أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه رئاسة البلاد، اهتمامًا خاصًا بملف التعليم في مصر، معتمدًا بذلك على آليات ووسائل جديدة للنهوض بهذا القطاع، بما يخدم مصلحة الطلاب والمجتمع في آن واحد، ولتجني العملية التعليمية ثمارها وأهدافها المنشودة، والتي يتمثل أبرزها في تحقيق تنمية ونهضة شاملة لمختلف قطاعات المجتمع، نظرًا للدور الكبير الذي يلعبه التعليم في النهوض بأي أمة.
وفي هذا السياق، تجلى هذا الاهتمام الذي تقدمه الدولة المصرية لقطاع التعليم في مشروع المدارس اليابانية، والذي بدأ كفكرة عام 2016، ليتحول هذا الحلم إلى واقع بفضل الإرادة القوية والتخطيط الجيد، محققًا العديد من النجاحات على كافة الأصعدة.
ويرصد لكم “صدى البلد جامعات” أبرز المعلومات حول المدارس اليابانية في مصر، وأهم أساليب التدريس الحديثة التي يتم تقديمها من خلالها..
فكرة إنشاء المدارس اليابانية
ترجع بدايات هذه الفكرة، إلى 28 فبراير عام 2016، عندما زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، دولة اليابان، وتم توقيع اتفاقية الشراكة المصرية اليابانية في التعليم، بهدف نقل تجربة اليابان الناجحة في التعليم العام والفني، إلى أرض مصر، حيث وجه السيسي ببناء 100 مدرسة مصرية يابانية، مع تدريب معلميها على مستوى متقدم على أيدي خبراء يابانيين لضمان تحقيق المشروع لنتائجه المرجوة.
وفي يناير 2017، أعلنت وزارة التربية والتعليم، إنشاء وحدة لإدارة مشروع المدارس اليابانية داخل الوزارة، تتضمن 34 مدرسة موزعة على جميع المحافظات المصرية.
وتحول هذا المشروع الكبير إلى واقع ملموس في عام 2018، حيث شهدت المدارس اليابانية، إقبالًا كثيفًا من جانب أولياء الأمور، فكانت بديلًا ومنافسًا قويًا للمدارس الدولية الخاصة، من خلال تقديمها لأحدث المناهج الدراسية المتطورة وتوظيف التكنولوجيا بما يسهم في تلبية احتياجات الطلاب المعرفية بأسعار مخفضة مقارنةً بالمدارس الدولية الخاصة.
مناهج عالمية برؤية مصرية
تعتمد المدارس اليابانية على أسس نظام «التوكاتسو» الياباني، الذي يركز على سلوكيات الطلاب والمعلمين، ويعتمد بشكل كبير على إدراج الأنشطة ضمن عملية التعلم، وذلك بهدف توفير تجربة تعليمية مميزة وممتعة للطلاب، كما تعتمد المدارس اليابانية على تطبيق مناهج ذات طبيعة دولية، وهناك خطة شاملة لتعميم التجربة في مختلف المحافظات، وبالتالي تستطيع الحكومة تقديم أكثر من نظام مدرسي لكل الفئات، المقتدرة وغير المقتدرة.
وإلى جانب أنشطة “التوكاتسو”، تقدم المدارس اليابانية، المنهج الدراسي المصري الجديد باللغة الإنجليزية، حيث إن لغة التدريس فى المدارس هى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى تدريس منهج المستوى الرفيع في اللغة الإنجليزية Connect Plus.
وتحرص المدارس اليابانية على التواصل المستمر مع أولياء الأمور، وإشراكهم في العملية التعليمية، وذلك من خلال إطلاقها لتطبيق “وينجي جو”، وهو تطبيق تم تصميمه خصيصًا للتواصل بين المدارس المصرية اليابانية وبين الطلاب وأولياء الأمور، كما يتضمن التطبيق كل الجداول ومواعيد البث الخاصة بكل ماده دراسية.
هذا وتسع الفصول الدراسية في المدارس اليابانية 35 طالبًا، حيث يتم تخصيص مقعد لكل طالب، بالإضافة إلى اهتمام المدرسة بتوفير العديد من الخدمات الترفيهية للطلاب، والتي تتمثل في الملاعب الرياضية وغرف الموسيقى والرسم والمساحات الواسعة للتجول والتنزه أثناء فترات الاستراحة المدرسية.
إشادات عالمية
أشادت صحيفة “جابان تايمز” اليابانية، في وقت سابق، بنجاح تجربة افتتاح أكثر من 40 مدرسة على الطريقة اليابانية في مصر منذ عام 2018، موضحةً أنه تم إطلاق هذا المشروع بالشراكة مع الحكومة اليابانية، في إطار تحقيق تجربة تعليمية متكاملة الأركان.
وجدير بالذكر، جدير بالذكر أن عدد المدارس المصرية اليابانية، سيبلغ 43 مدرسة داخل 24 محافظة على مستوى الجمهورية خلال العام الدراسي 2020/2021