شنت العديد من دول العالم هجومًا كبيرًا، خلال الفترة الأخيرة، على لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد، والمطور من قبل شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد، وذلك على إثر انتشار تقارير توجه أصابع الاتهام إلى اللقاح بشأن التسبب في الإصابة بجلطات الدم، ما دعى عدد من الدول إلى تعليق استخدام اللقاح بشكل احترازي.
وعلى هامش هذه التقارير، أسرعت شركة أسترازينيكا في نفي الاتهامات الموجهة للقاحها، مؤكدةً سلامة وفعالية اللقاح في التصدي لجائحة كورونا، وهو الأمر الذي أيدته عدد من الهيئات الصحية البارزة حول العالم.
ضربة جديدة لأسترازينيكا
وفقًا لصحيفة “The Guardian”، أعلنت الهيئة التنظيمية للأدوية في الاتحاد الأوروبي وجود صلة بين لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا وبين الإصابة بجلطات الدم.
ومن جانبه، قال ماركو كافاليري، رئيس مديرية التهديدات الصحية واستراتيجية التطعيم في الوكالة الأوروبية، لوكالة فرانس برس، إن التقارير مازالت جارية لرصد أسباب هذه العلاقة الارتباطية بين اللقاح وجلطات الدم، موضحًا أنه سيتم الإعلان عن نتائج هذه التقارير يوم الأربعاء أو الخميس المقبل.
وصرح كافاليري، في وقت سابق، لصحيفة “إل ميساجيرو” الإيطالية، أنه يرجح وجود رابط حقيقي بين استخدام لقاح أسترازينيكا وإصابة متلقيه بجلطات الدم، موضحًا أن السبب وراء هذا الأمر غير معلوم حتى الآن بالنسبة للهيئة.
وكانت قد تلقت الوكالة حتى يوم 24 مارس تقارير عن 22 حالة جلطات دموية، و8 حالات أخرى لجلطات مرتبطة بنقص الصفائح الدموية، و 7 حالات وفاة، وذلك من إجمالي 18.1 مليون جرعة تم إعطاؤها.
هيئات صحية بارزة تدافع عن أسترازينيكا
وكانت المخاوف قد انتشرت في الآونة الأخيرة، تجاه اللقاح في العديد من دول العالم، على إثر رصد عدد قليل من الإصابات بجلطات الدم، وكذا بعض حالات الوفاة، والتي أرجع البعض أسبابها للقاح، ومن ثم تم تعليق استخدامه لحين صدور نتائج تحقيقات وكالة الأدوية الأوروبية، والتي دعت في وقت سابق، إلى الاستمرار في تلقي اللقاح، مؤكدةً أن مزاياه تفوق مخاطره.
وفي سياق متصل، انضمت منظمة الصحة العالمية إلى فريق المؤيدين لاستئناف العمل بلقاح أسترازينيكا، حيث أكدت في أكثر من موضع، أن اللقاح آمن وفعال بنسبة كبيرة في القضاء على فيروس كورونا المستجد، ولا يوجد أي صلة بينه وبين حالات جلطات الدم التي تم رصدها.
كما عكفت شركة أسترازينيكا على نشر مجموعة من البيانات حول اللقاح، سعيًا لتبديد الشكوك الدولية، والتي أكدت أن اللقاح فعال بنسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، وذلك من خلال الاعتماد على بيانات محدّثة لنتائج تجربة سريرية جرت في الولايات المتحدة الأمريكية وبيرو وتشيلي.
حالة من الجدل العالمي تجاه اللقاح
هذا واستأنفت بعض الدول العمل باللقاح من جديد، ولكن أوقفت كل من: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وأسبانيا، وفرنسا، وهولندا، وكندا، استخدام اللقاح لمن هم دون سن الـ 55 عامًا.
ووفقًا لـ “دويتش فيليه”، أوصت لجنة التطعيم الدائمة في ألمانيا، في بيان لها، في وقت سابق، بأن اللقاح يناسب الأشخاص الذين تبدأ أعمارهم من 60 عامًا، مضيفةً أنه بناء على المعلومات المتاحة حاليًا، فإن اللقاح يحمل آثارًا جانبية نادرة، ولكنها شديدة الخطورة تصل إلى الجلطات الدموية للأشخاص الأصغر سنًا.
وعن آثار اللقاح الجانبية على الشباب، قال البروفيسور نيل فيرغسون، من كلية امبريال لندن، لهيئة الإذاعة البريطانية، إن الجلطات أثارت تساؤلات حول ما إذا كان الشباب يجب أن يحصلوا على اللقاح، مؤكدًا أن هناك أدلة متزايدة على وجود خطر نادر مرتبط على وجه الخصوص بلقاح أسترازينيكا، يتعلق بالجلطات الدموية غير المعتادة والمصحوبة بنقص في الصفائح الدموية.