عندما تأسس الحزب الشيوعي الصيني في يوليو 1921، لم يكن هناك سوى أكثر من 50 عضوًا بالحزب في البلاد. وبعد مرور مائة عام، تطور الحزب الشيوعي الصيني ليصبح أكبر حزب حاكم في العالم بأكثر من 95 مليون عضو. يكمن السر المهم للحزب الشيوعي الصيني في الحفاظ على نشاطه وحيويته هو عدم نسيان الغاية الأصلية، ودوام التذكُّر للرسالة وسعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية.
في المائة عام الماضية، اتحد الحزب الشيوعي الصيني مع الشعب وقاده في كفاحه وتضحياته وإبدعاته، والتي تتلخص حول موضوع واحد وهو تحقيق نهضة الأمة الصينية. فبعد قرن من الكفاح، أصبحت الصين الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة صناعية، وأكبر دول تجارية، وأكبر بلد احتياطي للنقد الأجنبي. وتجاوز حجم إجمالي الإقتصاد 100 تريليون يوان، وتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10000 دولار أمريكي، وقفزت القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة ومستويات معيشة الشعب باستمرار إلى مستوى جديد.
على مدار 100 عام، أثناء قيادة الحزب الشيوعي للشعب الصيني لمواصلة كفاحه، واصل الحزب بدون توقف استكشاف شكل تحقيق الديمقراطية داخل الحزب وتحفيز الطاقة الحيوية وإبداع للحزب بأكمله؛ وتصحيح الأخطاء بشجاعة، وهزيمة الذات وتجاوزها باستمرار؛ والحفاظ على سلامة جسمه، ومكافحة الفساد بحزم، والقضاء على الأورام الخبيثة؛ والتركيز على تحسين الذات، فلا يجب أن نركز فقط على تلخيص التجارب الناجحة، ولكن أيضًا يجب التعلم من الإخفاقات، واستيعاب جميع الإنجازات البارزة للحضارة الإنسانية والتعلم منها بشكل نشط وبموقف منفتح، وتعزيز المهارات العملية باستمرار.
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 65 عامًا، دعمت الصين ومصر بعضهما البعض دائمًا، وتقدما جنبًا إلى جنب، وأصبحت العلاقات الصينية المصرية نموذجًا للوحدة والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والعرب والصين وأفريقيا. وبتوجيه من الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي، حقق التعاون الصيني-المصري في مكافحة الوباء إنجازات جديدة وهامة بشكل مستمر، وهذا تفسير حي للمجتمع الصيني-المصري ذي المستقبل المشترك ويعكس الصداقة العميقة بين الصين ومصر. وعلى أساس العلاقة الحزبية الجديدة المتمثلة في “البحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالخلافات والاحترام والتعلم المتبادل”، أنشأ الحزب الشيوعي الصيني أشكالًا مختلفة من التبادلات مع الأحزاب السياسية الرئيسية في مصر، وتبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة، والخبرات في الحد من الفقر، وغيره من الجوانب الأخرى، مع الحفاظ بشكل مشترك على تنمية العلاقات الثنائية وتعزيزها.
منذ بداية هذا العام، عززت الصين ومصر تبادل الخبرات في الحكم والإدارة للبلاد، كما تم توسيع التبادلات بين الطرفين. في مايو الماضي، عقدت بنجاح ندوة عبر تقنية الفيديو “تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية” من قبل الأحزاب السياسية الصينية والمصرية، ومنتدى التنمية الثاني “الحكم والإدارة”. وهنأ ممثلو الأحزاب السياسية المصرية بحرارة الحزب الشيوعي الصيني بعيد ميلاده المئوي، وأعربوا عن تقديرهم البالغ للإنجازات العظيمة التي حققها الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتخفيف وطأة الفقر، والوقاية من الأوبئة ومكافحتها. في الوقت الحاضر، تمتزج مصالح جميع البلاد بشكل عميق، فيمكننا أن نصنع المستقبل معًا بالاتحاد، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يتوافق مع القيم المشتركة للبشرية. إن أساس البناء المشترك بين الصين ومصر لـ “الحزام والطريق” صلب جداً، وسيقدم مساهمات جديدة لبناء مجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك. في يوليو الماضي، عقدت قمة الحزب الشيوعي الصيني وقادة الحزب العالمي في بكين. وتحدث قادة الأحزاب السياسية المصرية الذين شاركوا في الاجتماع بشكل إيجابي عن القمة وأعربوا عن تقديرهم للخطاب الرئيسي الذي ألقاه الأمين العام شي جين بينغ بعنوان “تعزيز التعاون الحزبي ، والتعاون لإسعاد الناس”، والذي شرح بعمق مسؤوليات ورسالة الحزب الشيوعي الصيني. ومن أجل مواجهة التحديات التي يواجهها العالم، تم اقتراح الخطة الصينية والمبادرة الصينية، حيث قدمت مرجعا مفيدا للأحزاب السياسية من جميع دول العالم للمشاركة في بناء وتطوير بلادهم. كما أنها ستعزز العلاقات الودية والتعاونية بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية في العالم، مع التأكيد على أن الأحزاب السياسية المصرية ترغب في تعزيز التبادلات الحزبية مع الحزب الشيوعي الصيني، وتعزيز التعلم المتبادل وتعزيز تبادل الخبرات في مجال إدارة شؤون البلاد وفي الحد من الفقر.
في العصر الجديد، ترغب الصين في العمل مع مصر لمواصلة تنفيذ التوافق الاستراتيجي الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، والعمل معًا لتنسيق الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” و “رؤية مصر 2030″، يفسح المجال أمام دور الأحزاب والقوى السياسية، ويعززا من التعاون في مختلف المجالات بين الجانبين، وتنفيذ بناء مجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك بما يعود بالنفع الحقيقي على شعبي الصين ومصر!