أيام قليلة تفصلنا عن ظهور نتيجة الثانوية العامة 2021، حيث يترقب العديد من الطلاب ظهور النتيجة وما يعقبها من ماراثون تنسيق الثانوية العامة، ليبدأ الطلاب في عملية اختيار الكليات والجامعات التي يرغبون في الالتحاق بها، وقد ارتبطت هذه الفترة من كل عام، بالعديد من الذكريات والأغاني الشهيرة للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ، التي ما زالت تحتل مكانة كبيرة في قلوب المستمعين خاصةً في مثل هذه المناسبات، فكان ليوم إعلان نتيجة الثانوية العامة، في السنوات الماضية، تحضيرات وتجهيزات تختلف تمامًا عما هو الأمر حاليًا.
نتيجة الثانوية العامة 2021 وصور من الماضي
كان الراديو هو وسيلة إعلان نتيجة الثانوية العامة، فتجتمع الأسرة في حالة من الترقب الشديد، لسماع رقم جلوس أبنائهم ومجموعهم الكلي عبر موجات الأثير، ثم يذهب الطالب مسرعًا إلى المدرسة للحصول على نتيجته، تلك اللحظة الفارقة التي إما يعقبها سعادة غامرة أو حالة من الحزن والبكاء.
ويأخذكم “صدى البلد جامعات” في رحلة عابرة للزمن تعود إلى 196 عام من الآن، للتعرف على مقتطفات من أبرز التعديلات الذي شهدها نظام الثانوية العامة في مصر منذ نشأنه وحتى يومنا هذا..
تاريخ الثانوية العامة في مصر
تعود بدايات نظام الثانوية العامة في مصر إلى عام 1825 تحت مسمى “التعليم التجهيزي”، وكان يقبل الطلاب على الالتحاق به للتأهل فيما بعد للدراسة في المدارس العليا كالطب والمهندسخانة “الهندسة” في ذلك الوقت.
تعديلات متوالية على مدة الدراسة في الثانوية العامة
في عام 1877، تم عقد أول امتحان موحد لعدد من المدارس تحت اسم “الشهادة العمومية”، بسبب عمومية الامتحانات بها، وبلغت مدة التعليم بها 4 سنوات، ولكن بمرور السنوات، تغيرت المدة المحددة للدراسة لتتحول إلى 5 سنوات عام 1891، ثم 3 سنوات عام 1897 نظرًا لاحتياج الحكومة المصرية في ذلك الوقت إلى المتعلمين لشغل الوظائف العامة في البلاد.
وفي عام 1905، عادت سنوات الدراسة بالثانوية العامة إلى 4 أعوام مجددًا، مقسمة إلى مرحلتين: الأولى لمدة عامين وتسمى “الكفاءة”، وهي شهادة مستقلة، يأتي بعدها المرحلة الثانية، وهي مرحلة التخصص في أحد القسمين “العلمي والأدبي”وتستمر لمدة عامين أيضًا، ثم يحصل بعدها الطالب على شهادة البكالوريا.
ولم يظل هذا الوضع طويلًا، ففي عام 1907، تم إلغاء شهادة الكفاءة، وسميت “القسم الأول من الشهادة الثانوية”، وظلت هكذا حتى 1928م، ولكن زادت مدة الدراسة لتصبح 5 سنوات مقسمة على مرحلتين: الأولى هي مرحلة عامة لكل الطلاب الذين اجتازوا الشهادة الإبتدائية وتستغرق 3 سنوات، والثانية تتفرع فيها الثانوية العامة إلى قسمين هما: “العلمي والأدبي”، وكانت مدة الدراسة بها سنتين، ليصبح إجمالي مدة الدراسة بالثانوية العامة 5 سنوات كاملة، وهو النظام الذي ظل قائمًا حتى عام 1935.
نظام الثانوية العامة للبنين والبنات
شهد نظام الثانوية العامة تغييرات جديدة عام 1935، فقد تم تعديل النظام ليشمل البنين والبنات، لتصبح سنوات الدراسة 5 أعوام للبنين و6 أعوام للبنات، فضلًا عن إدراج بعض المواد الجديدة المخصصة للبنات.
وكان نظام الثانوية العامة في هذا الوقت منقسم إلى قسمين: القسم العام وتستمر مدة الدراسة فيه 4 سنوات للبنين و5 سنوات للبنات، والقسم التوجيهي وتستمر مدة الدراسة فيه عام واحد للجنسين والذي يعتبر عام التخصص حيث يختار الطالب فيه إحدى الشعب الثلاثة إما الآداب أو العلوم أو الرياضيات وكانت شهادة الثانوية العامة في ذلك الوقت تسمى بـ”التوجيهية”.
نظام الـ 3 سنوات يعود من جديد
عادت مدة الدراسة بالثانوية العامة إلى 3 أعوام مجددًا عام 1977، لتنقسم إلى قسمين: القسم العام ومدته عام واحد وهو الصف الأول الثانوي، والقسم الثاني هو قسم الشهادة، ويضم عامين دراسيين يختار فيهما الطالب التخصص في أحد القسمين العلمي أو الأدبي، ثم يؤدي الطالب امتحانًا عامًا نهاية العام للحصول على شهادة الثانوية العامة.
شعبتين للأدبي
تم استحداث نظام جديد للثانوية العامة عام 1981، وهو تصنيف القسم الأدبي إلى شعبتين إسوة بالقسم العلمي، ليبدأ التخصص في الصف الأول الثانوي، ولكن لم يُكتب لهذا النظام الصمود طويلًا، فسرعان ما تم إلغائه عام 1988، لتكون الدراسة في الصف الأول والثاني الثانوي عامة، ثم يبدأ التخصص في الصف الثالث الثانوي.
تدريس المستوى الرفيع لأول مرة
تم إدخال عدد من المواد الاختيارية بنظام الثانوية العامة المصرية عام 1991، بهدف قياس مهارات وميول الطلاب، كما تم تدريس مادة المستوى الرفيع للطلاب لأول مرة في تاريخ الثانوية العامة لتزويد الطلاب بمعارف جديدة وكذا إعطائهم فرصة لزيادة مجموعهم.
الثانوية العامة على مرحلتين ونظام تحسين المجموع
دخلت الثانوية العامة نظام المرحلتين عام 1994، وتحولت الدراسة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثاني والثالث الثانوي، وشمل النظام تدريس الطلاب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثاني الثانوي، على أن يتم حساب درجة الطالب في النهاية بمتوسط ما حصل عليه من درجات في العامين الثاني والثالث للثانوية العامة معًا.
هذا وظهر لأول مرة في تاريخ الثانوية العامة، نظام “تحسين المجموع”، ليحق للطالب دخول الامتحان 5 مرات في حالة إذا ما أراد تحسين الدرجات التي حصل عليها.
إلغاء فرصة “تحسين المجموع”
تم إلغاء كل من نظامي “تحسين المجموع” و “المواد الاختيارية” عام 1996، وظلت الثانوية العامة تُدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين حتى عام 2012.
الثانوية العامة والألفية الجديدة
بدأ العمل بنظام جديد للثانوية العامة عام 2013، يقوم على أساس إلغاء نظام العامين، لتكون الثانوية العامة عام واحد فقط، مع وجود 3 شعب للتخصص هما: أدبي، و علمي علوم، وعلمي رياضة.
وفي عام 2017، تم استحداث نظام “البوكليت”، وهو عبارة عن كراسة امتحانية تضم ورقة لـ”الأسئلة والأجوبة” في ورقة واحدة، منعًا لمحاولات الغش والتسريب التي قد شهدها عام 2016.
وكان يتم وضع نموذج البوكليت على الموقع الإلكتروني للوزارة، كنموذج استرشادي للطلاب قبل اجتياز الامتحانات، ويضم “البوكليت” 5 نماذج امتحانية، وبداخل كل نموذج يوجد 4 نسخ مختلفة، تتضمن الورقة في حدود 40-50 سؤالًا غير متشابهين ويتم توزيعهم عشوائيًا.
دفعة التابلت
سلمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، طلاب المرحلة الثانوية، أجهزة تابلت، لتبدأ بذلك عملية تدريبهم على النظام الجديد للثانوية العامة الذي يهدف إلى قياس مهارات الفهم والاستيعاب، وقد تم إجراء امتحانات الثانوية العامة هذا العام ورقيًا بنظام الكتاب المفتوح open book وأسئلة الاختيار المتعدد على البابل شيت لأول مرة.
هذا ويتم تصحيح هذه الامتحانات مركزيًا وبشكل إلكتروني وليس عن طريق “كنترولات ولجان تصحيح” مثل الأعوام الماضية، وذلك لضمان حصول الطلاب على درجاتهم كاملة.