انتهى الأسبوع الأول من الدراسة الواقعية أى العودة للمدارس بعد عام من التوقف والتعلم عن بُعد..ويمكن تلخيص الفيلم المتكرر كل عام بنفس مشاهده فى نفس الأماكن( المدرسة والشارع والوزارة ومواقع التواصل) فى السطور القادمة نستعرض حال تعليمنا القائم على فن اللقطة من الجميع الكل يتسابق على اللقطة !
ليل داخلى / تصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم على كل الشاشات ..
بدء العام الدراسى وانتظام كل التلاميذ والطلاب فى كل المراحل فى المدارس وتطبيق نظام الحضوروالغياب وعلى نفس الشاشات وزيرة الصحة تصرح بانتشار الموجة الرابعة من كورونا وتُصدر نشرات بالتوعية فى المدارس بضرورة اتباع الاجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة و التباعد وحسب ما أكد لها الوزير ان كل طالب سيجلس فى مقعد بمفرده !يعنى لو الفصل به 60 تلميذ اذن فى حاجة الى 60 مقعد وطبعاً مساحة الفصول معروفة !
نهار داخلى / استعراض للصحف والمواقع وصور لمدارس بلامقاعد
وتصريحات من مسئولين ومحافظين يعترفون بنقص فى المقاعد داخل المدارس، باعتراف الوزير ان لديه عجز فى عدد المعلمين يبلغ 25% وعجز فى الفصول الدراسية يبلغ 250 الف فصل!ورغم ذلك وعد بأن كل طالب سيجلس على مقعد بمفرده !
نهار خارجى / مرور متوقف وشوارع مزدحمة وخناقات
وتضيق العدسة لتدخل الفصول لتجد كلام الوزيرين بعيد جداً عن الواقع لم يجلس كل تلميذ فى مقعد بمفرده كما طلبت وزيرة الصحة وكما أكد وزير التعليم وإنما كل أربعة فى مقعد .. وامام المدرسة يقف مدرس المفترض انه يقيس حرارة الطلاب ..لكن فيديو مصور ومتداول امام مدرسة السعيدية بالجيزة (كنموذج ) يقف ممسكاً بمقياس الحرارة وكأنه ختم يختم به على رزمة أوراق مطلوب انجازها بسرعة حتى أنه لاينظر فى درجة كل طالب فهى مجرد لقطة لمشهد كله تمام يافندم !
الا فى بعض المدارس التى وقع عليها الاختيار لجولات السيد الوزير .. ومع زووم بالكاميرا ستلاحظ ان كل طالبة تجلس فى مقعد بفردها أثناء الزيارة وفلاشات الكاميرات المصاحبة للسيد المسئول لتكتشف فجأة ان الطالبة تأتى بحقيبتين للمدرسة !
لكن حقيقة الأمر ان زميلتها تم أخراجها من الكادر عشان الصورة تطلع حلوة حسب مصداقاً لكلام المسئولين! وكأن العام الدراسى جاء فجأة مثل( موجات رعد وبرق أمس) ولم يخبرنا بموعد قدومه فظهر المشهد مرتبكاً ..فصول بلامقاعد وتلاميذ بلا كُتب ، المؤكد أن هناك فجوة زمنية ومكانية بين قرارات الوزراء و بين ما يجرى على أرض الواقع ..فالقررات الوزارية المكتبيةوردية لكن عند التنفيذ تتحول الى كحلى غامق!
صحيح وزيرة الصحة ووزيرى التعليم العالى والتربية والتعليم قدموا بيان مشترك يوحى بالتنسيق بينهم أمام مجلس الوزراء فى اجتماعه الأخير، لكن وزيرة الصحة د هالة زايد قامت بما عليها وأصدرت نشرة تعليمات صحية للتلاميذ لاتباعها فى المدارس وقام السيد وزيرالتربية والتعليم د طارق شوقى اليوم بزيارة تفقدية لمدارس بمحافظة القاهرة واللقطة كانت وردية ونموذجية لطالبات الثانوى فى مدرسة النيل الثانوية بمحافظة القاهرةكل اثنين فى المقعد وفى لقطات أخرى طالبة واحدة فى كل مقعد
وعلى النقيض من هذه الصورة انتشرت على المواقع صور أخرى لتكدس الفصول والطلاب الذين يجلسون 3 و 4 فى المقعد الواحد بل وفصول بلا مقاعد من اصله وتم عمل استغاثة ابعد دخول التلاميذ للفصل .. وفيديوهات الأهالى انتشرت لتفضح الواقع الفعلى بعيدا عن كله تمام يافندم!
وثالث الأثافى أو كمالة المشهد كان تصريح الوزير بربط تسليم الكتب بدفع المصروفات الدراسية !.. وهوالإجراء المُجرم الذى ممنوعاً تماما طوال السنوات السابقة حتى لا يتعطل التلاميذ دراسياً بسبب ظروف أسرهم المادية لما له من اثار سلبية على نفسية الطلاب وضد الدستور فما بالك بعد زيادة مصروفات المدارس الحكومية الى 300 و500 جنيه !
وتستمر لقطات الوزير فقد استرشد بمافعلته وزارة الصحة فى أزمة الكورونا بمنعها التصوير فى المستشفيات بعد تداول فيديوهات من داخلها على مواقع التواصل ومن ثم الضغط على الوزيرة
حيث أصدروزير التربية والتعليم ايضا قراربمنع التصوير داخل المنشآت التعليمية (المدارس، الادارات، المديريات، الهيئات، المراكز) الا بعد التنسيق المسبق مع المستشار الإعلامي للوزارة أو مدير المديرية أو الهيئة أو المركز، للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية واحترام العاملين بها وكذا منع تصوير الطلاب الا بعد موافقة كتابيه من ولى الامر، كما يُحظر الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام بشأن السياسات العامة للوزارة دون الرجوع إلى الوزارة ويقتصر التصريح للإعلام على مديري المديريات والهيئات والمراكز التابعة في حدود الاختصاص دون تجاوز ذلك إلى اختصاصات الغير..
وكأنه بذلك ستنتهى المشاكل وتكتمل نواقص المدارس ويرضى المعلم وولى الأمر وتنجح العملية التعليمية .