كتبت- دنيا هاني
تتنوع روايات وحكايات أصل الكنافة، البعض يرجعها إلى المطبخ الشامي عندما قُدمت إلى الخليفة معاوية بن أبي سفيان وقت حكمه لبلاد الشام بعد أن شكا للطبيب شعوره الشديد بالجوع في نهار رمضان فاقترح عليه الطبيب الكنافة وبالفعل اسكتت جوعه وهو ما جعل اسمها مرتبطاً به وعرفت بكنافة معاوية.
وهناك روايات أخرى تنسبها للماليك الذين حكموا مصر من الفترة 1250- 1517 م كما اشتهرت باسم زينة موائد الملوك فيقال أن الكنافة صنعت خصيصاً لسليمان بن عبد الملك الأموي.
وأشار أساتذة التاريخ الإسلامي، إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي الذي امتد من عام (969- 1172 م) وقد شمل حكمهم مصر والمغرب وبلاد الشام، بل عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة وقت شهر رمضان فخرج الأهالي لاستقباله والترحيب به بعد الإفطار وهم يتسارعون في تقديم الهدايا له ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم وبعد ذلك انتقلت إلى بلاد الشام عن طريق التجار.
تطور الكنافة:
وحرصت كل دولة أن تضيف الجديد على الكنافة لتتميز بشكل ما فاشتهرت بلاد الشام بصنع أشكال مختلفة من الكنافة فهناك المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة أما أهل مكة المكرمة يفضلونها بالجبن بدون ملح وهناك الكنافة بالقشدة والنابلسية إلى غير ذلك من الأنواع والأشكال.
الكنافة اليدوي:
أوضح أبو ملك أحد صانعي الكنافة اليدوي بالقاهرة أن الفرق بينهما يكمن في العجينة وسمك خيوط الكنافة فالكنافة اليدوي شعيراتها عريضة وأكثر سمكاً مما يجعل الزبون أكثر إقبالاً عليها لكن الآلي تكون رفيعة ناشفة سهلة الحرق في الفرن تحتاج لمتابعة جيدة أثناء الطهي ويستخدمها صانعي الحلويات الغربية في صناعة أصناف مختلفة من الكنافة.
وذكر أبو ملك، أن صناعة الكنافة اليدوي تتطلب مهارة في شغلها ودقة مع ضبط العجين وحسب كمياته موضحاً أن الإقبال على الكنافة اليدوي يفوق الآلي لأنه متاح طول العام أما اليدوي تكون خصيصاً في شهر رمضان فقط.
من جانبها تتنوع فوائد الكنافة، فهي تحتوي على فيتامينA الذى يساعد على تقوية المناعة وقوة البصر، تحتوي على فيتامين ب الإرهاق والاجهاد الناتج عن ساعات الصيام الطويلة كما تحتوى على عنصر الحديد الذي يساهم في الوقاية من الأنيميا.
وتحتوي الكنافة على مادة السليكون التي تحافظ على قوة ولمعان الشعر، وتعتبر من الحلويات الغنية بمادة النحاس والتي تقلل من فرص الإصابة بالشيخوخة.
وتمثل المكسرات التي يتم إضافتها أهمية كبيرة لاحتوائها على مضادات للأكسدة التي تساهم في الوقاية من السرطان، كما تعتبر من أكثر الحلويات الغنية بالكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء أنشطته اليومية.
ولا شك بأن الإفراط في تناول الكنافة سيؤدي إلى زيادة الوزن لاحتوائها على نسبة كبيرة من السكريات والسعرات الحرارية فضلاً عن ارتفاع نسبة السكر في الدم وترسب الدهون على الكبد.