تمر اليوم ذكرى تأسيس مدرسة الفنون الجميلة، التي تعد واحدة من أقدم الكليات الفنية في مصر على المستوى المحلى والدولي، إذ يشهد كل ركن فيها على تاريخها العريق والنهضة غير المسبوقة التي حققتها خلال القرن العشرين بداية منذ تاريخ تأسيسها، والذي يعود إلى 12 مايو عام 1908.
ويأخذكم “صدى البلد جامعات” في جولة تاريخية قصيرة للتعرف على قصة إنشاء مدرسة الفنون الجميلة..
لم تشترط تقديم مصروفات دراسية
كان النحات الفرنسى “جيوم لابلان” هو صاحب فكرة تأسيس مدرسة متكاملة خاصة بالفنون، وأنشأ الأمير يوسف كمال في 12 مايو 1908، مدرسة الفنون الجميلة، بشارع درب الجماميز بالدار رقم 100، وفي يونيه 1910 صارت إدارتها بإشراف الجامعة المصرية الأهلية واستمرت كذلك حتى أكتوبر 1910 ثم ألحقت بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف.
ومع مرور السنوات، تم نقل مدرسة الفنون الجميلة المصرية سنة 1923 إلى موقعها الجديد في الدرب الجديد بميدان السيدة زينب، وظل هذا المقر حتى عام 1927، والتي انشأت فيه وزارة المعارف العمومية، المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة، وذلك قبل إلغاء مدرسة الفنون الجميلة بالسيدة زينب.
وبحلول عام 1928، بدأ تمصير مدرسة الفنون الجميلة، لتحمل اسمًا جديدًا وهو “المدرسة العليا للفنون الجميلة”، وكذا حملت أيضًا رؤية جديدة فيما يتعلق بالتعلم، ولم يُقبل بها إلا من أتم الدراسة في المدرسة التحضيرية فقط.
وبدأت التغيرات تتوالى على مدرسة الفنون الجميلة، ليتم إضافة سنة إعدادية لسنوات الدراسة الأربع، في الفترة بين عام 1936-1937، لتصبح مدة الدراسة 5 سنوات كاملة، وذلك مع إلغاء نظام المدرسة التحضيرية، كما تمثلت شروط الالتحاق في ضرورة حصول المتقدمين على شهادة الثانوية (شهادة الكفاءة لأقسام الفنون وشهادة البكالوريا لقسم العمارة).
وفي عام 1927 اختير للمدرسة فيلا بحي شبرا بشارع خلاط رقم 11، ثم نقلت في أغسطس 1931 إلى 91 شارع الجيزة، وفي سبتمبر 1935، تم نقلها، للمرة الأخيرة، إلى مكانها الحالي بشارع إسماعيل محمد رقم 8 بجزيرة للزمالك بالقاهرة، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تم تعديل اسمها، للمرة الثانية، إلى كلية الفنون الجميلة وقد ضمت إلى وزارة التعليم العالي سنة 1961 بعد أن كانت تتبع وزارة التربية والتعليم ثم ضمت إلى جامعة حلوان في أكتوبر 1975.
وقد وضعت المدرسة، منذ بداية تقديمها للأنشطة الفنية، التعلم ومحاولة النهوض بمجال الفن وتعزيز روح الإبداع لدى الطلاب، أولوية أولى بالنسبة لها، إذ لم تضع أي شروط أو قيود خاصة بأعمار المتقدمين، كما كانت تتولى إدارة المدرسة توفير الأدوات الخاصة بالرسم دون مقابل لجميع الطلاب مع إعفاء من المصروفات الدراسية، ليتخطى دورها بذلك عملية التعليم ويشمل التنوير والتثقيف.
أقسام الكلية
تضم كلية الفنون الجميلة، العديد من الأقسام المختلفة، مثل: قسم العمارة، هندسة الديكور، الجرافيك، النحت، التصوير.
أبرز الخريجين
تخرج في كلية الفنون الجميلة، العديد من الفنانين المؤثرين الذين حملوا على عاتقهم قضية النهوض بالفن على المستوى المحلي والعالمي، وكان على رأسهم: محمود مختار ويوسف كمال وراغب عياد ومحمد حسن وعدد كبير من رواد الفنون التشكيلية والمرئية.