أثيرت موجة من الجدل في الولايات المتحدة الأمريكية، في الفترة الأخيرة، يتعلق بالمسافة الآمنة بين الطلاب وبعضهم البعض في الفصول الدراسية في المدارس، ما يحقق منع انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، وكذلك الاستمرار في تقديم المدارس لخدماتها التعليمية للطلاب بشكل طبيعي.
وفي هذا السياق، قام مركز مكافحة الأمراض الأمريكي بتحديث الإرشادات الخاصة به الموجهة للمدارس، فيما يتعلق بقواعد التباعد الاجتماعي الواجب اتباعها في المدارس، والتي اشترطت تطبيقها في ظروف معينة، بما يتناسب مع الفئات العمرية المختلفة لطلاب المدارس..
مسافة تباعد 3 أقدام بين الطلاب
وفقًا لموقع Medscape الطبي، وجه مركز مكافحة الأمراض الأمريكي، نصيحة جديدة للمدارس، تفيد بأن الطلاب الذين يرتدون الكمامات يمكنهم الجلوس بأمان على بعد 3 أقدام فقط في الفصول الدراسية، بدلًا من القاعدة السابقة التي كانت تقضي بضرورة تطبيق مسافة تباعد تُقدر بـ 6 أقدام في الفصول الدراسية، وهذا الأمر كان عبئًا على المدارس من ناحية السعة الاستيعابية للفصول الدراسية.
وقالت روشيل والينسكي، مديرة مركز مكافحة الأمراض الأمريكي، إنها تعرف تمامًا الصعوبات التي تواجه الطلاب والآباء وكذلك مقدمي الرعاية، عندما لا يتوفر التعليم الشخصي في المدارس، وذلك باعتبارها أم لـ 3 أشخاص، موضحةً أن التحديات التي يواجهها الأطفال في المجتمعات منخفضة الموارد، بالإضافة إلى الأطفال المنتمين إلى الأقليات العرقية وذوي الهمم.
الإرشادات الجديدة لمركز مكافحة الأمراض الأمريكي
أوصى المركز، بأن يتم تطبيق مسافة 3 أقدام بين الطلاب في المدارس الابتدائية، في حالة ارتداء الطلاب للكمامات، بغض النظر عما إذا كانت معدلات انتشار العدوى في المجتمع منخفضة أو معتدلة أو مرتفعة.
ووجه المركز، بتطبيق المسافة نفسها في المدارس الإعدادية والثانوية في المجتمعات التي لا يكون فيها مستوى انتقال العدوى مرتفعًا، أما المناطق التي تزداد فيها معدلات انتشار العدوى فيجب أن تكون مسافة التباعد المتبعة 6 أقدام كحد أدنى.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب الضغط المتزايد من جانب مسؤولي الدولة على مركز مكافحة الأمراض الأمريكي لتحديث المبادئ التوجيهية للمدارس، وضغطت السيناتور سوزان كولينز، على مديرة المركز، أثناء جلسة استماع عقدتها لجنة في مجلس الشيوخ، فقالت إن الطلاب واجهوا اضطرابات نفسية بسبب التعلم عن بعد لفترات طويلة.
وإلى جانب الإرشادات الجديدة ، أصدر المركز 3 دراسات جديدة، تبين أن مسافة 3 أقدام كافية في العديد من الحالات، ولكن فقط في المجتمعات المحلية التي تتبع إجراءات احترازية مشددة.
وأوضحت “والينسكي” أن التوصيات تختلف بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، نظرًا للاختلافات في خطر انتقال العدوى على أساس السن، لذلك يوصي المركز المعنيين بالحفاظ على مسافة تباعد 6 أقدام في المدراس الإعدادية والثانية في المجتمعات ذات معدلات الإصابة العالية، لأن الفيروس ينتشر بين الطلاب الأكبر سنًا على الأرجح.
الوضع الوبائي في الولايات المتحدة الأمريكية
وعن اللقاحات، قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الجرعات المتاحة من اللقاحات أثبتت قدرتها على مواجهة السلالة الجديدة المتحورة لفيروس كورونا المستجد والتي شوهدت في بريطانيا لأول مرة، ومن المتوقع أن تكون هي السلالة المهيمنة في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي، ووصف هذا الأمر بالخبر السار.