أطلقت منظمة الصحة العالمية، تحذيرًا جديدًا، فيما يتعلق بالتجمعات وانتشار فيروس كورونا المستجد، وكذا قامت بتقديم العديد من المعلومات حول اللقاحات المضادة للفيروس والفعالية التي توفرها، بما يسهم في مقاومة السلالات الجديدة المتحورة للفيروس والتصدي للتفشي السريع له.
لقاحات كورونا ومستوى الحماية من الفيروس
أكدت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، أن جميع اللقاحات المضادة لكورونا، تحمي بشكل كبير من حالات الإصابة الشديدة، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى دخول المستشفيات أو الوفاة، محذرةً من أن فيروس كورونا أصبح أكثر ذكاء فيما يخص الانتشار، خاصةً في التجمعات.
وجاء هذا التصريح، خلال حوار في المجلة المتلفزة “العلوم في خمس” والتي تبثها منظمة الصحة العالمية على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف التوعية والتثقيف بكل ما هو متعلق بفيروس كورونا وطبيعته، وكذا مدى تأثير التجمعات أثناء موسم الأعياد والمناسبات الحالية على زيادة أعداد المصابين.
وأشارت “سواميناثان”، إلى أن اللقاحات حتى وإن لم تمنع الإصابة بالعدوى بشكل كامل، إلا أنها توفر مناعة وقائية كافية في الجسم للحماية من الأمراض الشديدة، بما يشمل حالات العدوى بالسلالات المتحورة، مشددةً على ضرورة استمرار متلقي اللقاح في تطبيق الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي لما توفره من حماية إضافية من الإصابة بالفيروس.
وأضافت “سواميناثان”، أنه بالنظر إلى الدول التي بدأت عمليات التطعيم الخاصة بها، نجد أن المصابين بالفيروس من متلقي اللقاح لم تظهر عليهم أعراض شديدة، وبالتالي تم علاجهم في المنازل دون الحاجة إلى دخول المستشفيات، موضحةً أن اللقاحات أثبتت قدرتها على تقليل نسب الوفيات أيضًا.
إشكالية الجرعات الإضافية من اللقاحات
وعن الجرعات الإضافية من اللقاحات والتي أخذت حيزًا كبيرًا من النقاش خلال الفترة الماضية، توقعت “سواميناثان”، أن يتم الكشف خلال الأشهر القليلة القادمة عن نتائج التجارب السريرية، التي تبحث في اللقاحات الجديدة المعدلة، ومن ثم سيمكن اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان هناك احتياج للحصول على جرعات معززة من عدمه.
وعن التجمعات، حذرت “سواميناثان”، من التجمعات في أماكن مغلقة ذات تهوية سيئة، والتي تعد بيئة مناسبة لانتقال وتفشي الفيروس بصورة أكبر من شخص لآخر، مؤكدةً أن الفيروس أصبح أكثر ذكاءً في الانتشار، حيث إنه يبحث فقط عن الفرص في التجمعات الحاشدة، سواء كانت لحفلات الزفاف أو حفلات فنية أو المقاهي والمطاعم أو ما إذا كانت أحداثًا رياضية أو دينية، فإن كل هذه الأحداث لديها القدرة على أن تصبح بؤر لعدوى واسعة الانتشار.
وأضافت “سواميناثان”، أن الزيادة الهائلة في أعداد الإصابات نتجت عن التجمعات الجماهيرية، مناشدةً الجميع بضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية خلال هذه الفترة بالتحديد لأن برامج التطعيم في معظم البلدان لم تبدأ حتى في الاقتراب من مستويات مناعة القطيع، التي يحتاج إليها العالم، كما أن التجمعات تعرض الشخص ومن حوله من كبار السن والضعفاء على وجه التحديد إلى الخطر.