كتب: محمد مصطفى
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن إمكان لجوء مصر للحل العسكري لإنهاء أزمة سد النهضة.
وقال شراقي، في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد جامعات” إن الحل العسكري سيكون الخيار الأخير الذي ربما تلجأ إليه مصر، حال فشل الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن في حل النزاع، مشيرًا إلى أن القيادة المصرية أكدت أن جميع الخيارات متاحة وهو ما قد يجعلها تتجه لهذا القرار.
وأضاف شراقي: “قرار مثل الحرب هو خطر للغاية، وسيؤثر في المنطقة بالكامل وليس إثيوبيا فقط؛ فهو ليس قررًا سهلًا، إلا أنه متاح، ولكن في حال عجزت الأمم المتحدة عن حل الخلاف، وبالتالي سيكون قرار الحرب هو الأخير“.
وشدد شراقي، على أن مصر من حقها أن تدافع عن حقوقها المائية بالطريقة المناسبة، في حال عدم قدرة الأمم المتحدة على إعطاء مصر حقها المائي.
ولفت شراقي، إلى أن مصر متمسكة بالمفاوضات، في الوقت الحالي، مؤكدًا أن فليكس تشيسكيدى، رئيس الكونغو والاتحاد الإفريقي، يحاول إقناع رؤساء الدول الثلاث، لاستمرار المفاوضات.
وتابع أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بأن نقطة الخلاف بين الدول الثلاث تكمن في اللجنة الرباعية التي تريدها مصر والسودان أن تكون وسيطًا، فيما ترفض إثيوبيا هذا المُسمى وتتمسك بكونها لجنة مراقبة فقط، مشيرًا إلى أنها من الممكن أن يتم التوفيق بينهما عن طريق تسميتها باللجنة المُيسرة للمفاوضات أو استشارية، بحيث تتم عودة المفاوضات من جديد.
خطورة ضرب سد النهضة
وأردف: “إثيوبيا مُصرة باتخاذ موقف أحادي بملء سيد النهضة، خاصة أنها طلبت أن تبدأ بصرف مليار متر مكعب، وهو ما رفضه السودان، وهو ما يدعو الاتحاد الإفريقي لاتخاذ موقف سريع، لأنه في حال عدم اتخاذه موقفًا سريعًا لحل الأزمة، ستلجأ مصر والسودان لمجلس الأمن بالأمم المتحدة“.
فيما يتعلق بخطورة ضرب سد النهضة على دولة السودان، قال شراقي: “الأمر حاليا ليس خطيرًا، خاصة أن السد مملوء بنحو 5 مليار متر مكعب، وهو ما يساوي بحيرة طولها أكثر من 100 كيلو، ولذا فهذا الكم لن يخرج من إثيوبيا في يوم، بل يحتاجون إلى عدة أيام“.
وأكمل: “في حال بدأت إثيوبيا مرحلة التخزين الثاني لسد النهضة، سيكون الأمر أصعب، أما الآن فالعملية سهلة“.
واختتم شراقي: “وهذا الأمر سابق لأوانه، نحن الآن في انتظار قرار الاتحاد الإفريقي، ومصر حتى لم تلجأ لمجلس الأمن مباشرة، بل فضلت التمسك بالمفاوضات عن طريق الاتحاد الإفريقي“.