عواطف عبد الرحمن: التحديات تعيق الإعلام الرقمي على أرض الواقع
حسن عماد مكاوي: حق المواطن في المعرفة جوهر العمل الإعلامي
عميد كلية الإعلام بالأكاديمية العربية: لا بد من دمج الجانبين التقني والتوعوي لأمن المعلومات
خبير تشريعات التحول الرقمي: حماية أمن المعلومات يتطلب نضجا في تصنيفها
أجمع عدد من خبراء الإعلام وأمن المعلومات على أن حماية بيانات المواطنين في ظل البيئة الرقمية الحالية بات ضرورة ملحة، مشددين على أن الوضع الحالي بحاجة إلى المزيد من التشريعات الخاصة بأمن المعلومات التي تكفل حرية الوصول للمعلومة وتداولها، وتجرم الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وانتهاك البيانات الشخصية.
وأوضح الخبراء أنه رغم تعدد التشريعات والمواثيق الدولية، والتحذيرات التي تمنع تداول المعلومات السرية، إلا أن عمليات الاستباحة من قبل بعض شركات الإنترنت سمحت بانتهاك الخصوصية الرقمية، مطالبين وسائل الإعلام برصد تلك الانتهاكت وتوعية الجمهور بها.
ما تقدم كان ثمار حلقة نقاشية بعنوان “الإعلام الرقمي والأمن المعلوماتي”، ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر كلية الإعلام بجامعة القاهرة الـ 26، المنعقد يومي 11 و12 يوليو ,عنوانه “الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة”. ترأس الحلقة النقاشية الدكتور عادل عبد الغفار المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وافتتحتها الدكتورة وسام نصر، وكيل كلية الإعلام لشئون الدراسات العليا والبحوث.
الثورة الرقمية خلقت فجوات اجتماعية واقتصادية
قالت الدكتورة عواطف عبد الرحمن، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن هناك مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بربط الإعلام بالرقمنة، فمن المفترض أن يحقق الإعلام الرقمي ديمقراطية في الوصول إلى المعلومة، ويسمح بتدفق المعلومات في كافة المجتمعات وتداولها بشكل حر، ولكن الأمر يختلف على أرض الواقع إذ أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي، وهي أن التكنولوجيا غيرت من سلوكيات المجتمع وخلقت ما يسمي بالمجتمع “التكنواجتماعي”، كما أن قصور البنية التحتية يمثل تحديا آخر، هذا إلى جانب ظهور ما يعرف بالفجوة الرقمية ما بين الدول الغنية التي يتمتع مواطنيها بكافة أشكال المعلوماتية على عكس غيرها من الدول المحرومة من ذلك، وأشارت إلى أن هناك سيطرة للحكومات ورأس المال على الإعلام لصالح أيديولوجية السوق.
التشريعات الدستورية بحاجة إلى تفعيل
فيما ذكر الدكتور حسن عماد مكاوي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة وعميد الكلية الأسبق، أن حق المواطن في المعرفة هو جوهر العمل الإعلامي، فالإعلام التقليدي يوفر المعلومة من خلال جهات أو مصادر يمكن محاسبتها، أما الإعلام الرقمي فأتاح المعلومات بشكل كبير وقلت السيطرة على مصادر المعلومات ومن هنا ظهر ما يعرف بأمن المعلومات.
واستعرض مكاوى عددا من القوانين الخاصة بأمن المعلومات في الدستور المصري؛ ليثير إشكالية إننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من التشريعات الخاصة بأمن المعلومات التي تكفل حرية الوصول للمعلومة وتداولها.
حماية أمن المعلومات يتطلب نضجا في تصنيفها
وشاركه في الرأي
الدكتور محمد حجازي، استشاري تشريعات التحول الرقمي والابتكار والملكية الفكرية، والرئيس السابق للجنة التشريعات والقوانين بوزارة الاتصالات، إذ أوضح أن حماية بيانات المواطنين في البيئة الرقمية بات ضرورة ولا نقصد بالبيانات الاسم والرقم فحسب، بينما سلوك تصفحه لتلك الوسائل الرقمية، فوضعت مجموعة من الالتزامات الخاصة بأخطار المواطن قبل الحصول على أي بيانات خاصة به، ولكن هذا لا يزال غير كاف فلا نزال بحاجة إلى المزيد من التشريعات الخاصة بأمن المعلومات. أما فيما يتعلق بقانون تداول المعلومات فهناك العديد من التشريعات التي تنص على سرية البيانات والمعلومات، لذا لا بد من وجود تصنيف للبيانات ما بين المتاحة، والمتاحة بحدود، وغير المتاحة، ولكننا لا نزال نحتاج إلى وقت من أجل صدور تشريعات تضمن تداول المعلومات
القوانين الدقيقة هي الحل
وجاءت المداخلة من الدكتور عادل عبد المنعم، خبير الأمن السيبراني في الاتحاد الدولي للاتصالات، ورئيس مجموعة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، قائلًا إنه في أوروبا هناك تناغم في القوانين كما أن الأمور أكثر تحديدًا ووضوحًا، أما في مصر فهناك تضارب في القوانين، فهناك مواد تنص على عدم مخالفة العادات والتقاليد، ومع ذلك لا نعرف ما هي حدود تلك العادات والتقاليد، وطبيعة الإعلام الرقمي وسرعة الوصول أضعف التحقق من المعلومة ففي العالم الرقمي التحقق من المعلومة بات يشكل صعوبة كبيرة.
أمن المعلومات يمثل أمن الدول
والتقطت أطراف الحديث الدكتورة حنان يوسف، عميد كلية الإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري، مشيرة إلى أن الأمن المعلوماتي يعني التدابير اللازمة لحماية أمن المواطن، وكذلك أمن الدولة، وهي حالة فنية بحتة لا تقتصر على مجموعة من البرامج الخاصة بحماية البيانات والمعلومات، بينما تتطلب ضرورة الدمج ما بين الجانب التقني والجانب التوعوي؛ وطالبت بالمزيد من الدورات التدريبية حول تنمية الوعي التقني وليس السلوكي فحسب. واتفق معها في ذلك المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات.
فيما أشارت الدكتورة هبة شاهين، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، إلى أن التكنولوجيا ليست خيرًا خالصًا وليست شرًا خالصًا، بل أن لها العديد من المشكلات ومن أهمها اختراق حقوق الملكية الفكرية التي تضيع مع الإعلام الرقمي.
أمن المعلومات واختراق الخصوصية
وعلى صعيد آخر أوضح المهندس أحمد أنس، خبير أمن المعلومات أن هناك حدا فاصلا ما بين الخصوصية وأمن المعلومات، فاختراق منصة إعلامية بات أمر سهل للغاية خاصة في الأوقات الحساسة وذلك يؤثر بشكل كبير على الأمن القومي. وبشكل عام نصح أنس بضرورة رفع الوعي الأمني للمواطن لأن أمن المعلومات قادر على تغيير مستقبل وطن كامل.
ومن جانبها قالت الدكتورة سهام نصار، الأستاذ بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان، إنه على الرغم من التطور التكنولوجي الحادث الآن والذي استفدنا منه جميعًا كإعلاميين إلا أن مجال أمن المعلومات لابد أن يُدرس في كافة المستويات التعليمية لأنه يُؤثر على العمل الصحفي ومن السهل الحصول على بيانات الصحفيين ومعلومات مصادرهم وتداولها مما يشكل خطورة على الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية، ويعيق حرية تداول المعلومة.
كما أوضح الدكتور محمد سعد إبراهيم، عميد المعهد العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، أنه رغم تعدد التشريعات والمواثيق الدولية، والتحذيرات التي تمنع تداول المعلومات السرية، إلا أن عمليات الاستباحة من قبل بعض شركات الإنترنت والأعمال المخابراتية سمحت بانتهاك الخصوصية الرقمية، فلابد للإعلام من أن يرصد تلك الأشكال الانتهاكية ويُوعي الجمهور بها.
وعقبت على ذلك الدكتورة إيمان حسني، أستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومقرر الجلسة، بأن ما هو آمن الآن قد لا يكون آمن غدًا لذا فنحن نحتاج إلى المزيد والمزيد من البحث العلمي.
5 بحوث تحلل الاتجاهات الحديثة في دراسات الإعلام الرقمي
أشادت الدكتورة راجية قنديل، الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بالجهد المبذول في إعداد البحوث التي عرضت خلال الجلسة، مطالبة الباحثين باستخدام برامج للوصف والرصد للواقع الرقمي، وتوفير جهودهم لعملية التحليل والتفسير، مشيرة إلى أن التطور المتسارع في النظريات الإعلامية يفرض على الباحثين تطوير اختيار النظريات المستخدمة في دراساتهم، مطالبة الباحثين بتدقيق بناء مقاييسهم المستخدمة في قياس الظواهر البحثية.
جاء ذلك ضمن تعقيبها على الجلسة السابعة، التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي السادس والعشرين تحت عنوان “الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة”، والذي يناقش عددًا من القضايا في صناعة الإعلام، من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في تقنيات الإعلام الرقمي والتأثيرات المتبادلة بينها وبين وسائط الإعلام التقليدي.
وتضمنت الجلسة عددًا من الأبحاث العلمية المتنوعة والتي تناولت: استخدام الشباب للإعلام الرقمي، ونظريات الإعلام بين القديم والجديد، وغيرها، وغلب على الدراسات أنها من المستوى الثاني.
وخلصت دراسة الباحثة منال أبو الحسن، أستاذة بكلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6أكتوبر، إلى أن الدراسات العربية كانت تقليدية بعكس الدراسات الأجنبية التي امتازت بحداثتها وتنوعها، بالإضافة إلى وجود العديد من الدراسات المتشابهة مع اختلاف المصطلحات في الدراسات العربية.
وأكدت دراسة الباحثتين مها الطرابيشي وماري حبيب، الأستاذتين بجامعة العلوم الحديثة والآداب، إلى أن مفهوم التحول الذى طرأ على وسائل الإعلام التقليدية، عملية حتمية، وتطور طبيعي لوسائل الإعلام التقليدية إلى الإعلام إلالكتروني.
وأشارت الدكتورة سماح المحمدي، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى أن دراستها ليست بالجديدة من نوعها وإنما هى دمج لجميع الدراسات التي تناولت موضوع الإعلام وجائحة كورونا، والتي تضمنت دور وسائل الإعلام في التوعية من فيروس كورونا، بالإضافة إلى الدراسات التي اعتمدت على دور الحكومة وتصديها للجائحة، وتأثير الجائحة على الجانب النفسي للأفراد.
وخلصت دراسة الدكتور إبراهيم حسن، الأستاذ المساعد بكلية الإعلام جامعة فاروس، إلى ضرورة أخذ الباحثين للإطار النظري، بالإضافة إلى الاهتمام بالدراسات البيئية، وتشجيع البرامج المشتركة مع الجامعات الأجنبية.
وأضاف الدكتور سعيد حامد، الأستاذ المساعد بقسم الإعلام كلية الخوارزمي الدولية بالإمارات، أنه توجد علاقة ارتباطية بين دوافع اعتماد المبحوثين على وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية مهاراتهم في الجانب الإعلامي وأشكال تفاعلهم على وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية مهاراتهم للجانب الإعلامي مع المحتوى التدريبي التعليمي المنشور عبر الإنترنت.
وأكدت دراسة الباحثة أفنان طلعت، مدرسة الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، على وجود علاقة ارتباطية بين كثافة التعرض لمقاطع الفيديو التي تتناول أزمة كورونا على شبكة الإنترنت واتجاهات الجمهور نحو تلك الأزمة.
دراسات مؤتمر “إعلام القاهرة”: نتفليكس تستقطب الشباب المصري.. وفيسبوك الأكثر استخدامًا من قبل الطلاب
أوضح الدكتور وليد فتح الله، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن ما تعرضه القنوات التليفزيونية من دراما قد يكون أشد خطرًا مما تعرضه المنصات الرقمية المدفوعة، وهذا ما نشاهده دائمًا كل موسم رمضاني، ومثال على ذلك ترسيخ صورة البلطجي على أنه بطل في ختام المسلسل، على عكس ما كنا نراه قديمًا في أفلام الأبيض والأسود والتي غالبا ما تنتهي بأن يلقى المخطئ جزاءه حتى لو كان بطل الفيلم. مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها وتنوعها لا تحمي خصوصية مستخدميها رغم ما تقره من سياسات ومعايير للخصوصية.
جاء ذلك في إطار تعقيبه على الجلسة التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي السادس والعشرين تحت عنوان “الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة”، والذي يناقش عددا من القضايا في صناعة الإعلام، من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في تقنيات الإعلام الرقمي والتأثيرات المتبادلة بينها وبين وسائط الإعلام التقليدي.
وناقشت الجلسة عددًا من البحوث التي توصلت إلى عدة نتائج هامة، شملت موضوعات الحريات والأخلاقيات الرقمية.
وأعربت الدكتورة هبة الله السمري، العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن سعادتها بانعقاد المؤتمر هذا العام بالرغم من الظروف الصعبة التي سببتها جائحة كورونا، والتي فرضت الكثير من التحديات التي واجهها المؤتمر ليخرج إلى النور.
وكشفت دراسة بعنوان “إدارة قضايا الحريات في منصات الإعلام التقليدي والرقمي”، أعدها الدكتور ثريا البدوي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور بسنت عطيه المدرس بالأكاديمية العربي للنقل البحري، كشفت عن ارتفاع مستوى المشاهدة الشرهة لمسلسلات نتفليكس لدى شباب المجتمعين المصري والسعودي في مقابل انخفاض تعرضهما للمسلسلات عبر قنوات التليفزيون التقليدية، كما تظهر الدراسة حدود دور المنصات الإعلامية التقليدية والرقمية، في تشكيل رؤى الشباب حول قضايا الحريات.
وخلصت دراسة الدكتورة الأميرة سماح فرج والدكتور محمود زكي، بكلية الإعلام جامعة سيناء، المعنونة: “اتجاهات الشباب نحو سياسات إدارة مواقع التواصل الاجتماعي في علاقتها بالحرم الجامعي: جامعة القاهرة نموذجًا”، خلصت إلى عدة نتائج أهمها ارتفاع معدلات استخدام منصات التواصل الاجتماعي لدى الشباب سواء لأغرض تعليمية أو شخصية، كما كشفت الدراسة عن تصدر فيسبوك قائمة المواقع الأكثر استخدامًا من قبل الطلاب، ونتيجة أخرى أوضحت أن %8.3 فقط من عينة الدراسة لها موقف إيجابي من وجود سياسة جامعية تتابع الحسابات الطلابية بينما بقية العينة كانت إما سلبية أو محايدة.
وأوضحت دراسة الباحثة إنجي محمد أبو سريع خليل، الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام جامعة القاهرة، بروز الاتجاهات المعنية ببيان التحديات والعوامل المؤثرة على أخلاقيات العلاقات العامة الرقمية، وكانت أهم هذه التحديات التشكك حول أخلاقية العلاقة بين ممارسي العلاقات العامة ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، وطرحت الدراسة رؤية مستقبلية وأجندة بحوث مقترحة في مجال أخلاقيات الممارسة الرقمية للمهنة.
وأشارت نتائج الدراسة التي أجرتها شيري عصام، المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلي أن معدل استخدام فيسبوك، ودوافع الإفصاح عن المعلومات الخاصة، والتحكم المُدرَك في المعلومات المنشورة، والوعي بثقافة الخصوصية، وحدوث إختراق سابق للحساب الشخصي عليه، واستخدام إعدادات الموقع لحماية الخصوصية، والنوع، والتعليم، بمثابة أُطُر لتفسير طرق إدارة الخصوصية لدي مستخدمي فيسبوك.
“الإعلام الرقمي والأمن المعلوماتي”.. جلسة بحثية بمؤتمر “إعلام القاهرة”
أكدت الدكتورة حنان جنيد، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ووكيل الكلية لشون البيئة والمجتمع، أننا بحاجة لما يُعرف بـ”ثقافة الأمن المعلوماتي”، وذلك خلال رئاستها للجلسة البحثية: “الإعلام الرقمي والأمن المعلوماتي” وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العلمي الدولي لكلية الإعلام جامعة القاهرة الـ26 والذي يعقد تحت عنوان “الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي.. مسارات للتكامل والمنافسة”.
وخلال الجلسة، عرض الباحثون ملخصات ونتائج دراساتهم، حيث أكدت دراسة الباحثتين د.هبة الله السمري، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بالكلية، وآية يحيى، المدرس المساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق، أن الجمهور لجأ لوسائل التواصل الاجتماعي بالدرجة الأكبر للحصول على معلومات حول فيروس كورونا، لانعدام الثقة في القنوات الرسمية وغياب الشفافية، ووجود أزمة مصداقية نتيجة لصورة نمطية متوارثة من مواقف سياسية سابقة.
ووضع الدكتور حسين ربيع، أستاذ الإعلام المساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق، في دراسته تصورا لمدونة سلوك أخلاقية تنظم استخدام الصحفيين المصريين لمواقع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استقاها من مدونات السلوك المهنية للمؤسسات الإعلامية الدولية، واستنتجت الدراسة أن القواعد المتبعة في الإعلام التقليدي يجب أن يلتزم بها الصحفي في استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت دراسة للباحثة آية طارق عبد الهادي سيد، الحاصلة على الدكتوراه من إعلام القاهرة، أن أغلبية مُستخدمي مواقع التَّواصل الاجتماعي يتبعون طرقا للمُحافظة على سرية معلوماتهم ويعون مخاطر انتهاك الأمن السيبراني دون حتى معرفتهم بمفهوم الأمن السيبراني أو الخطوات المنهجية للحفاظ على سرية معلوماتهم.
أما التشريعات الموضوعة لمواجهة الجرائم الإلكترونية فجاءت في دراسة نزيه عبد الغني، الباحث بحقوق بني سويف، حيث اقترح إقامة مؤتمر سنوي دولي لمشاركة التجارب القانونية في مواجهة الجرائم الإلكترونية وصياغة قانون دولي موحد لمواجهة تلك الجرائم.
وناقش الباحث الأردني يوسف المشاقبة، الباحق بإعلام القاهرة، دراسته التي توصلت إلى أنه على الرغم من أن معظم الصحفيين الأردنيين يرون أن حالة الحريات الإعلامية شهدت تقدما إلا أن الإطار القانوني المنظم للإعلام يعوق عمل المواقع الصحفية.
وفي ختام الجلسة، أشاد الدكتور صفوت العالم، المدرس بالكلية بالبحوث المشاركة قائلا إن تعدد الخبرات العملية للمشاركين أثرى أبحاثهم، وأضاف أن غياب التخصص في اختيار ضيوف الإعلام، ونقل وسائل الإعلام من المواقع الإلكترونية والعكس، أضعف مصداقية المعالجات الإعلامية، وجعل الجمهور يلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي بما فيها من شائعات، مؤكدا أنه في سبيل ملاحقة “الترند” يلجأ الكثير من الشخصيات العامة ووسائل الإعلام لنشر أخبار كاذبة أحيانا.
وفي تعقيبها، أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد، الأستاذ بالكلية أن الفوضى الإعلامية الرقمية التي نشهدها لا تتطلب المواجهة بالقانون فقط، ولكن لا بد من تطبيق مواثيق الشرف الإعلامي حتى لا تصبح مجرد “حبر على ورق”، مؤكدة ضرورة إدماج صحفيي المواقع الإلكترونية بقانون نقابة الصحفيين حتى يتم تقنين أوضاعهم ومكافئتم ومحاسبتهم على التقصير.