شهدت جامعة طنطا، منذ أيام قليلة، واقعة مؤسفة لإحدى طالبات الفرقة الثانية بكلية الآداب، أثناء تأديتها لامتحان مادة اللغة التركية، وتعرضت الطالبة للتنمر والتحرش اللفظي من قبل مراقبي امتحانات نهاية العام الدراسي، بسبب ارتدائها فستانًا داخل الحرم الجامعي، وعٌرفت باسم “فتاة الفستان”.
ولم تقتصر القصة على التنمر أو التحرش فقط، بل وصل الأمر إلى حد التوبيخ واقتحام خصوصية الطالبة بسبب قرارها الشخصي في خلع الحجاب، واستمر المراقبون في التدقي في صورة الهوية الشخصية للطالبة، والتي تبين من خلالها، أنها كانت ترتدي الحجاب عند إصدارها.
تفاصيل واقعة الفستان
قالت حبيبة طارق، إنها تعرضت للسخرية والاستهزاء من أحد المراقبين داخل اللجنة الذي وجه إليها سؤالًا عن ديانتها وإن كانت مسلمة أو مسيحية، بالإضافة إلى التعرض للتنمر من اثنتين من المراقبات في لجنة امتحانية أخرى بسبب تركها الحجاب.
وأضافت “طارق”، في منشور لها، عبر موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أن البداية جاءت من مراقب لجنتها، الذي ظل ينظر لها ولفستانها بعد استلامها البطاقة، ووجه لها سؤالا عن هوية ديانتها إن كانت مسلمة أو مسيحية.
وتابعت “طارق”، أن الأمر لم يقتصر عند هذا الحد، فأثناء خروجها من الامتحان، اعترض طريقها اثنتين من المراقبات، وقالت: «وجدتُ مراقبة امتحانات ترافق زميلة لها فور خروجي من لجنة الامتحانات واستوقفتانى واقتربتا مني وسخرتا مني بسبب الفستان، وظلت المراقبة تنادي زميلتها تعالي شوفي لابسة ايه، وقالت لي إنت نسيتي تلبسي بنطلونك، أنت مسلمة ولا مسيحية؟».
واستمر الهجوم الشرس والتوبيخ على فتاة الفستان، ليمتد إلى ما هو أكثر من شخصها، ليطول كل فتيات الإسكندرية، وقالت إحداهما: “أنت محجبة في البطاقة وتركتي الحجاب وقررتي تبقي مش محترمة وقليلة الأدب، أنت زمان كنتي محجبة ومحترمة”، لترد زميلة المراقبة المتنمرة: “هما الإسكندارنية كده أصلًا، ما أنا قولت أنت اسكندرانية بسبب لبسك”.
وعن الفستان، أوضحت حبيبة: “أنا لابسة فستان تلتين كم وتحت الركبة، بقولها بنطلون ايه اللي ألبسه على الفستان، أنا مش فاهمة إيه اللي عملته”، مضيفةً: “لا أعلم لماذا حدث لي هذا وجعلوني أغادر الكلية مسرعة بعدما جعلوني فرجة للجميع».
وأكدت “طارق”، على الآثار النفسية السيئة التي لحقت بها من جراء هذه الواقعة، موضحةً: “المراقبة قالت لي وانتي ماشية الهواء هيطير الفستان وهيترفع، وقالت لي لا أنتى ربنا يهديكي وترجعي لحجابك ودي فترة يا بنتي وهتعدي، والناس في الكلية كانت بتنادي بعض عليا، من كتر ما خلتني فرجة في الكلية، وأنا ماعملتش لحد حاجة، وبعد ما روحت نزلت البوست على الفيس والناس قالت لي قدمي شكاوي ولازم الموضوع يكبر علشان ده تنمر، وينزل تحت بند تحرش لفظى وخصوصًا إنه كان فيه مراقبين رجالة وكانوا بيتفرجوا عليا”.
وذكرت “طارق”، أنها كانت منهارة بعد تعرضها لهذا الموقف، وتحدثت مع والدها فور خروجها من الجامعة، والذي تواصل بدوره مع محامٍ ووعدها باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
موقف حاسم من جامعة طنطا
أعلنت جامعة طنطا، أنه إيماء إلى ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام لشكوى الطالبة حبيبة زهران بالفرقة الثانية في كلية الآداب بجامعة طنطا وما أثارته وهو ما تعرضت له من بعض مراقبى لجان الامتحان يوم الثلاثاء الماضي بعد انتهاء مدة الامتحان.
وقرر الدكتور محمود زكي رئيس جامعة طنطا اليوم إحالة الواقعة إلى النيابة العامة لاتخاذ ما تراه مناسبا حيالها.
وأهابت الجامعة بالجميع عدم التطرق للموضوع لحين انتهاء النيابة العامة من تحقيقها واستبيان الحقائق كاملة.
جريمة سب وقذف
ومن الناحية القانونية، علقت المحامية ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة، نهاد أبو القمصان، علي واقعة فتاة الفستان، والتي وقعت بكلية الآداب جامعة طنطا، بأنها جريمتين متكاملة الأركان.
وتابعت أبو القمصان، أن فتاة الفستان، تعرضت للتنمر، بسبب ارتدائها فستان، وقيل لها ” أنت قررتي تبقي مش محترمة”، وهو الأمر الذي يعد جريمة سب وقذف.
وانتقدت أبو القمصان، تصريحات المتحدث الرسمي لجامعة طنطا؛ وقال أن الجامعة لم تتلق شكوى رسمية، ولذا لن تتحرك الجامعة، لافتةً أن نص المادة رقم 25 من قانون الإجراءات القانونية ينص على أن: ” لكل من علم بوقوع جريمة، يجوز للنيابة العامة رفع الدعوى عنها بغير شكوى أو طلب، أن يبلغ النيابة العامة أو أحد مأموري الضبط القضائي عنها”.
وطالبت المحامية أبو القمصان، بتحقيق عادل وعاجل في واقعة فتاة الفستان، والتي أطلق عليها “واقعة فتاة الفستان”.
قائمة الملابس الممنوعة بالجامعات
ومن ناحية أخرى، أثارت واقعة فتاة الفستان، العديد من التساؤلات عن معيار ملائمة الملبس للحرم الجامعي، وإن كان هناك محاذير أو زي محدد يجب الالتزام به أثناء الوجود داخل الحرم الجامعي.
فعلى عكس المدارس، لا يوجد زي موحد لطلاب الجامعات، كما أنه لا يوجد قانون منظم لملابس الطلاب بالجامعات ولكن الأمر يعود لإدارة الجامعة كون الجامعات شخصية مستقلة، وحذرت بعض الجامعات دخول الطلاب بالبناطيل والملابس الممزقة و الشورت والجلباب والشبشب والملابس الشفافة وارتداء الفيزون وارتداء البرومودا، ويعتبر ذلك وفقًا للوائح الجامعات مخالفة للتقاليد والأعراف الجامعية فضلاً عن كونها مخالفة الآداب العامة للمجتمع.
وفي سياق متصل، لا يوجد ما يمنع بدخول الطالبات بالفساتين للجامعات ولكن محظور الملابس المخالفة للآداب العامة، كالملابس الشفافة على سبيل المثال، لاحترام قدسية الحرم الجامعى، كما يحظر على الطالبات الإفراط فى وضع مواد التجميل.