استطاعت مصر أن تخطف أنظار العالم بأسره، من خلال موكب المومياوات الملكية، هذا الحدث الأسطوري الفريد، الذي عكس اهتمامًا بالغًا بمدى تقدير وفخر الأبناء بتراث وماضي الأجداد، في حدث مهيب حظى بتغطية إعلامية واسعة على المستوى المحلي والعالمي.
وما كان هذا الحدث المهيب ليكتمل في هذا الوقت القياسي، دون جهود أبناء مصر وروح الإرادة القوية التي طالما ما كانت تدفعهم إلى المضي قدمًا نحو تنفيذ موكب ذهبي يليق بعظمة تاريخ ملوك وملكات مصر القديمة ويعرب عن مدى الاعتزاز والفخر بتاريخ مصر العريق، وكذا يبرز العديد من المواهب الشابة المصرية، والتي يتمثل أبرزها في قصة موهبة الطالبة نادين عبد الحليم.
انتقل “صدى البلد جامعات” إلى صفوف أحفاد الأجداد، لينقل لكم موهبة فريدة من نوعها، استطاعت أن تثبت كفاءتها وجدارتها، في سن صغير، لتزين تصميماتها موكب الأجداد الذهبي..
رسومات وتصميمات ترصد تاريخ مصر
تمكنت نادين عبد الحليم، الطالبة في الفرقة الأولى بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، أن تكن من أصغر المشاركات في موكب المومياوات الملكية، بفضل العزيمة والإصرار على النجاح، لتنضم لرفقة 20 طالبًا وطالبة من كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية، الذين أخرجوا إلينا رسوم وتصميمات جدارية أضافت جمالًا ساحرًا لساحات الداخلية بالمدخل الرئيسي للمتحف القومي المصري للحضارة بالفسطاط.
وعن مشاركتها في هذا الحدث، وصفت نادين، هذه المشاركة بالعظيمة التي استطاعت من خلالها تمثيل مصر بشكل مشرف بالتعاون مع زملائها، موضحةً أن هذه الرحلة، التي تمت تحت إشراف أساتذة كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية والفنون التطبيقية، أكسبتها العديد من الخبرات على كافة المستويات.
وأوضحت نادين، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد جامعات“، أن الجداريات جاءت لتعبر عن حقب تاريخية مختلفة، وهي: حقبة التاريخ المصري القديم، والتاريخ القبطي، والتاريخ الشعبي، وذلك من خلال الأشكال والرسوم، والتي تم تصميمها من قبل أساتذة الكليات، وتولت نادين وزملائها مهمة التنفيذ.
إصرار وإرادة قوية
ومنذ نعومة أظافرها، أولت “نادين” اهتمامًا بالغًا بالرسم والفنون، حيث تشكلت بذور هذه الموهبة في الصف الثالث الابتدائي، عندما لاحظت معلمة الرسم في المدرسة، تميز الرسوم الخاصة بها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل واصلت “نادين” طريقها دون كلل أو ملل، وأخذت في التعلم بشكل مستمر، لتشارك بلوحاتها لأول مرة في أحد المعارض المصرية، عندما كانت طالبة بالصف الثاني الإعدادي.
وبفضل المثابرة والإصرار، زينت لوحات “نادين” العديد من المتاحف والمعارض المصرية والعالمية، والتي أثنى عليها عليها العديد من الأساتذة ورواد الفن التشكيلي في مصر، كما تم اقتناء إحدى لوحاتها لصالح أحد معارض الدنمارك.
وإلى جانب هذه المسيرة المكللة بالنجاح، تابعت “نادين”، أنها تحرص على حصد أعلى الدرجات في المشاريع الخاصة بالكلية، معربةَ عن حبها الشديد لمجال دراستها، الذي أصرت على اختياره، لصقل الموهبة الفنية بالدراسة.
وعن الطموحات المستقبلية، أعربت “نادين” عن استعدادها للتطوع في العديد من الأحداث الأخرى لتمثيل مصر، بالإضافة إلى سعيها لتحقيق حلمها في أن تصبح من ضمن طاقم التدريس في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، لنقل كافة المعارف والخبرات التي اكتسبتها خلال رحلتها إلى الآخرين.