تعد دولة فنلندا، الواقعة في شمال أوروبا، نموذجًا فريدًا من نوعه فيما يتعلق بالتعليم، إذ تولي الدولة اهتمامًا بالغًا بقطاع التعليم أكثر من غيره، لتتصدر فنلندا دول العالم وتصبح أقوى دولة عالميًا في هذا المجال، من خلال اعتمادها على نظام تعليمي بسيط للغاية مقارنةً بالأنظمة التعليمية الأخرى على مستوى العالم.
ويأخذكم “صدى البلد جامعات” في جولة للتعرف على أهم ملامح النظام التعليمي في فنلندا..
تعميم التعليم الحكومي
تحرص فنلندا، على حصول الطالب على فرص متكافئة فيما يتعلق بالتعليم، حيث مبدأ تعميم التعليم الحكومي، الذي يقضي بعدم وجود أي مدارس خاصة في البلاد، ويمنح الطلاب الفنلندين في الحضر والريف، على اختلاف الطبقات الاجتماعية، نفس الفرصة التعليمية في المدارس.
وتعمل مدارس هذه الدولة الإسكندنافية الصغيرة، وفقًا لأهداف قومية واحدة غرضها توفير تجربة تعليمية متميزة لكل طالب، دون وجود للتصنيفات أو الترتيبات أو مبدأ التنافسية بين المدارس وبعضها البعض، فالجميع يعمل تحت مظلة واحدة، هي مظلة “مصلحة الطالب”، مما يحقق مبدأ المساواة بين الجميع.
وبالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم برامج للحصول على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بدون رسوم بنسبة 100% لمواطنيها وطلابها من دول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة الاقتصادية الأوروبية.
لا وجود للامتحانات
يخضع الطالب لاختبار واحد فقط طوال فترة الدراسة في المدارس الابتدائية والثانوية، يُعرف باسم “National Matriculation Exam”، إذ يقيس هذا الاختبار مهارات الطالب، ويتم وضع الاختبارات من قبل المعلمين دون اللجوء إلى الامتحانات الموحدة، حيث يتم وضع الأسئلة وفقًا للرؤية الخاصة بالمعلمين دون تدخل من الإدارات التعليمية.
احترام المعلم جزء أصيل من ثقافة فنلندا
يحظى المعلمون باهتمام واحترام كبير، كما تحرص الدولة على اختيارهم بعناية، لضمان جودة التعليم المقدم للأطفال، فجميع معلمي مدارس التعليم الأساسي في فنلندا، لديهم مؤهل تعليمي بدرجة ماجستير، كما أن معلمو الفصول الذين يدرسون الفصول 1 – 6 متخصصون في علوم التربية، أما معلمو الفصول 7 – 9 متخصصون في جميع المواد التعليمية التي يدرسونها.
اللعب والواجبات المدرسية
تتبع فنلندا، نظامًا غير مألوفًا فيما يتعلق بالواجبات المنزلية للطلاب، التي من المتوقع أن تهدف إلى زيادة مهارات الطفل وتدريبه بشكل مستمر على ما تعلمه من معارف وخبرات، إلا أن فنلندا نادرًا ما تعطى واجبات منزلية للطلاب، فهي ترى أن المنزل مكان لتلقي دروس الحياة وليس العلم.
يلزم القانون في فنلندا، المدرسين، بمنح الطلاب، وقتًا للراحة مدته 15 دقيقة لكل 45 دقيقة من الشرح، فوفقًا للرؤية التعليمية للدولة، يجب أن يتحقق لدى الطفل أكبر قدر ممكن من المتعة في مرحلة طفولته.