أوضح الدكتور عاصم عبد المجيد حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن الطلاب في الفترة الأخيرة أصبحوا يعانون عدم الاستقرار في الأوضاع التعليمية في جانبيها (التدريس والتقويم) ، مشيرا إلى أن ذلك سيسبب زيادة حدة الشعور بالقلق والتوتر لديهم.
وأضاف الدكتور حجازي، في تصريح خاص لصدى البلد جامعات, أنه من المعلوم لدى التربويين وعلماء النفس أن القدرة على التعلم ترتبط بالحالة النفسية والمزاجية للطالب , وأنه من المعلوم أيضا أن خطط التدريس والتقويم يجب أن تكون واضحة ومعلومة لكل من الطالب والمعلم قبل البدء في البرنامج التعليمي بل ولابد أيضا أن يكون الطالب على علم بكل الأهداف الإجرائية المطلوب منه الوصول إليها في نهاية العام الدراسي .
وأشار إلى أن كثرة التعديل بالحذف أو الإضافة , والتغيير المستمر في طريقة وموعد ونظام التقويم يتسبب في شعور كل من الطالب وولي الأمر بحالة من عدم الاستقرار مصحوبة بمشاعر القلق والتوتر والترقب المستمر لأي تعديل محتمل , وكنتيجة أساسية لكل ما سبق تنخفض دافعية الطلاب إلى أدنى مستوياتها , وتدريجيا يفقد التقويم أهميته كأداة رئيسية تسهم في توجيه وتطوير العملية التعليمية واستثارة دوافع الطلاب.
وأوضح “حجازي” أن نظام التعليم الاليكتروني يسمح باستمرار العملية التعليمية بقدر معقول من الكفاءة والدقة , وبالتالي فإن علينا أن نعظم الاستفادة من هذا النظام ليتم استغلاله بالشكل الجيد لتدريس كل أجزاء المقرر بالطريقة التي تحافظ على صحة الطلاب والمعلمين , وفي نفس الوقت تضمن حصول الطلاب على تعليم جيد، ذلك فيما يتعلق بجانب التدريس .
أما ما يتعلق بجانب التقويم فأكد أن البدائل كثيرة ومتاحة التي يمكن أن تحل محل الاختبارات الاليكترونية تفاديا للمشكلات المتعلقة بالسيستم , والتي ليس من بينها أن يجيب الطالب في نفس ورقة الأسئلة لأن الأسئلة الموضوعية لا يتم تصحيحها بهذه الطريقة خاصة مع الأعداد الكبيرة.
وأكد أن إنهاء العام الدراسي في نهاية إبريل الجاري، يعد تفريغا للعملية التعليمية من محتواها وأهدافها الموضوعة و تأكيدا أن العملية التعليمية هي نجاح فقط وانتقال إلى المرحلة التالية من دون أن يحدث أي تطور أو تغير في معارف وخبرات الطلاب وسوف تكون نتائج ذلك خطِرة جدا على الطلاب معرفيا ونفسيا .
وطالب الدكتور حجازي، أولياء الأمور والمجتمع أن ينظروا إلى الأمر من زاوية أخرى وهي زاوية نقص المعلومات ونقص المهارات والكفاءة والتي سوف تكون سمة الجيل الحالي من الطلاب إن لم يتم تعديل مسار العملية التعليمية ووضع خطة واضحة للتدريس والتقويم مصحوبة بخطتين على الأقل بديلتين وتكون الخطط جميعها معلومة للطلاب وأولياء الأمور , وهو ما يؤدي إلى استعادة الشعور بالاستقرار لدى الأسرة المصرية