نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة ندوة عبر الانترنت “ويبنار” بعنوان “دور الإعلام في إحياء ودعم الهوية المصرية”، مساء الثلاثاء 18 مايو، وذلك في إطار مشروعي تخرج “عنواني مصري” و”أصل وفصل” بقسم العلاقات العامة والإعلان، اللذين يهدفان إلى إحياء الهوية المصرية، وإبراز تراثها، وطرق تسويقه عبر المنصات الحديثة، مع تقديم نماذج من المشروعات التي قامت بذلك بالفعل.
وتم تنظيم الندوة تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام، والإشراف العام للدكتورة داليا محمد عبدالله، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان.
وخلال متابعتها للويبينار، أعربت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد الكلية عن سعادتها بمستوي المشروعين، وما يعكسانه من نضج فكري، وارتفاع مستوى الوعى لدى الطلاب، وحرصهم في ضوء الإشراف العلمى لأساتذتهم، على إبراز التمسك بالهوية المصرية، واعتزازهم بالانتماء لوطنهم، وإدراكهم للمخاطر التي تهدد محمد الأمة، وضرورة التصدي لهذه المخاطر، حماية للأجيال القادمة، وترسيخ القيم الوطنية لديهم.
ووجهت عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، الشكر للطلاب ولهيئة الإشراف على المشروعين، مؤكدة أن مخرجات المشروعات بالكلية تعكس تناغما بين الدراسة الأكاديمية والواقع المجتمعي، والتفاعل الإيجابي بينهما، فى ظل استراتيجية جامعة القاهرة ومنظومتها التعليمية والبحثية.
مشروعات طلابية تهدف إلى تأصيل الهوية المصرية
وتضمن مشروع “عنوانى مصري” فكرة دعم تمسك أبناء الشعب المصري بالتراث المصري كاللهجة والعادات والتقاليد وكل ما يميز جميع محافظات مصر، وأن يكون المصريون بالخارج فخورين بلهجتهم وهويتهم وتربية أبنائهم بنفس تراثهم الفكري والثقافي، وتم المشروع تحت إشراف أ.د. داليا محمد عبد الله، ويعاونها أ. فتحية صبري، وأ. مى حسام المدرسين المساعدين بالقسم.
كما اشتمل مشروع “أصل وفصل” على محاولة لتوثيق التراث المصري بمكوناته المختلفة، الشعبي والاجتماعي والقومي والمادي والحضاري، وإحياء الهوية المصرية القديمة، وذلك تحت شعار “7 آلاف سنة حواديت”، وأشرف عليه د. طارق فتح الله، ويعاونه أ. رانيا حيدر المدرس المساعد، وأ. فاطمة مصطفى المعيدة بالقسم.
وقالت الدكتورة داليا عبدالله، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان، إن مفهوم الهوية يشمل اللغة والدين والأصل والعادات والتقاليد والموروثات الثقافية، وفى ظل الانفتاح العالمى الذى بدأ بالأقمار الصناعية ودخول الفضائيات لكل بيت وبعدها الإنترنت بتطبيقاته المختلفة نطلع كل يوم على ثقافات مختلفة وأثرت على هويتنا المصرية بالإضافة إلى انتشار المدارس الدولية التى يهمش فيها تدريس اللغة العربية والدين والتاريخ والجغرافيا مما يضعف من الانتماء للهوية المصرية.
وشددت الدكتورة حنان جنيد، الأستاذة بقسم العلاقات العامة والإعلان ووكيلة الكلية لتنمية البيئة وخدمة المجتمع، على أهمية موضوع تدعيم الهوية، مناشدة الجميع في الداخل وبالأخص الشباب اكتشاف مواطن الجمال في مصر، معربة عن تجربتها في المشاركة في الفعاليات التي تحدث في الخارج للتعريف بثقافة الدول، لافتة إلى أهمية بناء الرسائل الاتصالية بصيغ وأشكال مختلفة تناسب جمهورها من حيث التوزيع الجغرافي والسن والنوع وغيرها، ومقترحة إطلاق مبادرة “أنا المصري” تجمع ما بين الندوات التثقيفية والحملات الميدانية والتوعية المجتعية على المستوى المحلي والدولي.
وأوضح الدكتور طارق فتح الله،المشرف على مشروع “أصل وفصل”، أن من ليس له ماض، ليس له حاضر ولا مستقبل، أو كما يقول المثل “من فات قديمه تاه”، لافتا إلى أن المشروع يعزز الجوانب الإيجابية في الشخصية المصرية ويدعم تراثها بمختلف أشكاله، مشيرا إلى أن العولمة أصبح لها أدوات متعددة منها منصات التواصل الاجتماعي، وهي خطر كبير إذا وقعت في يد من لا يحسن استخدامها. موجها الشكر للطلاب فريق المشروع، وزملائه في الإشراف، ورئيسة قسم العلاقات العامة، على دعم المشروع.
ووجهت الأستاذة رانيا حيدر، المدرس المساعد بالقسم، والتي شاركت في الإشراف على مشروع “أصل وفصل”، والأستاذة فتحية صبري، المدرس المساعد بالقسم، والتي شاركت في الإشراف على مشروع “عنوانى مصري”، الشكر لرئيس القسم والطلاب والضيوف. وأضافت الأستاذة مي حسام، المدرس المساعد بالقسم، والتي شاركت في الإشراف على مشروع “عنوانى مصري”، دعمها لفكرة المبادرة المجتمعية للقاموس الخاص باللهجات المحلية.
وقدمت الطالبة إسراء محمد، الطالبة بالفرقة الرابعة بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، نتائج البحث الميدانى الذى تم إجراؤه في إطار مشروع “عنوانى مصري”، والذي كشف عن تعرض أكثر من 60% من المبحوثين للتنمر بسبب لهجتهم المحلية، وإن كان ذلك يزيد من تمسكهم بها واحترامهم لها. وقدمت الطالبة، نيابة عن زملائها، مقترحا إلى وزارة الاتصالات لإطلاق تطبيق للهواتف الذكية، يتضمن معلومات عن كل محافظات مصر، وإطلاق قاموس الكتروني يتضمن مختلف الكلمات باللهجات المختلفة لبيئات مصر.
وقدمت الطالبة إسراء شاكر، الطالبة بالفرقة الرابعة بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، نبذة عن خطة العمل التي سار وفقا لها مشروع “أصل وفصل”، وتضمن جلسات النقاش والعمل الميداني في محافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم والأقصر، منوهة إلى أن المشروع يتبنى “الحكاية” كأسلوب لتقديم موضوعات التراث بأشكالها المختلفة.
وقال الدكتور يوسف الورداني، مساعد وزير الشباب والرياضة، إن الدراسات العلمية لا تثبت تنازل الشباب عن هويته الوطنية، وإنما نلمس في الواقع التفافه حول المنتخبات الرياضية الوطنية والأعمال الفنية الوطنية، مشيرا إلى أن الهوية الوطنية ليست مجرد أحداث تاريخية، وإنما هي اسلوب حياة، وهو ما يفرض التعامل مع التحديات التكنولوجية في ظل المواطنة الرقمية، والاختلافات المحلية بين محافظة وأخرى وإن كان الجميع يعتبر “أصوات مختلفة من حنجرة واحدة”، مشددا على أهمية التنسيق بين مختلف الوزارات في هذا الصدد، وتكريس الجهود الإعلامية والدعوية والسياسية والفنية والقانونية.