عكف الباحثين والعلماء، منذ بداية جائحة فيروس كورونان على محاولة الخروج بأكبر قدر ممكن من الحلول لوضع حد للتفشي السريع للفيروس، بدايةً من إنتاج اللقاحات المضادة لكورونا وصولًا إلى العقاقير وأخيرًا الاعتماد عى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الحديثة، لتُظهر الأزمة جانبًا آخر من الصورة وهو كيف يتولد الابتكار من رحم المعاناة والأزمات.
الروبوت “جريس” ومهامه المتعددة
وفقًا لصحيفة “Daily Mail” البريطانية، طور مجموعة من الباحثين، بشركة “Hanson Robotics” الذين سبق لهم إطلاق الروبوت “صوفيا” الشهير، نموذج أولي لروبوت جديد يحمل اسم “جريس”، يستهدف تقديم خدمات الرعاية الصحية واطبية لمصابي كورونا من كبار السن، وكذا مرضى العزل بشكل عام.
ويستطيع الروبوت “جريس”، القيام بالعديد من المهمات المختلفة، نظرًا لما يتمتع به من قدرة على تشخيص المرضى بشكل سريع، بالإضافة إلى قيامه بقياس درجات الحرارة بسبب الكاميرا الحرارية التي تم وضعها في صدره، وتقديمها للدعم النفسي للمرضى، وهو الأمر الذي جعل البعض يرى أن استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي سيأخذ منعطفًا جديدًا ويساعد في التقليل من الأعباء الواقعة على كاهل مقدمي الخدمات الصحية.
هذا وصممت الشركة، النموذج الأولي للروبوت، ليحمل شكلًا وتصميمًا مميزًا عن سائر الروبوتات الأخرى، ما يجعل مهمة التعرف عى وظائفه سهلة للجميع، بسبب استخدام المطورين للزي الأزرق والذي يميز مقدمي الخدمات الصحية في المستشفيات.
ومن جانبه، قال المؤسس ديفيد هانسون، إن تشابه “جريس” مع أخصائي الرعاية الصحية والقدرة على التفاعل الاجتماعي يهدف إلى تخفيف عبء موظفي المستشفيات في الخطوط الأمامية الذين طغى عليهم خلال الوباء.
وأضاف هانسون، أن مظهر الروبوت الجديد الذي يبدو شبيهًا بالبشر، يسهم في زيادة الثقة في قدراتها في التعامل مع البشر بشكل طبيعي وجهًا لوجه.
وأشار هانسون، أن الروبوت قادر على محاكاة حركة أكثر من 48 عضلة وجه رئيسية، حيث يبدو كشخصيات الرسوم المتحركة، وغالبًا ما يكون مزيجًا من الأساليب الآسيوية والغربية.
خطة الشركة المصنعة
وتعتزم الشركة إنتاج نسخة تجريبية من الروبوت بكميات كبيرة بحلول أغسطس، كما قال ديفيد ليك، الرئيس التنفيذي للمشروع المشترك بين Hanson Robotics وSingularity Studio، كما أنه هناك المزيد من الخطط التي سيتم نشرها كاملةً العام المقبل.
وعن تكلفة صنع الروبوتات، أوضح هانسون، أن تكلفة صناعة الروبوتات، في الوقت الراهن، تشبه عملية صناعة السيارات الفاخرة، متوقعًا أن تنخفض التكلفة بمجرد أن تقوم الشركة بتصنيع عشرات أو مئات الآلاف من الوحدات.
وي سياق متصل، قال كيم مين سون، أستاذ علم الاتصال بجامعة هاواي، إن إطلاق الروبوت “جريس” جاء بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا المستجد التي فرضت بطبيعتها رغبة ملحة في الاعتماد على الروبوتات.