تستقبل الأمة الإسلامية، شهر رمضان المبارك، بترك الذنوب والمعاصي، مستشعرين بذلك البركة والفضل الكبير لهذا الشهر الذي خصه الله سبحانه وتعالى بها عن غيره من الشهور الأخرى، فهو شهر النفحات، الذي يأمل العبد أن يكون فرصة جديدة لتجديد وإصلاح علاقته بربه، ومن ثم صلاح سائر أحواله في الحياة الدنيا.
وقد امتلك شهر رمضان طبيعة خاصة مميزة في قلوب المسلمين، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، وفرض فيه الصيام على المسلمين، لتهذيب النفس والابتعاد عن الشهوات، كما شهد هذا الشهر العديد من الوقائع والغزوات والأحداث التاريخية الإسلامية الهامة.
ويستعرض لكم “صدى البلد جامعات” في هذا التقرير، أبرز ما حدث من وقائع تاريخية وأحداث هامة غيرت مجرى التاريخ في ثامن أيام رمضان..
سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري
أرسل الرسول محمد أبا قتادة الأنصاري إلى بطن إضم، في عام 8 هجريًا، للتمويه على المشركين بخط سير المسلمين لفتح مكة، ليظن الناس أن الرسول قد توجه إلى هذه الناحية، وكان أبو قتادة قد عاد لتوه من مهمة في غضفان بنجد التي آذى أهلها المسلمين.
غزوة تبوك
هي واحدة من أشهر الغزوات في التاريخ الإسلامي، حيث خرج فيها الرسول قائدًا للجيش، في عام 9 هجريًا، ضد الروم وحلفائهم من قبائل العرب، كما أنها كانت آخر غزوة خاضها الرسول، واستغرقت هذه الغزوة خمسين يومًا أقام منها عشرين يومًا في تبوك والباقي كانت مسيرة الجيش قضاها في الطريق ذهابًا وعودة.
انتصار المسلمين في معركة باب الشرزي
في الثامن من رمضان عام 164 هجريًا، عاد جيش المسلمين إلى قرطبة منتصرًا على جيش شارلمان في معركة باب الشزري.
إطلاق سراح القائد العباسي العباس بن عمرو الغنوي
كان الخليفة العباسي أحمد المعتضد بالله، يحارب ضد القرامطة الذين يقودهم أبو سعيد الجنابي، عام 287 هـ ، والذين عثوا في الأرض فسادًا مستغلين ضعف الدولة العباسية آنذاك، وأخذوا يستولون على عدد من مناطق الجزيرة العربية، وأثناء فترة الحرب وصلت للخليفة رسالة تنص على أن القرامطة قد أطلقوا سراح القائد العباسي العباس بن عمرو الغنوي الذي أسروه، وأنه قادم إلى بغداد في مركب وكوفئ من قبل المعتضد بالله لجهوده في محاربة القرامطة.
بدأ حصار مدينة عكا
بدأ حصار مدينة عكا بقيادة الظاهر بيبرس، في الثامن رمضان عام 665 هجريًا، وكان قد بلغه وهو في دمشق أن جماعة من الفرنج تغير في الليل على المسلمين وتتوارى وهي ترتدي ثياب المسلمين، وقاد السلطان بيبرس سَريَة خاصة استطاعت اقتناصهم بعد أن كانوا ينطلقون من عكا، وحاول الفرنج المقيمون في عكا ضرب المسلمين، فأمر بيبرس بالقضاء على حاميتها وهدم جدرانها إذا لم يمتثل أهلها بالولاء للنظام الإسلامي للدولة.
مطاردة قراصنة الفرنجة
في عام 837 هجريًا، أرسل السلطان المملوكي سيف الدين برسباي تجريدة حربية بحرية، لتطارد مراكب قراصنة الفرنجة بعد أن بلغه أنهم أخذوا خمسة مراكب للمسلمين أمام ساحل بيروت وفيها بضائع ورجال.
هزيمة العثمانيين أمام مماليك قايتباي
انهزم العثمانيون أمام المصريين بقيادة مماليك السلطان قايتباي، في عام 891 هجريًا، وراح ضحية هذه المعركة العديد من جنود الطرفين، والذين وصل عددهم إلى 4 آلاف قتيل، وكانت النصرة فيها للمماليك الذين أسروا عددًا كبيرًا من الجند الأتراك وغنموا مدافعهم وأسلحتهم، ثم زحف المماليك داخل الأناضول وحاصروا مدينة أضنة واحتلوها، ثم عاد الجيش إلى مصر منتصرًا وسط احتفاء وتهليل كبير من جانب الشعب المصري.
واقعة أليمة
في الثامن رمضان عام 907 هجريًا، تعذر على المسلمين البرتغاليين الصيام لأول مرة بسبب الاضطهاد الديني، فقد صدر أمر من الكنيسة الكاثوليكية بمطاردة كل مسلم وإجباره على الارتداد عن الإسلام، فتشتت الكثيرون منهم عبر شمال أفريقيا والمشرق العربي.