ما زالت تخوض مصر، حرب فيروس كورونا المستجد الشرسة، بكل عزيمة وإصرار، وقد تكاتفت جهود العلماء والباحثين المصريين، للمحاولة في وضع حد من التفشي السريع للفيروس وسلالاته الجديدة المتحورة، وهو الأمر الذي أثمر عن إنتاج 3 لقاحات مضادة لفيروس كورونا، بأيادي علماء وخبراء مصر الأجلاء.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المحطات التي مرت بها رحلة اللقاحات المصرية الثلاث..
قصة إنتاج 3 لقاحات بأيادي مصرية
قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إنه منذ بداية ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في مصر، أوائل شهر مارس، توحدت جهود الباحثين في مصر لمحاولة الخروج من هذه الجائحة، التي تم تصنيفها كوباء عالمي طبقًا لاحصائيات وزارة الصحة في ذلك الوقت، وما كانت هذه الجهود لتتم إلا بالدعم المعنوي والمادي غير المحدود من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبدايةً من مارس، تعاونت المراكز البحثية، وعلى رأسها المركز القومي للبحوث والمراكز البحثية في الجامعات، وتم تكوين لجنة في 2 أبريل 2020، تضم نخبة من المتخصصين والعلماء في مجالات الفيروسات واللقاحات في مصر، لبحث آلية وخطط إنتاج لقاحات مصرية خالصة فعالة في مواجهة الفيروس المستجد.
وأوضح عبد الغفار، في تصريحات تلفزيونية، أنه تقدم إلى اللجنة العديد من الأشخاص من المختصين والخبراء، لإنتاج لقاح مضاد لكورونا، فوقع اختيار اللجنة على تحالف مكون من وزارة التعليم العالي من الجامعات والمراكز البحثية، ووزارة الزراعة من مركز البحوث البيطرية، وبعض الجهات من القوات المسلحة، وتولت هذه المنظومة المتكاملة العمل في عام وشهرين لإنتاج لقاح قادر على مواجهة فيروس كورونا، فضلًا عن لقاحيين آخريين ينتجهما المركز القومي للبحوث منفردًا.
اللقاحات تصل محطة ما قبل الدراسات الإكلينيكية
هذا ووصلت اللقاحات الثلاثة، إلى مرحلة ما قبل الدراسات الإكلينيكية، وتم الانتهاء من جميع التجارب على الحيوانات، وهي المرحلة الأصعب والأدق في عملية إنتاج اللقاحات، لما يتم فيها من فصل التركيبة الجينية للفيروس وتحويله إلى لقاح آمن وفعال، كما لا بد من إجراء دراسات علمية مستفيضة على حيوانات التجارب، لضمان سلامة وأمان اللقاحات، وقد أسفرت هذه الدراسات التي تم نشرها في مجلات علمية مرموقة عن نتائج مبشرة ونجاح كبير.
هذا ومن المنتظر، الحصول على تقييم هيئة الدواء المصرية، المماثلة لهيئة الدواء والغذاء الأمريكية “FDA”، عن ما تم إنجازه، استعدادًا للبدء في التجارب الإكلينيكة على المتبرعين للدخول في المرحلة الأولى والثانية والثالثة التي تؤكد فاعلية ومأمونية اللقاح على المتبرعين، ومن المتوقع البدء في أسابيع في مرحلة الدراسة الإكلينكية للقاح كورونا المصري، على أن يتم الإنتهاء من التجارب السريرية وبدء الإنتاج خلال 7 شهور.