أثار ظهور مجموعة من نباتات “البوسيدونيا” بشواطئ إحدى قرى الساحل الشمالي بالكيلو 57، شمال مصر، حالة من القلق والذعر لدى بعض المواطنين، وذلك على إثر انتشار شائعات تفيد بوجود تلوث زيتي في هذه المنطقة، مما استدعى توجيه لجنة من الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالإسكندرية للمعاينة واتخاذ ما يلزم من إجراءات.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إنه تبين عدم وجود أي نوع من التلوث بالمنطقة، موضحة أنها كميات من الأعشاب البحرية الطبيعية تسمى “البوسيدونيا”.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات حول نباتات “البوسيدونيا” وأهم فوائدها للأرض..
فوائد نباتات البوسيدونيا
تعد نباتات البوسيدونيا أوسينيكا من النباتات المستوطنة في البحر المتوسط، وهي من أكثر أنواع الأعشاب البحرية انتشارًا في مياهه، وتعد واحدة من الثروات البحرية الرئيسية في المنطقة.
وانطلاقًا من الدور الكبير الذي تلعبه هذه النباتات في تزويد المياه الساحلية بالأكسجين، سُميت بـ “رئة البحر المتوسط”، كما أنها تعتبر مؤشرًا هاما على جودة المياه الساحلية نظرًا لحساسيتها الشديدة للتلوث حيث لا يمكنها أن تنمو إلا في المياه النظيفة وغير الملوثة.
كما تمثل هذه الأعشاب أهمية غذائية قصوى لمجموعة كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية الحيوانية التي تستخدم هذه الموائل كمأوى آمن للراحة والتفريخ والحضانة، كما تعتبر عنصرًا هامًا لمقاومة نحر الشواطئ وتثبيت التربة وكسر الأمواج.
هذا وتتجدد الأوراق والريزومات الخاصة بهذه النباتات، أثناء دورة حياتها، فتخرج الأوراق القديمة وتحملها التيارات والأمواج إلى الشاطئ، مؤكدة أن وجودها على الساحل مهم بيئيًا للعديد من الكائنات وعودتها للمياه بفعل الأمواج والرياح يساعد على زيادة الإنتاجية بعد تحللها.
وتغطي البوسيدونيا ما بين 000 25 و 000 50 كيلومتر مربع من مساحة المناطق الساحلية، أي ما يعادل 25٪ من قاع البحر، حيث تصل إلى عمق يتراوح بين 0 و 40 مترًا.
وتشير دراسة أجراها معهد البحر المتوسط للدراسات المتقدمة (IMEDEA) ومؤسسة BBVA إلى أن بوسيدونيا البحر المتوسط تنتج من 14 إلى 20 لترًا من الأكسجين في المتر المربع الوحيد كل يوم، مما يعكس أهميتها الكبرى للحياة البحرية.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا النوع من النباتات والتشريعات الدولية لحمايتها على المستوى الأوروبي، إلا أنها تواجه خطر الاختفاء في السنوات القليلة القادمة، حيث تنخفض نسبتها بمقدار 10% على مدى السنوات المائة الماضية، فيما يشير المسح الحديث للمنطقة إلى انخفاض بنسبة 34% في مساحة التوزيع وتدهورها في السنوات الخمسين الماضية.
ويرجع تقلص مساحة البوسيدونيا في أجزاء كثيرة من البحر المتوسط إلى عوامل كثيرة كتغير المناخ، والتلوث، والبنى التحتية للمدن والموانئ التي تجتاح الشواطئ، إضافةً إلى أنشطة صيد الأسماك ومراسي السفن التي تقتلع هذا النبات من جذوره.