كتب – علا عثمان
إن الحضارة الإسلامية وضعت بصمتها في كل بقاع الأرض، من المحيط الهادي حتى الأطلسي. وها هو مسجد كول شريف تحفة فنية إسلامية على أراضي روسية، يُظهر لنا قوة وعراقة الثقافة الإسلامية، فإذا كُنت من المغتربين في دولة روسيا فلا تنسى أن تزور هذه التحفة المعمارية الثقافية الإسلامية خاصة في الأجواء الرمضانية الحالية..
متى وأين بُني مسجد كول شريف؟
يقع مسجد كول شريف في جمهورية تترستان التابعة لروسيا الاتحادية تحديدًا في مدينة قازان. بُني هذا المسجد في القرن السادس عشر، سُمي نسبة إلى القائد كول شريف «يُعتقد أنه من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم» الذي تُوفي وهو وطلابه في عام 1552، أثناء دفاعهم عن مدينة قازان ضد القوات الروسية، حيث دمر أمير موسكو العظيم وقيصر عموم روسيا الأول إيفان الرهيب المسجد في نفس العام.
وأُعيد بناؤه بدءً من 1996 وتم افتتاحه في 2005 بإسهامات من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، يمثل هذا المسجد مع كتدرائية بلاغوفيشينسك رمزًا لوحدة الديانتين الأساسيتين في المدينة؛ الأرثوزكسية والإسلام ولهذا تم إدراجه ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وصف مسجد كول شريف
يعتبرهذا المسجد هو المسجد الجامع في جمهورية تترستان، وهو ثاني أكبر المساجد في روسيا وأوروبا بعد مسجد قلب الشيشان، تبلغ مساحته حوالي 19 ألف متر مربع. حيث تسع ساحته الخارجية 10 آلاف مصلٍ، وقاعته الداخلية 5 آلاف، ويحتوي المسجد على قبة مركزية يبلغ ارتفاعها 39 مترًا وأربع مآذن بارتفاع 57 مترًا.
أبرز معالم المسجد من الداخل
يقع في الطابق السفلي من المسجد متحف الثقافة الإسلامية الذي يضم أكبر مصحف في العالم حيث يبلغ طوله مترين وعرضه مترًا ونصف. ويزن حوالي 800 كيلوجرام حيث تمت طباعته على الورق الإسكتلندي. ويضم العديد من اللوحات والرسومات للحكام المسلمين، وكثير من المجسمات التي تروي المعارك والمساجد والمباني الإسلامية القديمة.
متحف الثقافة الإسلامية بمسجد كول شريف
يقع في الطابق السفلي من المسجد، يعرض تاريخ الدول الإسلامية في منطقتي الفولغا والأورال. ويعتبر المتحف الإسلامي الوحيد في روسيا لذا يعتبرونه عاملًا لجذب السياحة في منطقة قازان، ويتم عمل رحلات إرشادية للمسجد بسعر 150 روبل للكبار و80 للطلاب والمتقاعدين والصغار.
وعند دخول المتحف تجد ثلاث قاعات، القاعة الأولى قاعة «الحضارة الإسلامية في الفولغا» بـ 500 روبل وكذلك القاعة الثانية قاعة «الإسلام من الإصلاح إلى العصر الحديث»، والقاعة الثالثة قاعة «التتار» وتُقام في المسجد بعد تحويله لمتحف دراسات عدة مثل الماجستير وغيرها.
