أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه رئاسة الجمهورية، اهتمامًا كبيرًا بشباب وطلاب مصر في الخارج، باعتبارهم ثروة بشرية مهمة لا بد من توظيف مهاراتها وقدراتها لتمثيل مصر في الخارج بأفضل صورة ممكنة، ولم تكن لتكتمل هذه الصورة، دون الرعاية الكريمة للرئيس عبد الفتاح السيسي لمبادرة “اتكلم عربي”، التي استهدفت غرس الثقافة والهوية المصرية لدى طلاب مصر في الخارج وهو ما يعزز قيم الولاء والانتماء لوطنهم الأم.
ويستعرض لكم “صدى البلد جامعات” الجهود المبذولة منذ بداية إطلاق مبادرة “اتكلم عربي” وهو ما يخدم أبناء وطلاب مصر في الخارج..
مبادرة “اتكلم عربي”
حملت المبادرة، منذ إطلاقها عام 2019، رسالة وطنية تمثلت في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي بين أبناء مصر في الخارج، والحفاظ على الهوية المصرية، وقد أتت هذه الخطوة انطلاقًا من وعي حقيقي للقيادة السياسية بمتطلبات الواقع اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المنشودة.
فبدأت المبادرة، بملاحظة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عدم إجادة بعض الطلاب المصريين بالخارج للغة العربية، ما اعتبرته تهديدا حقيقيا للهوية والثقافة المصرية، ومن هنا جاءت فكرة وشعار المبادرة، للتأكيد على أن الانفتاح الثقافي لا بد ألا يصاحبه طمس للهوية الأصلية.
أهداف المبادرة
حرصت المبادرة على تنمية المهارات اللغوية لدى الأطفال بالخارج وإعداد دليل تعليمي للآباء والأمهات بالخارج، والحفاظ على الهوية والتعريف بالمناسبات الوطنية التذكير والتعريف بالمناسبات الوطنية والدينية وتوقيتاتها، وكذا نشر قيم التعايش وقبول الآخر والتعريف بسمات الشخصية المصرية والعربية، وبث المعلومات الصحيحة عن مصر بكافة المجالات السياسية والرياضية والفنية والثقافية، ودحض الشائعات، وتوفير المعلومات لأبناء المصريين بالخارج عن خطط التنمية.
تطبيق “اتكلم عربي”
أطلقت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، تطبيق “اتكلم عربي”، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو أول تطبيق موجه لأبناء مصر بالخارج، بهدف غرس الهوية الثقافية المصرية في الأجيال المصرية الناشئة، بتعلم اللغة العربية قراءةً وكتابة، في أي مكان، عن طريق الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وبالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية وتقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا.
هذا ويجمع التطبيق بين عملية التعلم والترفيه في آن واحد، ويوفر تجربة تفاعلية مميزة للمستخدم بتقديم المعلومات في صورة مواد مصورة تتيح التعليق والتعبير عن محتواها، وتبادل الآراء بين الشباب عبر مجموعات التواصل الاجتماعي.
وحظى التطبيق بقبول واسع لدى أولياء الأمور بالخارج، نظرًا لاعتماده على أحدث وسائل ومفاهيم تكنولوجيا التعليم مثل: استخدام مفهوم التحفيز Gamification والذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، والتي تضمن تجربة تعليمية فردية لكل طفل بتحديد مستواه ونقاط القوة والضعف لديه، فهو لا يقوم بتعليم مهارات الكتابة والقراءة بالطريقة التقليدية المعتادة، بل يسعى إلى تقديم تجربة مميزة للطفل وبها يتم غرس مشاعر الولاء والانتماء لدى الطفل.
وتم إطلاق المرحلة الأولى من التطبيق التي تستهدف الأطفال من سن 3 إلى 6 سنوات، بتقديم محتوى يتناسب مع هذه الفئة العمرية وتعليمهم مهارات اللغة الأربعة من استماع وتحدث وقراءة وكتابة، بالإضافة إلى تعليمهم حروف اللغة العربية كافة وتقديم مئات الكلمات العربية الشائعة ومساعدتهم في تكوين جمل مختلفة، كل ذلك من خلال قصص وأغان وفيديوهات وأنشطة تفاعلية.
ويأخذ التطبيق، مستخدميه، في جولة تاريخية شيقة، داخل المحافظات والأماكن المصرية الشهيرة، بدايةً من النوبة مرورًا بسيناء والقاهرة والجيزة والدلتا والإسكندرية ودير سانت كاثرين وصولًا إلى الأهرامات والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المناطق المهمة.
فيديوهات تفاعلية وحملات ترويجية
أنتجت المبادرة العديد من الفيديوهات التفاعلية بالرسوم المتحركة لتعليم أبناء المصريين بالخارج اللغة العربية بطريقة ميسرة من خلال نماذج ومواقف حياتية يومية، ونشر المادة التعليمية من صور وفيديوهات، وبيانات إحصائية، بجانب منشورات ترويجية للإنجازات والمشروعات القومية، وأشهر المعالم المصرية، لتعزيز الهوية الوطنية.
وتأتي هذه الجهود بالتوازي مع خطة دعائية محكمة لاستقطاب المستخدمين من الشباب، وذلك من خلال لافتات دعائية في محطات المترو والمطارات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وقد وصل إجمالي عدد المشاهدات عبر كافة الحسابات إلى 200 مليون مشاهدة، وإطلاق إطار دعائى للصورة الشخصية على موقع فيس بوك باسم ” اتكلم عربي ” دعمًا للمبادرة.
وفي إطار هذه المبادرة الشاملة، اختارت وزارة الهجرة، مجموعة من السفراء للترويج للمبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” داخل وخارج مصر، وجذب المزيد من الأطفال والشباب للاستفادة مما تقدمه من برامج وأنشطة متنوعة، مثل: الممثل والمغني الكندي الشهير مينا مسعود، والطفل ميسرة مقلد، والفنان المصري أدهم الشرقاوي.
إطلاق برنامج تلفزيوني باسم “بالعربي كده”
استكمالًا لجهود الوزارة في هذا الشأن، عقدت الهجرة، اتفاقًا مع شبكة قنوات dmc الفضائية، يتضمن إذاعة حلقات برنامج «بالعربي كده» لمدة موسم كامل يوم الأحد من كل أسبوع ضمن فقرات برنامج «8 الصبح» المذاع عبر القناة، وذلك بما يخدم أهداف المبادرة.
ويتضمن برنامج “اتكلم عربي”، ألعابًا مصرية خالصة يلعبها النجم مع الضيوف من الأطفال والشباب في إيقاع سريع، يعرض من خلاله القيم المصرية والعادات والتقاليد الأصيلة والأحداث والمناسبات الوطنية، وتبلغ مدة عرض الحلقة ما بين 15-20 دقيقة، ومن أبرز ضيوف الحلقات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، وبيج رامي، أسطورة كمال الأجسام المصرية، ونجوم فن وثقافة.
معسكرات لأبناء مصر بالخارج
نجحت المبادرة فى إطلاق 15 معسكرًا لأبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج، حيث جاء أول معسكراتها بالنمسا، ثم الإمارات وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد، والسعودية، والكويت، ومملكة البحرين، وإنجلترا، وأستراليا، وفرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا، وبولندا، ثم ولاية كاليفولانيا الأمريكية، ومؤخرًا ولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
أغنية وطنية للمبادرة
وباعتبار الفن قوة ناعمة تتمتع بقدرة كبيرة على التوجيه والتعليم والتثقيف، فأطلقت وزارة الهجرة، أغنية رسمية للمبادرة، تعاون فيها الكتور مدحت العدل، حيث أهدى كلمات الأغنية لوزارة الهجرة، وغنتها الفنانة الكبيرة كارول سماحة، ولحنّها الملحن ميشيل فاضل، وذلك بهدف نشر أهداف المبادرة بين قطاع أوسع من الجماهير.