استغل مجموعة من طلاب جنوب أفريقيا، جائحة كورونا، في إظهار قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية، للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم حيال فيروس كورونا المستجد، الذي أخذ في التفشي والانتشار حول العالم، مسببًا العديد من الخسائر المادية والمعنوية.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات حول هذا العمل الإبداعي الجديد الذي تولد من رحم المعاناة التي يعيشها طلاب جنوب أفريقيا بسبب جائحة كورونا..
مجموعة قصصية توضح معاناة الطلاب أثناء كورونا
وفقًا لموقع “The Conversation“، أطلق مجموعة من الشباب المشاركين في مبادرة الروايات الإبداعية في أفريقيا، مجموعة قصصية، تحت عنوان “عالم سيطر عليه الجنون”، تضم 15 قصة تجسد معاناة القرى الريفية من الدخل المنخفض، وزيادة الكثافة السكانية بالمناطق الحضرية، وذلك في ظل جائحة كورونا.
وقد جاءت فكرة المشروع لدى طلاب جامعة الولاية الحرة في جنوب أفريقيا، بسبب الإجراءات والقيود التي تم فرضها في البلاد، بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا، والتي تمثلت في إخلاء الحرم الجامعي من الطلاب وعودتهم إلى منازلهم، بالإضافة إلى عدم السماح للمواطنين بالسفر، وإغلاق المتاجر، حيث خلقت هذه القواعد الصارمة الخوف لدى الناس من المناطق المأهولة بالسكان، حيث زادت معدلات العنف القائم على أساس نوع الجنس في الأسبوع الأول من فرض هذه الإجراءات.
ودون طلاب جامعة الولاية الحرة، تجاربهم خلال هذه الفترة العصيبة التي شهدتها البلاد، وذلك في ظل تشجيع كبير من جانب الجامعة التي حفزت الطلاب على كتابة المزيد من القصص القصيرة الملائمة للنشر أو الاستخدام كمنهج تعليمي.
موضوعات مختلفة ومتنوعة
تناوت إحدى القصص، معاناة بعض الطلاب من عدم توافر التكنولوجيا والإمكانيات الحديثة اللازمة لعملية التعلم عن بُعد، حيث سلطت القصة الضوء على أن ضعف الإمكانيات كان بمثابة حجر العثرة أمام عملية التقدم، وكان هو الفاصل الذي يميز الأغنياء والفقراء، حيث توفر للبعض فرصة للتعلم من خلال منصات الجامعة الإلكترونية، فيما لم يمتلك البعض الأخر أي شئ سوى هاتفهم المحمول.
كما رصدت القصص الأخرى العديد من الموضوعات المختلفة، مثل: الإيمان بالله والقدر في أوقات الأزمات، وتوقعات مستقبلية للعالم بعد انتهاء كورونا وكيف ستؤول إليه الأوضاع، بالإضافة إلى رصد معاناة النساء من العنف الموجه ضدهم خلال الجائحة وإرغامهم على البقاء في المنزل مع معنفيهم.
ويسعى الطلاب أن يساهم هذا العمل في مسألة تطوير المناهج الدراسية وبناء المعرفة في مجال التعليم، حيث من المتوقع أن يتم استخدام نصوص هذه القصص في دورات محو الأمية الأكاديمية الإنجليزية، التي تقدمها جامعة الولاية الحرة، حيث سيقوم الطلاب بإجراء اختبارات على الإنترنت على القصص، مما سيتيح للطلاب فرصة معرفة الكثير عن بعضهم البعض، وكذلك التعلم واكتساب المزيد من المعارف والخبرات من بعضهم البعض.
وتشكل القصص أيضا إسهامًا في إنهاء استعمار اللغات الموجود بجنوب أفريقيا، حيث استطاع الطلاب التعبير بشكل جيد باللغة الإنجليزية عن تجاربهم الحياتية، كما استطاع البعض الآخر التعبير بلغة الزولو، وهي لغة من اللغات الأصلية الموجودة بجنوب أفريقيا، ولكنها كثيرًا ما تكون مهمشة، ولكن تمكن الطلاب من إثبات صالحية هذه اللغة بنفس القدر في نقل الخبرات الحية، ومن ثم التأكيد على ضرورة وجود مساحة لها في التعليم العالي بالجامعات.
جدير بالذكر، أن هذه القصص، قد بعثت الأمل على إمكانية الخروج من هذه الأزمة إلى بر الأمان من جديد، وخلق مستقبل أفضل بعد الجائحة قائم على العدل.