أفتُتحت الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية في منتصف أغسطس الجاري في مدينة يينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا بشمال غربي الصين بنجاح.
أُقيمت الدورة هذا العام بشكل “فعلي وافتراضي” على حد سواء لأول مرة بسبب الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه، وركزت على التعاون الاقتصادي والتجاري والبناء المشترك للحزام والطريق و “الأنشطة عبر الإنترنت”، وتم تسجيل أكثر من 1000 شركة محلية وأجنبية كعارضين، وأكثر من 10 ملايين مُشاهد ومشتري متخصص في فعاليات افتراضية وعلى أرض الواقع. حقق المعرض بالفعل نتائج مثمرة تمثلت في توقيع 277 صفقة بقيمة 156.7 مليار يوان تقريبا تضمنت مجالات المعلومات الإلكترونية، والطاقة النظيفة، والمواد الجديدة، والغذاء الأخضر، والقدرة الإنتاجية، و”الإنترنت + الصحة الطبية”، والتعاون السياحي، وتم إصدار وتوقيع 54 تقريرا سياسيا ومذكرة تفاهم. منذ تأسيسه في عام 2013، أصبح المعرض الصيني العربي منصة مهمة للصين والدول العربية لتلبية احتياجات التنمية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري.
إن أواصر الصداقة التقليدية بين الشعب الصيني وشعوب الدول العربية أصبحت أقوى مع مرور الوقت، وبصفتهم شريكان طبيعيان في مبادرة “الحزام والطريق”، طالما أكمل الجانبان مزايا بعضهم البعض، وتبادلا المنافع المشتركة. لقد وقعت الصين مع 19 دولة عربية وجامعة الدول العربية وثائق تعاون في مبادرة “الحزام والطريق. في النصف الأول من العام الجاري بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية 144.27 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 25.7% على أساس سنوي، وحافظت الصين على مكانها كأكبر شريك تجاري للدول العربية، بينما استوردت 130مليون طن من النفط الخام من الدول العربية وبذلك يظل الجانب العربي هو أكبر مُصدر لواردات الصين من النفط الخام.
لايزال التعاون عالي التقنية بين الجانبين يرتقي إلى آفاق أرحب، وشهد التعاون تطورا ملحوظا في مجالات شبكات الجيل الخامس، والبيانات الضخمة، والفضاء، والذكاء الإصطناعي. تتمتع الصين والدول العربية بإمكانيات هائلة لتنمية الاقتصاد الأخضر، وتم تعميق التعاون في مجال الطاقة النظيفة مثل: الطاقة الشمسية والطاقة النووية لبناء “طريق الحرير الأخضر” بشكل مشترك. عقب تفشي فيروس كورونا الجديد، تضافرت جهود الصين والدول العربية في مكافحة الوباء، وتجسد مفهوم المشاركة في السراء والضراء، مما شكل نموذجا لمساعدة بعضها البعض والتغلب على الصعوبات معا. في الوقت الحالي، ساعدت الصين وصدرت ما يقرب من 100 مليون جرعة من اللقاحات الصينية إلى الدول العربية، وتعاونت في إنتاج اللقاحات مع مصر والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، مما يعزز بشكل كبير من مكافحة الدول العربية ضد الوباء.
يصادف هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، كما أنه العام الأول الذي تُنفذ فيه الصين “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”، وتشرع في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. وتواصل سعيها نحو مرحلة جديدة من التطور، وتقوم بتنفيذ مفاهيم تنموية جديدة وبناء نمط تنموي جديد، كما يتم تطبيق استراتيجيات التنمية للدول العربية مثل “رؤية مصر 2030” بشكل مطرد. يتمتع الجانبان الصيني والعربي بمراحل تنمية متلاحمة، ومفاهيم وأفكار مماثلة، وتكامل اقتصادي.
ويتطابق تعزيز التعاون بين الجانبين مع المصالح التنموية المشتركة لهما، ويخدم رفاهية الشعوب، مما يخلق آفاق رحبة للتعاون المشترك. أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة التهنئة إلى المعرض أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية للسعي إلى التعاون والتنمية، وتعزيز التنمية السلمية، وتحقيق نتائج المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، والبناء المشترك للحزام والطريق بجودة عالية، والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الصينية العربية إلى مستوى أعلى، إضافة إلى البناء المشترك لمجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك للعصر الجديد.