بوجه طلق مبتسم يقابلك فُيشعرك أنه يعرفك من زمن وأن ثمة حديث بينكما ممتد أنقطع بُرهة .. صاحب شخصية مؤثرة ينفرد بصفات تمنحه اهتمام المحيطين ومحبتهم فيشعرون وكأنهم أصدقاء..
هذا هو الانطباع الذى أجمع عليه كل من صادقه أوزامله أوتعامل معه أو حتى تعرف عليه سريعا ، صاحب المبدأ والمواقف الثابتة المحترمة الشهم الأصيل،أبن الأصول الذى لايخشى فى الحق لومة لائم .. كلمات تصف أخلاقه ترددت بكثرة دونما ترتيب أوإعلان فى أماكن مختلفة ومن اشخاص كثيرين.. أنه الأستاذ الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ ورئيس قسم طب الحالات الحرجة وعضو مجلس الشيوخ الذى كانت وفاته هى لحظة كشف عن قدره ومقداره الكبير فى قلوب كل من عرفه
هو الطبيب الذى كانت أنامله تجعل الصراع بين الحياة والموت لحظة عابرة وليست فاصلة فى حياة الحالات الحرجة ، مشهد الصلاة عليه فى مسجد الكلية كان مهيباً ، اجتمع فيه أساتذة قصر العينى وطلابه وأصدقائه ومرضاه السابقين والحاليين الكل كان ينعى فيه القيمة والقيم الاصيلة والقامة الانسانية والطبية الكبيرة
هو التلميذ النابه الذى سأله الاستاذ فى أول لقاء معه ..ماذا تريد أن تكون فقال له دون تفكير.. نفسى أكون تلميذ فى وحدة د. شريف مختار .. وأصبح من ألمع وأنبغ أسرة الحالات الحرجة بل أحد أهم أساتذة الحالات الحرجة فى مصر وبحسب وصف الأستاذ له .. هو من أمهر المتخصصين فى تركيب الدعامات والقسطرة ومنظمات القلب
ما أقسى أن يُشيع الأب أحد أبنائه ..هكذا كان حال الأستاذ الدكتور شريف مختار الذى لم يكترث بكل الموانع الزمنية والمكانية التى تفرض عليه عدم الخروج فى جنازته الا أنه لم يستطع الإ ان يكون فى وداع تلميذه النجيب القريب الى قلبه الى مثواه الأخير
بنبرة كلها حزن وأسى وحسرة قال عنه ..
هو لايعوض كأنسان وكطبيب فخسارتنا فيه فادحة .. منذ أول يوم ظهر نبوغه، كان صاحب مواهب متعددة ومعروف بالشهامة والجدعنة وكان من السهل ان يدخل قلب كل من يتعامل معه وكان من الصعب أن تقف ضده حتى لو حدث منه أى تجاوزلأنه كان ذكى ونابه وعاشق للوحدة والتميزوكان يبذل كل ما يستطيع من أجل حياة الأخرين
كان طموح جدًا.. سجل معى رسالتين الأولى كانت عن منظمات القلب والثانية كانت عن كهروفسيولوجيا القلب والضربات المتسارعة وكانت أول رسالة دكتوراه تم منحها من قسم الحالات الحرجة
وكان يبحث عن تطوير ذاته ،سافر الى فرنسا وأرسلتُه الى طبيب شهير فى كهربة القلب اسمه نادر سعودى وهو( طبيب جزائرى فرنسى ) تعلق بالمرحوم أحمد وأحبه جدا فمنحه الكثير من علمه لما وجده فيه من رغبة فى الاستزادة من العلم وتطوير الذات فأثناء دراسته تعلم القسطرة والقسطرة التداخلية واحتل مكانة مرموقة فى هذا التخصص .. كانت أحلامه وأفكاره للمرضى ولقصر العينى ولزملائه كثيرة فأصبح مديراً للمركز ثم مديراً لمستشفيات قصر العينى كلها وعاد رئيسًا للقسم
الى ان تم اختياره عضوا لمجلس الشيوخ و( كيل لجنة الصحة ) مؤخراً وكانت لديه افكار ومشروعات كثيرة للمهنة وللأطباء ينوى طرحها ..لكنه القدر والعمر رحمة الله عليه .
لم يكن شغوفاً بالمناصب ولا ساعياً أليها لكنها كانت تختاره وكان ينظر لها على أنها وسيلة لتحقيق أهدافه فى خدمة البسطاء .. كان يستغل كل علاقاته لجلب التبرعات والأجهزة لقصر العينى وللوحدة ..
كان صريحاً الى الحد الذى جعله يقول لوزير التعليم العالى قبل زيارته لمستشفيات قصر العينى- اثناء عمله كمدير لها –( أنت جاى شوو ولا شغل) !فقال له الوزير شغل طبعاً فعرض عليه كل مواطن الداء فى المستشفيات وفى اليوم الثانى فوجىء بقرارات تغيير وتطوير طوارىء قصر العينى .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10158621879439380&id=580824379