حققت دولة الإمارات، نجاحًا ساحقًا، في مجال علوم الفضاء، هذا العام، من خلال إطلاقها لمسبار الأمل، الذي اتجه صوب المريخ، بنجاح، في حدث ضخم بثته وسائل الإعلام العربية والعالمية، وكذا مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، باعتباره خطوة في طريق إنجاز عظيم للدول العربية، والعلماء العرب.
ويأخذكم “صدى البلد جامعات”، من خلال هذا التقرير، في جولة قصيرة، للتعرف على رحلة مسبار الأمل، وإلام وصل حتى الآن، وأهم الأهداف المرجوة من هذه المهمة..
نجاح المناورة الأولى لمسبار الأمل
أعلن حساب مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، عبر تغريدة، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، انتقال المسبار من مدار الالتقاط إلى المدار العلمي، بعد نجاح المناورة الأولى، عبر تشغيل محركات دفع المسبار التي استمرت لمدة 8.56 دقيقة.
وبحسب المشروع، فان المسبار استقر الآن في مداره النهائي حول كوكب المريخ، استعدادًا لبدء مهمته العلمية التي ستستمر لمدة عامين، وقد يتطلب فقط توجيهًا طفيفًا لمساره في وقت لاحق.
وأضاف المشروع، أنه في 15 مارس 2021، تم التقاط مسبار الأمل، عبر كاميرا الاستكشاف (EXI)، صورة أحادية اللون، لموقع “Cerberus Fossae”، الذي يتشكل من نظام شقوق يمتد لأكثر من 1000 كيلومتر على سطح المريخ، بمقياس مكاني يبلغ حوالي 180 متر للبكسل.
المسبار يجتاز آخر لحظة حرجة بنجاح
ووفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية، قال عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، إن مناورة انتقال مسبار الأمل إلى المدار العلمى بالغة الأهمية، حيث وصفها بأنها آخر لحظة حرجة للمهمة ككل، نظرًا لما كانت تواجهه من احتمالية فقدان المسبار خلال المناورة، مؤكدًا أنه يتم إجراء تقييم للنتائج خلال الفترة الحالية، وبالتالي لن يكون هناك حاجة إلى إجراء مناورة أخرى كبيرة لتعديل المدار.
هذا وانتقل مسبار الأمل من مدار الالتقاط، البالغ 1.063 كم إلى 42.461 كم، إلى مدار علمى يبلغ 20.000 كم إلى 43.000 كم، وتعد هذه المناورة آخر عملية خطرة لاستخدام محركات الدفع خلال رحلة مسبار الأمل منذ انطلاقه إلى الفضاء يوم 20 يوليو 2020.
وقالت حصة المطروشي، نائبة مدير المشروع للشؤون العلمية، إنه بمجرد الوصول إلى المدار العلمي المستقر، وبدء استخدام الأدوات العلمية، سيتم البدء في بناء مجموعات البيانات واختبار الأنظمة من خلال البيانات الحية، موضحةً أن هذه البيانات سيتم معالجتها وتنسيقها ومشاركتها مع المجتمعات العلمية والأكاديمية في العالم بشكل مفتوح من خلال موقعنا الإلكتروني.
مهمة مسبار الأمل
تتلخص مهمة مسبار الأمل في جمع البيانات العلمية حول كوكب المريخ، وهي عملية معقدة تتألف من إجراء عدة دورات حول الكوكب الأحمر، وتحديد كل مجموعة من القياسات، وذلك لبناء صورة متكاملة لحركة الغبار والجليد وبخار الماء في طبقات الغلاف الجوي الخاصة بالكوكب، كما يهدف إلى قياس درجات الحرارة في طبقات الغلاف الجوي، وانتشار كل من غاز الهيدروجين والأوكسجين وأول أوكسيد الكربون والأوزون.
ويتيح المدار البيضاوي الفريد لمسبار الأمل، بزاوية 25 درجة، جمع بيانات وصور عالية الدقة للغلاف الجوي للكوكب كل 225 ساعة، أي ما يعادل 9.5 أيام.
ويحمل مسبار الأمل 3 أجهزة علمية هي: كاميرا الاستكشاف، وهي كاميرا رقمية بدقة 12 ميغابكسل تلتقط صورًا عالية الدقة للمريخ إلى جانب قياس الجليد المائي والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي عبر حزم الأشعة فوق البنفسجية، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، والذي يجمع معلومات حول درجات حرارة السطح والغلاف الجوي، ويقوم بقياس التوزع العام للغبار وسحب الجليد وبخار الماء في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
أما عن الجهاز الثالت، فيتمثل في المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية، الذي يقيس نسب الأكسجين وأول أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتنوع الهيدروجين والأكسجين في الطبقة العليا من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وجدير بالذكر، أن مسبار الأمل الإماراتي، هو أول مهمة استكشافية عربية تقترب إلى هذا الحد من مدار كوكب المريخ، وأصبحت الإمارات خامس دولة على مستوى العالم، وأول دولة على مستوى العالم العربي، تصل إلى الكوكب الأحمر.
وتسعى الإمارات من خلال هذه المهمة، لتنفيذ مشروع عملاق يعزز الريادة الإماراتية في عالم الفضاء، وبناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول عام 2117.