ما زالت أزمة الصاروخ التائه، الذي أطلقته الصين الأسبوع الماضي تشكل مصدرًا للقلق والذعر للعالم بأسره، خاصةً مع اقتراب موعد السيناريو الأسوء وهو سقوطه وتحطمه، ملحقًا بذلك خسائر مادية وبشرية فادحة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من جانب العديد من دول العالم.
الصين تؤكد أن المخاطر ضئيلة جدا
ووفقًا لسكاي نيوز، أكدت الصين، أن مخاطر صاروخها الفضائي الخارج عن السيطرة، ضئيلة جدا، وذلك بالتزامن مع حملة واسعة من انتقادات الولايات المتحدة بشأن خطر محتمل يهدد البشر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين، إن احتمال التسبب بأضرار على الأرض ضئيل جدا، موضحًا أن معظم حطام الصاروخ سيحترق عند دخول الغلاف الجوي للأرض، ومن المستبعد بشدة أن يسبب أي ضرر.
هذا وأعربت سفارة الصين في السعودية، في تغريدة، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، عن استيائها من تزايد الشائعات المتعلقة بقصة الصاروخ التائه، موكدةً أن الصاروخ بعد أن يكمل مهمة تسليم الحمولة الفضائية، يفقد قوته، وبغض النظر عن البلد الذي يصنعه، فلا يوجد مفهوم التحكم في حطام الصاروخ، لكن مسار رحلة الحطام محسوب بعناية.
وتابعت السفارة، أن الدول المسؤولة في مجال الفضاء، بما في ذلك الصين، تقوم بإبطال الفعالية التفجيرية للصاروخ في المرحلة الأخيرة، ويمكن نقل الصاروخ إلى مدار مهجور قبل إجراء تخميله.
وأكدت السفارة الصينية أنه منذ الوقت الذي تم فيه إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء، لم تكن هناك أي حالة لحطام صاروخ أو خردة فضائية ضربت البشر بالدوران حول الأرض.
واختتمت السفارة سلسلة التغريدات قائلة إن هذا الصاروخ، مثل صواريخ الدول الأخرى حتى الآن، آمن على الأرض.
أزمة الصاروخ التائه
أطلقت الصين الصاروخ Long March 5B، يوم الخميس، ليحمل على متنه الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية الجديدة التي تقوم بكين بتشييدها في الفضاء، وستصبح المحطة الفضائية الثانية بعد محطة الفضاء الدولية، وهو الأمر الذي كان سيعكس قدرة الصين على المنافسة العالمية واستعدادها لتأسيس وجود بشري دائم على الفضاء.
ويزن الصاروخ التائه نحو 21 طنًا، وطوله نحو 100 قدم، وعرضه 16 قدمًا تقريبًا، وعلى غير عادة الصواريخ التي من المفترض أن تضع حمولتها في مدار الأرض وتعود للهبوط في مكان محدد مسبقًا أو تحترق وتتفتت في غلاف الأرض، خرج الصاروخ الصيني عن السيطرة ليدور حاليًا في مدار الأرض ومن غير المعروف بعد مكان سقوط حطامه.
وأوضح الدكتور جاد القاضي، رئيس معهد الفلك، فى بيان له، أن الصاروخ التائه تم فقدان السيطرة عليه، وهو فى محاولة للعودة غير المنضبطة إلى الأرض بعد إطلاقه من محطة الفضاء الصينية، ومن المرجح أن يسقط جزء من الصاروخ الصيني إلى الغلاف الجوي للأرض في الأيام القادمة، ومن غير الواضح متى وأين سيهبط الحطام، بينما تشير البيانات المتاحة من مواقع مراقبة الأجسام الفضائية احتمالية دخولة للغلاف الجوى للأرض يوم 9 مايو المقبل.