تختة واحدة فى مدرسة الحلمية الثانوية فى الخمسينات ضمت بذرة نجاح وتفوق وإبداع .. تختة واحدة فى فصل واحد بمدرسة واحدة تخرج منها ثلاث زعماء.. ثلاث أساتذة فى العطاء مدى الحياة ،كلا منهم له اسمه وتاريخه وجمهوره وان أختلفت طبيعة الجمهور بينهم.. عالمان فى الطب ومبدع فى الفن ..الثلاثة مازالوا أصدقاء رغم مرور العمر وتفرق السبل بهم فى مناحى الحياة لكن ظلت صداقة الدراسة وثيقة تجمعهم فى أماكن عملهم ليشهد كلا منهم نجاح الأخر واسطورته التى صنعها بجهده.
صناعة السعادة هى كلمة السر التى تجمعهم ..كلا بصنعته وعلمه.. فالثلاثة محور كفاحهم فى الحياة هى مداواة قلوب المصريين مما يصيبها من علل وهموم
وهم االفنان عادل أمام والأستاذ الدكتور شريف مختار والاستاذ الدكتور جمال ابو السرور .. وبمناسبة عيد ميلاد الزعيم هذه الأيام والذى يتوافق مع ميلاد د شريف مختار ..نستعرض معا سيرة هذه الشلة المبدعة فى الحياة
أسطورة الفن:
الأول هو الزعيم عادل أمام اسطورة الفن فى مصر و الذى يحتفل بميلاده هذه الأيام ..صانع فن البهجة والضحكة التى تزيل الهم والحزن من قلوب المصريين ..موهبة متميزة نالت الشهرة الواسعة والجرأة الكبيرة في طرح المشاكل الاجتماعية والسياسية بطريقة كوميدية ساخرة، انطلق من المسرح إلى السينما بأدوار هامة وعديدة على امتداد أكثر من 103 أفلام تجمع وتنوع بين الدراما، السياسة، الكوميديا والرومانسية،لا يزال بعد أكثر من 5 عقود من العطاء الفني من أهم الفنانين العرب وأعلاهم أجرا
كما تم تعيينه من قبل المفوضية العامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كسفير لها وهو منذ تعيينه ناشط فعلي يزور الملاجئ والمخيمات ويجمع التبرعات الضخمة لمساعدة اللاجئين.
يقول عادل عن نفسه ( أنا لست زعيماً ولاقائداً من أى نوع فلايوجد زعماء فى الفن ..جل ما أريده هو توظيف موهبتى لجعل حياة الناس أفضل ولو بمقدار بسيط) .. وهذا هو المبدأ المشترك ايضا بين العالمان والفنان .
العازف على أوتار القلوب:
والثانى هوالعازف على أوتار القلوب لتعود حية نابضه للحياة ..هو الاستاذ الدكتور شريف مختار زعيم القلوب واسطورة طب الحالات الحرجة .. منقذ قلوب المصريين فى أقسى لحظاتها الحرجة .. وهو منشىء وحدة الحالات الحرجة او يمكن ان تقول وحدة عودة الروح فهى وحدة قانونها لا يأس مع الحياة وهو أيضا من مواليد شهر مايو ويحتفل هذه الايام بميلاده ال81
قدم كل غالي ونفيس للبسطاء خلال رحلته الطبية التى تمتد لأكثر من 60 عام وكان يحرص طوال الوقت على مساعدة المحتاجين ..لم تبهره اضواء الغرب ومغريات الهجرة وعيش الرفاهية لكنه فضل العودة من امريكا بعد حصوله على الدكتوراه الى بلده لينقل اليها علم جديد وهو علم الحالات الحرجة
فقد طبق فى وحدته التى تحمل اسمه كل معانى الاشتراكية الانسانية فالفقير والغنى يحصلون على نفس الخدمة الطبية والأهتمام .. لكن الفقير غير مكلف بالدفع ووطبق مبدأالغنى يساعد فى علاج الفقير .
تخرج فى مدرسته العلمية عشرات الأسماء الكبيرة التى تقود طب الحالات الحرجة فى مختلف الأماكن داخل وخارج مصر.. ومازال الاستاااااذ كما يلقب بين تلاميذه ومريديه هو ايقونة الانسانية وعلم الحالات الحرجة فى مصر والشرق الأوسط
العالم صانع السعادة:
اما الثالث فهو ايضا من صناع السعادة فى حياة المصريين الذى اختار علماً جديداً ليكون إنطلاقته نحو المستقبل وهوأطفال الأنابيب فقد تحدى المستحيل فأحيا الأمل فى نفوس مزقها اليأس يومًا من أن يكونوا آباءاً وأمهات
هو الأستاذ الدكتور جمال ابو السرور أحد رواد طب النساء .علامة مضيئة في عالم الإخصاب وأحد أبرز علمائنا على مستوى العالم وارتبط اسمه بتأسيس أول مركز مصرى عربي لأطفال الأنابيب فى مصر عام مع الثنائى د رجاء منصور ود محمد ابو الغار 1986 ..هو رئيس الاتحاد الدولي لطب النساء والولادة ورئيس اللجنة العلمية والتكنولوجية لقسم طب التكاثر بمنظمة الصحة العالمية والمدير الحالي للمركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، شغل رئيس القسم السابق لقسم أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر ثم العميد السابق لكلية الطب جامعة الأزهر.وكرمه الرئيس السيسى فى حفل عيد العلم 2019 بحصوله على جائزة النيل وهى أعلى جائزة فى مصر.
الثلاثة جمعتهم الدراسة بمدرسة الحلمية بل وجمعهم نفس الفصل والتختة لكن كلا منهم شق طريقه فى الحياة لكن بقيت بينهم الصداقة وذكريات لاتنسى ..
يقول دمختار عن صديقه عادل أمام:
صحيح تفرقت بينا السبل وكل منا شق طريقه فى االحياة فى اتجاه مختلف لكن ظلت العلاقة بينا حتى الآن ..فنتواصل كثيرا وبينا زيارات منزلية وعائلية و ودايما عادل يدعونا الى مسرحياته الجديدة ويختصنا بمقاعد فى الصف الأول ،واتذكر ونحن فى المدرسة ان بذرة الموهبة الفنية كانت ظاهرة فيه .. كان يطلق الإيفيه او النكتة والفصل كله يضحك بصوت عالى وهو ثابت لا يبتسم حتى .. وكنا كثيرا ما نعاقب بسبب مقالبه فى المدرسين .. ومن الصدف أننا من مواليد نفس الشهر مايو وكنا كثيرا ما نحتفل به سويا
د أبو السرور يتذكر أيام شلة الحلمية فيقول:
لم يكن عادل بالمشاغب ولكنه لم يكن هادئاً وكان دائم الحركة لا يهدأ هواية التمثيل كانت تتملكه فى المدرسة ويقلد الفنانين ويستغل الحصص الفاضية ويقلبها اسكتشات تقليد وتمثيل
ولما خلصنا الثانوية والنتيجة ظهرت لم يكن حزيناً لأنه كان محدد هدفه وهو إتجاهه للفن والتمثيل فالتحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة وانا وشريف التحقنا بطب قصر العينى، فكنا جيران ايضا فى الجامعة واستمرت علاقتنا من حين لآخر نسأل على بعض ونلتقى على ضحكة عادل دائما .
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84_%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85