ناقش عدد من علماء الأزهر و الصوفية كتاب ( عصمة النبي صلى الله عليه وسلم) لـمؤلفه الإمام الرائد الشيخ محمد زكي إبراهيم رحمه الله ضمن احتفالات أمانة الدعوة بالبيت المحمدي بذكرى المولد النبوي الشريف.
حيث قال الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي إننا لسنا في حاجة إلى إعادة تقديم الأدلة على جواز الاحتفال بالمولد النبوي المبارك، فذكراه صلى الله عليه وسلم تملأ قلوبنا وعقولنا وأن الكتاب الذي يناقشه علماء الأزهر عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم يرد على البدع المستنكرة، التي يروج لها البعض باسم السنة والتشريع والتوحيد، كما يتناول تأكيد حفظ الله له قبل البعثة وعصمته بعدها، وتحقيق وقوع معجزاته المتعددة، وقضايا أخرى لها أهميتها في التعامل مع الجناب النبوي الشريف.
وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن العصمة ثابتة لكل الأنبياء قبل بعثتهم وبعدها، وقد عصم الله نبينا محمد منذ طفولته وأن ماجاء في القرآن من آيات يلتبس على البعض فهمها فإنما يرجع لقصورنا في فهم اللغة العربية ففي قوله تعالى ووضعنا عنك وزرك المقصود فيها همك وليس الوزر الذنب، وفي قوله ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك فالمقصود منها أي سترك الله عن الذنوب فلاتقترفها وستر الذنوب عنك فلاتصل إليك، وأن كمال بشريته صلى الله عليه وسلم قد أجملها المولى عزوجل في قوله وإنك لعلى خلق عظيم.
وأضاف الدكتور عبدالفتاح العواري، أستاذ التفسير والعميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة، أن العصمة تعني الحفظ من الله لمن اصطفاه ، وأن الآيات التي استدل بها البعض للتشكيك في عصمته فقد قصر الناس في فهمهما فعندما خاطب الله رسوله في أسرى بدر فإنما أراد الله به الانتقال من الصواب إلى الأصوب، مؤكدا أن عقيدة المسلم هي التسليم بأن نبينا محمد هو أفضل الخلق.
وأوضح الدكتور محمود عثمان أستاذ أصول الفقه، وعميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، أن الشيخ زكي عالج في كتابه قضية العصمة فأوفى فيها واستوفى بسردها عن طريق المفسرين، واللغويين، مشيرا إلى أن النبي اجتهد في بعض الأمور ليعلم من بعده الاجتهاد في النوازل والمستجدات، وعندما نزل على رأي الحباب بن المنذر في بدر فكان يعلم أصحابه ومن بعدهم مبدأ الشورى.
واستكمل الدكتور علي شحاته أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة أن كتاب الشيخ محمد زكي ماتع، يجب توزيعه على أوسع نطاق ليستفيد الناس به، مشيرا إلى أن قضية العصمة ثابتة ويجب علينا التصديق والإيمان بها كما صدق سيدنا أبوبكر الرسول في رحلة الإسراء والمعراج لأنه صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى.
يذكر أنه تخلل الندوة فقرات الإنشاد في حب النبي صلى الله عليه وسلم بحضور طلاب العلم من إندونيسيا وماليزيا والهند وبلاد الشام، ومداخلة من الدكتور محمد عبد السلام شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية بفرنسا عبر الفيديو كونفرانس، وقد تناولت المناقشة العلمية الإجابة على عدة تساؤلات أهمها ما هي العصمة النبوية، وما حكمها؟ وهل العصمة واجبة له صلى الله عليه وسلم بعد النبوة فقط، أم بعدها وقبلها؟ وهل يصح وصف أفعال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها اجتهادية؟، وما موقف العلماء في ذلك؟ وهل ترك النبي صلى الله عليه وسلم لشيء يعد دليلًا شرعيًا على حرمته؟ والفرق بين الكمال الإلهي والعصمة النبوية.و كيف نفهم النصوص القرآنية التي ظاهرها عتاب الجناب النبوي؟