وضع فيروس كورونا المستجد، منذ بداية انتشاره عالميًا، الخفافيش في قفص الاتهام، باعتبارها الوسيط الذي أشعل هذه الجائحة، فهذا هو الرأي الذي ظل سائدًا طيلة الشهور الماضية بين المواطنين حول العالم وكذا جمهور العلماء والخبراء، ولكن لم يروق هذا السيناريو لمنظمة الصحة العالمية، التي أرسلت بعثة إلى مدينة ووهان الصينية، حيث بدأت شرارة الأزمة، لدراسة أسباب تفشي الفيروس ومصدره الأصلي.
وتوصلت بعثة منظمة الصحة العالمية، والتي ضمت نخبة من العلماء والخبراء، إلا أن فرضية تسرب كورونا من أحد المختبرات، هي فرضية “غير مرجحة كثيرًا”، ولكن صرحت البعثة، بشكل واضح وصريح، بأن الجانب الصيني قد أظهر تعنتًا شديدًا كما حاول إخفاء الكثير من المعلومات المطلوبة لتنفيذ أفراد البعثة لمهمتهم بالشكل المرجو، ولذلك بدأ الصراع مرة أخرى.
“الصحة العالمية” تتهم الصين مرة أخرى
قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إنه لا يستبعد أن يكون فيروس كورونا قد تسرب من مختبر.
وقال غيبريسوس، خلال قمة زعماء مجموعة السبع، إن ما لا يقل عن 174 مليون شخص، قد أصيبوا بعدوى فيروس كورونا، وتُوفي 3.75 مليون شخص من جرّاء الإصابة بالفيروس، مشيرًا إلى حق الناس في معرفة أصل الفيروس لمنع تكرار الوباء مرة أخرى.
وأوضح غيبريسوس، أنه لم يكن هناك ما يكفي من الشفافية والتعاون من جانب الصين في المراحل الأولى من التحقيق في أصل فيروس كورونا أثناء مهمة بعثة منظمة الصحة العالمية، مضيفاً أنه يجب النظر في كل فرضية محتملة.
اتهامات أخرى للصين
يعتقد عملاء الاستخبارات البريطانية، أنه من الممكن أن يكون الوباء العالمي قد بدأ بتسرب الفيروس من مختبر أبحاث صيني، لذا بدأت الاستخبارات البريطانية التحقيق في الأمر.
وجاءت تحقيقات الاستخبارات البريطانية، في وقت سابق، وسط تزايد الجدل حول هذه الفرضية، موضحةً أن السبب وراء التركيز على معهد ووهان لعلم الفيروسات يأتي عقب ظهور معلومات جديدة عن ثلاثة باحثين أصيبوا بالمرض في نوفمبر 2019.
وفقًا لصحيفة “Daily Mail” البريطانية، قال البروفيسور البريطاني أنغوس دالغليش، وعالم الفيروسات النرويجي، بيرغر سورنسن، إنهما توصلا إلى دليل على الأصل المُخلق لفيروس كورونا.
وتوصلت هذه الدراسة، إلى أن علماء صينيين طوروا فيروس كورونا المستجد في مختبر بمدينة ووهان، ثم حاولوا بعد ذلك إخفاء آثارهم بطريقة تجعل الجميع يعتقد أن فيروس كورونا نشأ بطريقة طبيعية وليس من صنع بشري.
وقال البروفيسور البريطاني وعالم الفيروسات النرويجي، إنه تم التوصل لهذه النتيجة بعد تحليل التجارب، التي أجراها العلماء في ووهان بين عامي 2002 و 2019.
ووفقا للخبيرين، حاول مختبر ووهان جعل الفيروس الذي يحدث بشكل طبيعي أكثر عدوى بحيث يتكاثر بسرعة في الخلايا البشرية، مرجحين أن العلماء من الصين أخذوا أساس فيروس كورونا من خفافيش الكهوف، وأدخلوا عليه تغييرات أخرى في تركيبته، ليكون أكثر عدوى وشراسة.
ويرجح الخبراء، أنه من بين هذه المكونات الجديدة للفيروس، سلسلة من 4 أحماض أمينية، تسمح للفيروس بالالتحام بإحكام بالخلايا البشرية مثل المغناطيس.
وبحسب عالم الفيروسات النرويجي فإنه من النادر وجود سلسلة في الفيروسات الطبيعية من 3 أحماض فقط، وليس من 4 أحماض مثل تلك التي تم اكتشافها.