استعرضت الإعلامية هند النعساني، خلال برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة صدى البلد اليوم الأربعاء، مقال الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير صحيفة الأخبار ورئيس شبكة قنوات ومواقع صدى البلد، والذي نشر بجريدة الأخبار تحت عنوان «سقنن رع الذي تتابعه ألمانيا!».
وجاء نص المقال كالتالي:
غدا في برلين يتابع الألمان قصة الفرعون المصري سقنن رع.. وهي قصة مثيرة جدا للأسف لا يعرفها معظمنا ولا يعرفها أبناؤنا.
هو واحد من أبطال مصر استشهد دفاعا عن أرضها في مواجهة الهكسوس هذا العدو القادم من الشرق والذي هدم وخرب كل ما وجده في طريقه.
سقنن رع هو جد البطل أحمس الذي طرد الهكسوس و أعاد لمصر كرامتها واخترع العجلة الحربية.
المثير أن تهتم ألمانيا بهذا الفرعون الشهيد ولا نعرفه نحن هنا في مصر.
وكانت المومياء التي وجدوها في خبيئة الدير البحري بلا زراعين لأن الأعداء عذبوه وعقدوا ذراعيه خلف ظهره.
العديد من النظريات تحاول العثور على إجابات حول ملابسات مقتل الشهيد، أحدثها وربما اصدقها وآخرها نظرية لباحثين مصريين؛ أعدها كل من سحر سليم، أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة، وعالمنا الكبير الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار، بالاعتماد على مسح مقطعي لمومياء سقنن رع، ، إذ أكدت العديد من المصادر المستندة لأشعة مقطعية وجود التواءات وجروح في ذراعي الملك الشجاع، تفيد بأن يديه قُيدتا خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه، ومن ثم تلقى عدة إصابات في جمجمته ليسقط شهيدا في الدفاع عن وطنه.
أعود إلى موضوع المحاضرة التي ينشغل بها عشاق الحضارة المصرية وهو حكاية الملك سقنن رع ، وأعتقد أن شبابنا في حاجه لمعرفة الكثير عن هذا الحاكم وغيره ، فقد كان حاكمًا لطيبة -الأقصر حاليًّا- خلال أواخر عصر الانتقال الثاني، في حين كان (الهكسوس) يحكمون شمال مصر لأكثر من قرن مضى، وكانوا يهددون أراضي طيبة ناحية الجنوب. في محاولة للسيطرة على مجرى النيل ، ورغم اتهامه بالتباطؤ في مقاومة الهكسوس إلا أن المصادر التاريخية التي استندت اليها المحاضرة تؤكد أنه هو الذي بدأ الحرب ضد هؤلاء الغزاة.
وتم العثور على مومياء الملك سقنن رع تاعا داخل تابوت ضخم من خشب الأرز وهو نوع من الخشب العريق باهظ الثمن مستورد من الشام، تم تشكيله على هيئة مومياء ملفوفة بدون أذرع ظاهرة، ويرتدي غطاء الرأس الملكي النمس، وعلى جبهته حية الكوبرا -فقدت رأسها الآن- بينما يتسلل جسمها فوق رأسه. ويظهر وجه التابوت مُبتسمًا مناقضًا لظروف وفاة الملك الدموية. لذلك يحتمل ألا يكون هذا تابوته الأصلي، حيث يبدو أنه صُنِع في وقت لاحق قليلًا.
على العكس من عملية التحنيط التي تشير جميع الأدلة إلى أنها جاءت سريعة، وربما تمت بالقرب من المكان الذي لقي فيه مقتله العنيف؛ حيث قام المحنطون بإزالة الأحشاء، ووضع قطع الكتان والمواد الأخرى داخل تجويف الجسم، كما تُرك الدماغ داخل الجمجمة. ولم تكن هناك تمائم أو مجوهرات موضوعة على المومياء.
المحاضرة التي تنظمها السفارة المصرية في برلين ويتابعها الألمان تكشف الحكاية المثيرة للمومياء.
أتمنى أن نجد مثل هذه المحاضرات في مصر ويدعي لها الشباب والشيوخ وتتبناها القنوات الفضائية، إنه تاريخ مصر الذي يعمق الانتماء ويشعرنا بالفخر.. ويلقي الضوء على جوانب كثيرة وشخصيات عظيمة لا يعرفها الكثيرون.