رؤية جديدة للعالم تعتمد على النظرة الكونية السببية والتفكير العقلاني النقدي وتتخلص من الفكر الأسطوري.
جدير بالذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت فيلسوف عربي معاصر، يرأس جامعة القاهرة منذ أغسطس 2017، ويعد من كبار محققي التراث الإسلامي حيث بلغت تحقيقاته 24 كتابا من أهم كتب التراث، وتبلغ مؤلفاته العلمية 41 مؤلفًا في الأديان والعلوم الإنسانية والشرعية، وله 27 بحثًا علميًا محكمًا، وصدر أول كتاب محقق له عام 1982، وله أكثر من 15 بحثًا علميًا محكمًا باللغة الإنجليزية والألمانية منشورة في مجلات علمية إقليمية ودولية، ومن أبرز مؤلفاته كتاب “نحو تاسيس عصر ديني جديد” و”المعقول واللامعقول في الأديان” و”تطور الأديان” و”أخلاق التقدم” و”المجتمع المدني والدولة” و”فلسفة المواطنة وأسس بناء الدولة الحديثة”، و”معجم الأديان العالمية”، وترجمت بعض مؤلفاته وأبحاثه لعدد من اللغات منها: الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإندونيسية، وبعض اللغات الأفريقية، وأصدر باحثون عرب وأجانب عن مشروعه الفكري أكثر من 100 بحث علمي محكم ورسالة ماجستير ودكتوراه.
وصنفه كرسي اليونسكو للفلسفة بالعالم العربي ضمن الفلاسفة العرب المُعاصرين في موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة في 2017، كما أصدر اليونسكو مجلدا كاملا عن فلسفته في 2020. والدكتور الخشت صاحب نظرية جديدة في تطور الأديان، وقدم مشروعا جديدا لتجديد الفكر الديني قائم على العقلانية النقدية، ويرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة. ويدعو الدكتور الخشت إلى صياغة خطاب ديني جديد بدلا من تجديد الخطاب الديني القديم، كما أعاد تأويل موقف الشريعة من قضايا المرأة.