وضعت وزارة الصحة والسكان المصرية، ممثلة في قطاع الطب الوقائي، تعريفًا لعدوى الفطر الأسود الجديدة، التي أثارت موجة من القلق والذعر، خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تزايد المخاوف والشائعات من انتشارها في مصر، حيث أوضحت الوزارة أن الفطر الأسود هو مرض فطرى يصيب الإنسان كأثر جانبى لتدهور الجهاز المناعى، ولكنها نادرة الحدوث، وتصيب عادة الأغشية المخاطية المبطنة للجيوب الأنفية أو العينين أو الأنف أو الفم أو الأسنان أو عظام الوجه، وقد تمتد إلى الرئتين أو حتى الأوعية الدموية.
أسباب عدوى الفطر الأسود
وتابعت الوزارة، في منشور لها، حصل “صدى البلد جامعات” على نسخة منه، أن المسئول عن حدوث هذه العدوى هو بعض أنواع الفطريات التي تنتمي لعائلة العفنيات والتي تعيش في البيئات الرطبة مثل التربة أو المواد العضوية المتحللة مثل: الأوراق أو الأسمدة أو الخشب، ويسمى هذا النوع من الفطريات بالـ “الفطريات المخاطية”.
وأوضحت الوزارة، أن النوع الذى يصيب الغشاء المخاطى الأنفى، الذى يصيب الجيوب الأنفية، وقد يمتد إلى الدماغ والنوع الذى يصيب الرئة هو أكثر الأنواع شيوعًا، وأما الأنواع الأخرى الأقل شيوعا فهى الإصابة الجلدية وإصابة الجهاز الهضمي والنوع المنتشر.
وعن مصادر العدوي، أكدت الوزارة، أنها ترجع إلى فطريات مقاومة للحرارة توجد في البيئة، وتشير دراسات تمت بأخذ عينات بيئية الى أن تلك الفطريات توجد بشكل شائع في التربة ، ولكن نادرًا ما توجد فى عينات الهواء التى تختبر لوجود الجراثيم الفطرية.
طرق انتقال العدوى والأعراض الشائعة
هذا وتتمثل طرق انتقال العدوى في: الاستنشاق، والتلامس، والابتلاع، كما أن الفئات الأكثر عرضه للإصابة هم: مرضي السكري الغير متحكم به والمتأثرون بمضاعفاته الشديدة خاصة الغيبوبة السكرية المصاحبة بحموضة الدم، مرضي السرطان في حالاته المتأخرة، مرضي الإيدز، المرضي الذين تلقوا نقل للأعضاء أو نقل للخلايا الجزعية ، الهبوط الشديد فى عدد كرات الدم البيضاء، الاستخدام المفرط لفترات طويلة للكوريتزون، مدمنى المخدرات المحقونة، الحروق والجراحات والجروح، المبتسرين وحديثي الولادة منقوصي الوزن .
وفي سياق متصل، أكدت الوزارة أن الفطر الأسود غير معدي ولا ينتقل من إنسان لآخر أو بين الإنسان والحيوان، وفيما يخص الأعراض على حسب مكان نمو الفطر، فتمثلت في: حمي، سعال، ألم في الصدر، ضيق في التنفس، تورم في جانب الوجه، صداع، احتقان في الجيوب الأنفية، آلام في البطن، قئ، غثيان، نزيف بالجهاز الهضمي، دم بالبراز، إسهال، جلطات، تلف الأعصاب، فقدان الوعي، وقد تحدث بعض المضاعفات مثل العمي.
وفيما يتعلق بأماكن الإصابة بالمرض، حددت الوزارة هذه الأماكن، وهي داء الغشاء المخاطي الدماغى الأنفي ويصيب الجيوب الأنفية والدماغ، وداء الغشاء المخاطي الرئوي ويصيب الرئة ، وداء الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي وداء الفطر الجلدي والداء الفطري المنتشر disseminated.
وعن طرق انتقال العدوي داخل المنشأة الصحية، قالت الوزارة يحدث الانتقال من خلال استنشاق الفطريات من البيئة الرطبة الغير نظيفة داخل المنشاة الصحية وذلك من خلال تقديم الخدمات الطبية المرتبطة بالرعاية الصحية مثل ” استخدام المياه الغير نظيفة المحملة بالفطر أثناء جلسات الأكسجين وعدم صيانة التكيفات والفلاتر واستخدام الأجهزة الطبية الغير معقمة.
وتابعت الوزارة تنتقل ايضا عن طريق الاستخدام المشترك للضمادات الاصقة وخافضات اللسان الخشبية بدون اتباع الأساليب المانعة مع المرضي المعرضين، وطريقة الإنتقال بوسيلة الابتلاع للفطريات المعدية.
طرق الوقاية من العدوى
شددت الوزارة على أن الفطر الأسود لا ينتقل من إنسان إلى آخر، منوهةً عن مجموعة من الاحتياطات والإجراءات الواجب اتباعها لمكافحة انتشار العدوى، وهي:
- غسل الأيدي بين كل مريض واخر طبقا لطبيعة الاجراء الطبي المتخذ
- ارتداء الواقيات الشخصية تبعا لتقيم المخاطر
- اتباع اساليب العمل المناسبة لمنع العدوي
- إعادة معالجة الالات والادوات طبقا لاشتراطات مكافحة العدوي
- تنظيف تطهير البيئة المحيطة بطريقة مناسبة لمنع انتقال العدوي
- التعامل الصحيح مع المفروشات والمنسوجات
- التعامل الصحيح مع النفايات الخطرة .
- التعامل السليم مع فلاتر التكيفات بالتنظيف والتطهير الدوري
- الالتزام باستخدام الماء المعقم في مرطبات الاكسجين والعناية بالفم لمرضي الرعاية المركزة
- فى حال تأكيد إصابة أحد المرضي ووجوده في محيط مرضي أخيرين منقوصي المناعة فيجب حينئذ تطبيق احتياطات التلامس، لمنع انتقال المرض من المريض المصاب إلى مرضي مجاورين منقوصي المناعة.
وفي نهاية منشورها، أكدت الوزارة، أنه إذا لم تتم السيطرة على المرض وبدء العلاج مبكرًا، فمن الممكن أن يسبب معدل الوفاة من 20 لـ 50% للمصابين بأعراض شديدة حسب نوع الفطر المسبب للمرض والجزء المتأثر من الجسم، موضحةً أنه يمكن علاج المريض بأدوية مضادة للفطريات تحت الإشراف الطبي وتستمر فترة العلاج من 4 لـ 6 اسابيع وفي بعض الأحيان قد يتطلب علاجه اجراء جراحة لاستئصال الأنسجة الميتة أو المصابة كإزالة العينين أو الفك العلوي لوقف انتشار العدوي.