ما زالت هناك مجموعة من الأسئلة والاستفسارات تتعلق بفيروس كورونا المستجد، وشكل الحياة المتوقع بعد انتهاء ماراثون التطعيمات باللقاحات المضادة للفيروس في العديد من دول العالم، والذي يعد طوق النجاة الوحيد من هذه الجائحة.
وفي هذا السياق، أجابت منظمة الصحة العالمية، عن العديد من التساؤلات فيما يتعلق بجدوى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ومدى تأثيرها في منع انتقال وتفشي الفيروس، ومن ثم عودة الحياة إلى وتيرتها المعتادة من جديد.
اللقاحات تسهم في التقليل من مدة الإصابة
أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات تقلل من احتمالية انتقال الفيروس إلى شخص آخر، مشيرةً إلى أن تلك النتائج المثيرة للاهتمام بدأت بالفعل في الظهور في وقت مبكر.
وتابعت قائلة، إن تلك النتائج تتعلق بدراسة أو دراستين فقط، أي أنها لا تشمل كل اللقاحات التي تم اعتمادها في وقت لاحق، ما يفسر سبب استمرار تأكيد المنظمة، رغم طرح اللقاحات، على الحرص على مواصلة ارتداء الكمامات الواقية والالتزام بالإجراءات الوقائية.
كما أكدت الدكتورة كاثرين أوبراين، رئيسة قسم المناعة في منظمة الصحة العالمية، في لقاء مع مجلة “العلوم في خمس” التي يبثها موقع المنظمة، أن غالبية نتائج التطعيم باللقاحات حتى الآن، تؤكد فعاليتها في مواجهة كورونا بشكل عام، وحالات الإصابة الشديدة بشكل خاص.
وأضافت “أوبراين”، أن الأدلة المبكرة، التي حصل عليها قسم المناعة في المنظمة العالمية، توضح أن اللقاحات وقائية ضد ظهور الأعراض، فضلًا عن وجود أدلة تشير إلى أنها تمنع الإصابة بالعدوى في الجهاز التنفسي العلوي، موضحةً أن التطعيم باللقاح يقلل من مدة الإصابة، حتى لو حدث أن أصيب الشخص بالعدوى.
وتابعت “أوبراين”، أن البيانات المبكرة لنتائج حملات التطعيم حول العالم، كشفت أن وجود الفيروس للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، يكون أقل في الجهاز التنفسي عند حدوث العدوى، مقارنةً مع من لم يحصلوا على التطعيم.
اللقاحات ومعركة القضاء على السلالات المتحورة للفيروس
وعن دور اللقاحات في القضاء على السلالات المتحورة للفيروس، قالت “أوبراين”، إن ما هو معروف عن اللقاحات المستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، هو أنها مازالت فعالة بالنسبة لمعظم المتغيرات، وربما لا تكون فعالة بالدرجة نفسها التي توفرها ضد الفيروس الأصلي لكنها مازالت تتمتع بفاعلية كبيرة.
وتوقعت” أوبراين”، استمرار ظهور المزيد من المتغيرات والتحورات لفيروس كورونا المستجد، مشيرةً إلى دور مصنعي اللقاحات في العمل على محاولة تطوير أو زيادة فعالية اللقاحات تجاه السلالات الجديدة، وذلك في ضوء ما يتم الحصول عليه من معلومات جديدة حول كيفية تفاعل هذه المتغيرات مع اللقاحات.
وشددت “أوبراين”، على أهمية الاستمرار في ارتداء الكمامات الواقية حتى بعد الحصول على اللقاح، فلا يوجد لدى العلماء أدلة نهائية بشأن الدرجة التي يمكن الحصول عليها من كل اللقاحات للوقاية من الإصابة بالعدوى، أو بشأن كل السلالات المتحورة، أو حتى المتغيرات التي ستظهر في المستقبل.
الجرعة المناسبة من اللقاح
قالت “أوبراين”، إن منظمة الصحة العالمية، ما زالت توصي بأنه إذا كان الشخص مصاباً بكورونا، فيجب أن يحصل على دورة كاملة من اللقاحات المتوفرة والمتاحة له، وبالتالي إذا كان اللقاح المتاح يتكون من جرعتين، فيجب عندئذ أن يحصل الشخص على الجرعتين كاملتين، للوقاية من الفيروس وسلالاته المتحورة، معللة ذلك بأنه لا يوجد دليل حتى الآن عن فعالية الجرعة الواحدة من اللقاح بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، وكذا مدة الحماية التي توفرها الجرعة الواحدة.
و استطردت “أوبراين” قائلة، إنه تم بالفعل متابعة أدلة مبكرة على أن جرعة واحدة من اللقاح، خصوصًا بين الأشخاص الذين سبق إصابتهم بالفيروس، تعطي استجابة قوية للأجسام المضادة وتقوي المناعة التي تطورت نتيجة المرض الذي أصيبوا به.