صنع مستقبل مصر
وأشار إلي أن قطاع التعليم حظى برعاية كاملة من الرئيس , ولا يستطيع أحد أن ينكر أن ما يحدث الآن من تطوير في هذا القطاع يعد ثورة حقيقية تهدف إلى بناء الأنسان المصري الجديد القادر على صنع مستقبل مصر ووضعها في مكانها الصحيح ابين الأمم.
ومن الجدير بالذكر أن التطوير الذي شهده قطاع التعليم في الفترة الأخيرة ليس كما يظن البعض تطويرا للوسائل والأدوات وفقط حيث الانتقال من النظام الورقي إلى النظام الاليكتروني , ولكنه تطوير للأهداف والغايات قبل أن يكون تطويرا للوسائل والأدوات.
وأضاف أنه قبل سنوات سبع من الآن كانت الغايات والأهداف غير واضحة المعالم وغير محددة ومجهولة لدى كثير من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور ولم يكن للتعليم هدف على مستوى الطالب وولي الأمر سوى التخرج للحصول على شهادة يتم تعليقها على الحائط ثم البحث عن عمل آخر لا يرتبط أو يرتبط بما تعلمه الطالب في المدرسة أو الجامعة , وإذا كان العمل مرتبطا بما درسه الطالب فإن التعليم الذي تعلمه الطالب لم يكن قادرا على توفية المتطلبات الأساسية التي يجب أن تتوافر في الطالب لشغل الوظيفة فيضطر للحصول على بعض الدورات التدريبية لسد هذه الفجوة، ومنها الانفصال عن سوق العمل ومتطلبات المجتمع هو سمة التعليم التقليدي والذي كان سائدا لفترات طويلة , وبالإضافة إلى ما سبق فقد كانت غايات التعليم وأهدافه أكثر ارتباطا بالمجتمع المحلي , وقد تحولت إلى العالمية في ظل التطوير الجديد للتعليم.
ربط الطالب بالتكنولوجيا
وأكمل خلال تصريح خاص لصدى البلد جامعات، ان هذه الصحوة وهذه الثورة التي حدثت في الفترة الأخيرة لتجعل للتعليم الذي يتعلمه الطالب معنى وهدفا من خلال ربطه بسوق العمل واحتياجات المجتمع , بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة من المعرفة وربط الطالب بالتكنولوجيا والعمل على خلق الألفة بين الطلاب والتكنولوجيا من خلال دمجها في عملية التدريس والتقويم , وقد كانت الفجوة قبل ذلك شديدة الاتساع بين الطلاب والتكنولوجيا على الرغم من كونها تمثل المستقبل بل الواقع في كل المجالات الصناعية والزراعية والتجارية وغيرها, كما أن العديد من الجامعات والعديد من التخصصات الجديدة كالذكاء الاصطناعي وغيرها من التخصصات تم إنشاؤها , وهو ما يعكس رؤية مستنيرة ورغبة حقيقية قوية في تطوير الدولة المصرية تطويرا حقيقيا يرتكز على التعليم والبحث العلمي كأساس لتحقيق النهضة الشاملة.
ولفت “حجازى” إلى أن التعليم التقليدي كان معتمدا على التلقين وهو أسلوب يعتمد على ضخ المعلومات في أذهان الطلاب محملة بأفكار ووجهات نظر واضعي المحتوى ومعلميه وما على الطالب إلا أن يتمثل هذا المحتوى في ذهنه بكل ما يحمله من معلومات وأفكار , وقد كانت انعكاسات ذلك أيضا على شخصية الطالب شديدة الخطورة حيث تعود الكثير من الطلاب على إلغاء عقولهم والتصديق المطلق لكل ما يتلقونه من معلومات من أي مصدر بدون إعمال الفكر فيها فعانى المجتمع جراء ذلك من انتشار الفكر المتطرف والارهابي, كما أنه في جانب التقويم عانى الطلاب وأولياء الأمور من كثير من المشكلات التي كانت ترجع في معظمها إلى غياب الموضوعية والدقة والكفاءة في عملية التصحيح وانتشار الكثير من الظواهر السلبية والتي كانت انعاكاساتها على التعليم خطيرة وعلى شخصية الطلاب والمجتمع أخطر وأخطر .
طريقة التدريس
وأكد أنه في السنوات السبع الأخيرة شهد التعليم تطورا ملموسا في محتوى وطريقة التدريس أيضا وبدلا من الاعتماد على التلقين فقط لتعليم الطلاب والوقوف عند المستويات الدنيا في الهرم المعرفي ( التذكر , وأحيانا الفهم) أصبح التعليم المصري يستهدف الوصول إلى مستويات أعلى من الهرم المعرفي مثل التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم والنقد والإبداع , وتم إعداد مقررات ببعض الجامعات كجامعة القاهرة مثلا لتدريس مقرر للتفكير النقدي كمادة منفصلة مقررة على كل طلاب جامعة القاهرة ومقرر آخر لريادة الأعمال, ومن ثم فإن التعليم أصبح يهتم بتعليم الطلاب كيفية الوصول إلى المعرفة والمهارات اللازمة للتعلم الذاتي والتعلم المستمر حيث كان الطالب قبل ذلك يفتقد لهذه المهارات ومن ثم فإن عجلة التعلم تتوقف عنده أو تنخفض سرعتها بعد التخرج من الجامعة أما في ظل التحول الجديد في نظام التعليم فإن الطالب لديه من المهارات ما يساعده على مواصلة التعلم مدى الحياة والأهم أن يكون ذلك بطريقة صحيحة.
ونوه إلى أن أهم طفرة وأهم تطوير لحق التعليم المصري في الفترة الأخيرة من وجهة نظره هو إطلاق سراح العقل المصري وفك أغلاله وقيوده التي فرضها عليه النظام التقليدي للتعليم لفترات طويلة , فالاعتماد على مصادر متعددة للمعرفة وتنمية قدرة الطالب على النقد والتحليل وإعمال الفكر وإطلاق العنان للأفكار الإبداعية وغير التقليدية هو أهم ما يميز التعليم الحديث بالإضافة إلى تطوير الوسائل والأدوات بما يتناسب وطبيعة العصر واستخدام وسائل وطرق أكثر دقة وكفاءة وموضوعية وأكثر سرعة وتوفيرا للجهد والوقت وأكثر قدرة على مواجهة الأزمات .
مشروعات التعليم
تجدر الإشارة إلي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، حرص منذ تولية رئاسة الجمهورية على الاهتمام بالتعليم ما قبل الجامعي، وركز الرئيس على ضرورة أن يهتم التعليم ببناء الإنسان المصري، وتوفير خريج مناسب لسوق العمل الدولي.
وبدأت وزارة التربية والتعليم في تصميم وتنفيذ وإطلاق نظام التعليم المصري الجديد “EDU2″،وبناء محتوى رقمي لدعم التعليم قبل الجامعي على منصة إدارة التعلم وذلك ببنك المعرفة المصري.
وبدأ تطبيق النظام الجديد في عام 2018 على كلٍ من مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، ويشمل بناء مناهج جديدة تم تصميمها وفق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
أما في مرحلة الثانوية فقامت الوزارة بتسليم جميع طلاب الصف الأول الثانوي جهاز تابلت بتكنولوجيا الـG4، وربط منظومة المناهج ببنك المعرفة، ومع تطبيق منظومة الامتحانات الالكترونية وبنظام الكتاب المفتوح open book، وإلغاء نظام البوكليت والاستخدام الإلكتروني للتصحيح والاختبار.
كما حرصت الوزارة على إنشاء مدارس وفصول جديدة، بالإضافة إلى فصول ذكية من أجل تقليل الكثافات داخل الفصول، بالتزامن مع تدريب المعلمين.
وفي السياق ذاته نجحت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة جايكا اليابانية، في إنشاء المدارس المصرية اليابانية ووصل عددهم لـ48 مدرسة.