تعيش الهند، خلال هذه الفترة، أسوأ سيناريوهات تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك بالتزامن مع ظهور سلالة جديدة من الفيروس مزدوجة التحور، أي تجمع ما بين طفرتين في الوقت ذاته، والتي تسببت في ذعر المواطنين خاصةً مع زيادة معدل الإصابات بشكل كبير، وعدم قدرة النظام الصحي على التصدي لهذا التفشي السريع للفيروس.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات حول الوضع الوبائي في الهند، وطبيعة السلالة الهندية الجديدة من فيروس كورونا المستجد وأهم أعراضها..
السلالة الهندية
وفقًا لموقع BBC، كشف باحثون عن وجود سلالة جديدة من فيروس كورونا “مزدوجة التحور” في الهند، وسُميت بهذا الاسم نظرًا لأنها تجمع ما بين طفرتين مختلفتين في الفيروس نفسه، واتسمت بقدرها السريعة على الانتشار، كما أنها قد تتحايل على الجهاز المناعي، بعد فحص مجموعة من عينات المصابين.
أعراض السلالة الهندية الجديدة
تتشابه السلالة الهندية الجديدة في أعراضها مع السلالات الأخرى، إلا أن المصابين بها قد يعانون من مضاعفات تنفسية حادة مثل: ضيق التنفس وألم الصدر وصعوبة التنفس، والتي تنذر بعدم وجود الأكسجين، وهو ما يبرر الارتفاع الحاد في الطلب على أسطوانات الأكسجين في البلاد، والتصاعد الكبير في معدلات الإصابة هناك.
وإلى جانب الأعراض التنفسية، فيصاب الأشخاص أيضًا بالحمى، والسعال الجاف، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف وانسداده، وألم في الصدر وضيق في التنفس، وإعياء، وعدوى الجهاز الهضمي، وفقدان حاسة الشم والتذوق.
الوضع الوبائي في الهند
بلغ عدد الإصابات بالفيروس المستجد في الهند حتى الآن 17 مليون نسمة، مع تسجيل أرقام قياسية للمصابين والوفيات لليوم الرابع على التوالي، ويرجح الخبراء أن عدد الضحايا قد يكون أكثر بكثير من العدد المذكور، إذ لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها، كما أن العديد من الوفيات الناجمة عن العدوى تُعزى إلى أسباب أخرى.
ووفقًا لأسوشيتد برس، عجزت المقابر والمحارق الهندية عن استيعاب جثث الموتى، نظرًا للارتفاع الكبير في معدل الوفيات، إذ أن مساحات المقابر في العاصمة الهندية دلهي بدأت بالنفاد، فيما تضررت المحارق الجنائزية في مدن أخرى بشدة.
كما إن بعض محارق الجثث زادت من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة في وسط مدينة بوبال الهندية، مع ذلك قال مسؤولون إنه لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.
وفي سياق متصل، تظل جهود الأطباء جارية على قدم وساق لمجاولة إنقاذ أكبر قدر ممكن من الحالات المصابة في الهند، على الرغم من الضغط الكبير التي تشهده المستشفيات، سواء بسبب عدم القدرة على استيعاب هذا الكم الهائل من الإصابات، أو حتى نقص الأسرة وأنبوبات الأكسجين وبعض الأدوية الحيوية.
إجراءات لاحتواء الأزمة
ومن جانبه، قال رئيس حكومة دلهي أرفيند كيجريوا، حسبما نقلت صحيفة “تايمز أوف إينديا: ، إن “الإغلاق الذي فُرض الأسبوع الماضي الذي استمر لمدة 6 أيام تنتهي غدا، سيمدد حتى يوم 3 مايو المقبل.
وحثّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي المواطنين، أمس الأحد، على التطعيم وتوخي الحذر مما وصفه بعاصفة الإصابات التي تهز البلاد.
مساعدات عالمية فورية
وفقًا لسكاي نيوز، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في تغريدة لها على حسابها بتويتر، إن الاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم المساعدة للهند لمكافحة تسارع انتشار الفيروس بعد تسجيل البلاد حصيلة قياسية، من خلال تفعيل الآلية الاوروبية للحماية المدنية.
هذا وانضمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، إلى حملة المساعدات، حيث أعلنت أن حكومتها تستعد لتقديم مساعدة عاجلة للهند، معربةً عن تعاطفها الكامل مع الشعب الهندي وما يمر به من ظروف قاسية بسبب كورونا.