المؤثرون أصحاب البصمة لا يموتون، يرحلون بأجسادهم ويبقى أثرهم وبصمتهم فى الحياة والناس ..رحل شيخ الجراحين كما يلقبه المجتمع الأسيوطى الذى يحظى فيه بشهرة واسعة، فهو الجراح الماهرالذى يعرفه الصغير والكبير هناك،هو الأستاذ الدكتور فاروق مراد، أحد رواد الجراحة المؤسسين لقسم الجراحة بطب أسيوط.
كان نموذجاً للعطاء الإنساني مع أهل بلده والأستاذية مع طلابه والمهنية مع مرضاه، كان جراحًا صاحب مشرط ناجز وماهر ..هو قصة نجاح وتميز منذ بدايته وحتى أخر يوم فى حياته، لكن كورونا يخطف منا كل يوم قيمة طبية كبيرة..
الأستاذ الدكتور فاروق مراد من مواليد 1943 فى مركز ابنوب ، التحق بطب أسيوط وكان أول الدفعة بامتياز من السنة الأولى حتى التخرج ومن محطات تميزه الدراسى فى الفرقة الثالثة بالكلية كان عددهم 60 طالب.. فكان هو الأول بامتياز والثانى جيد.
علاقة الجراحة بالقراءة:
عندما سُئل لماذا اختار الجراحة هذا التخصص قال : لأنى أحب تطبيق ما أقرؤه على المريض فالجراحة ليست مشرط فقط ولكنها فن.. وكلما قرأت بعمق نجحت كجراح وما ساعده على التميز ايضا أنه مكث بعد حصوله على الدكتوراه من دون عيادة لمدة ثلاث سنوات عاكفًا على البحث والقراءة والتدريس والعمليات الكبرى.
كان الناس يسمونه (الأستاذ المحبوب) بين طلابه وزملائه فلم يبخل عليهم بعلم أو نصيحة، وكانت نصيحته الدائمة لطلابه هى متابعة كل جديد فى الطب ولا بد أن يكون الطبيب أمينا وذكيا. فالجراح يداوى قبل أن يمسك بمشرطه فى كثير من الأمراض لأنه يستخدم عقله واستخدام العقل يلزمة قراءة ومتابعة كثيرة.
ونصيحته الثانية التى تركها لطلابه هى ( كن أميناً) لا تنظر للمادة لأنها سوف تأتى مع الوقت فالجراحة رسالة لا بد من أن تصونها أخلاق وقناعة وتعامل مع المريض بكل إخلاص.
مشواره العلمى والاكاديمى :
معيد بقسم الجراحة العامة، كلية الطب، جامعة اسيوط، 1970
مدرس مساعد بقسم الجراحة العامة، كلية الطب، جامعة اسيوط، 1972
مدرس بقسم الجراحة العامة، كلية الطب، جامعة اسيوط، 1973
أستاذ مساعد بقسم الجراحة العامة، كلية الطب، جامعة اسيوط، 1977
أستاذ بقسم الجراحة العامة، كلية الطب، جامعة اسيوط، 1982
أستاذ متفرغ بقسم الجراحة العامة، كلية الطب، جامعة اسيوط، 2004
أسس مؤسسة الفاروق الخيرية لمساعدة كل محتاج وكمنارة توعوية وتثقيفية لأهل بلده أسيوط .