ما زالت تعاني بعض دول العالم من تبعات فيروس كورونا المستجد المتلاحقة على البشرية بأكملها، وذلك على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس في عدد من الدول الأخرى بفضل عمليات التطعيم الواسعة باللقاحات المضادة للفيروس، إلا أن هذا الانخفاض لم يستطع أن يقدم ضامنًا بالقضاء على الفيروس واقتلاع هذه الجائحة من جذورها حتى الآن.
حلم القضاء على كورونا يراود العلماء
وفقًا لموقع “روسيا اليوم”، أجرى مجموعة من العلماء من نيوزلندا، دراسة علمية جديدة، تبشر بإمكانية القضاء أو “استئصال” فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أوضحت الدراسة.
اعتمد الباحثون في دراستهم على إجراء مقارنات بين فيروس كورونا والجدري ومرض شلل الأطفال، ومن خلال هذه العملية تبين احتمالية القضاء على كورونا كسائر الأمراض الأخرى التي قطعت البشرية فيها شوطًا كبيرًا خلال الأعوام الماضية في سبيل القضاء عليها.
وخلال الدراسة، أنشأ الفريق البحثي، نظام تسجيل من ثلاث نقاط لـ 17 متغيرًا للتخلص من كورونا، مثل: توافر لقاح آمن وفعال، وعمر المناعة، وتأثير تدابير الصحة العامة، والإدارة الحكومية الفعالة لرسائل مكافحة العدوى، وقد تم تسجيل 28 نقطة من أصل 51، مقارنة بشلل الأطفال الذي سجل 26 من أصل 51.
ورأي الباحثون، من خلال هذه النقاط، أنه لا يجب أن ننظر إلى درجة مثالية، ولكن نحتاج إلى الكثير من العناصر لنتمكن من اعتبار الاستئصال أمرًا ممكنًا، موضحين أن القضاء على كورونا أكثر جدوى من شلل الأطفال ولكن أقل بكثير من الجدري، وبالتالي سيكون الأمر صعبًا وليس مستحيلًا.
وقارن العلماء العوامل الفنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لجميع الإصابات الثلاث وتم نشر نتائجهم في المجلة الإلكترونية BMJ Global Health.
وعرف العلماء “الاستئصال” بأنه التخفيض الدائم للعدوى العالمية التي يسببها عامل معين إلى الصفر نتيجة لجهود متعمدة، موضحين أن الأمر قد يكون ممكنًا بفضل مجموعة اللقاحات وتدابير الصحة العامة وتضافر الجهود العالمية.
تحديات وعقبات
وفي سياق متصل، أكد الفريق أن هناك تحديات تقنية للقضاء على كورونا لم تُأخذ في الاعتبار في حالة مرضي شلل الأطفال والجدري، منها: تردد اللقاحات، والتطور السريع للمتغيرات الفيروسية التي يمكن أن تفوق برامج اللقاحات العالمية، التكاليف المرتفعة لتنفيذ برامج التطعيم ورفع مستوى أنظمة الرعاية الصحية، فضلًا عن الحيوانات البرية أو المنزلية التي تعمل كمستودع قد يتطور فيه الفيروس أكثر.
ومن ناحية أخرى، يتوقع العلماء إنه في حالة تعرض محاولات القضاء على الفيروس للفشل، فسيسفر الأمر عن بعض الفوائد فيما يتعلق بالسيطرة على الأمراض الأخرى.
ويقر العلماء بأن دراستهم أولية، وأن هناك حاجة إلى مزيد من العمل المتعمق المكثف. ودعوا منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة رسمية لجدوى واستصواب محاولة القضاء على فيروس كورونا.