شهد هذا العام سلسلة من الخطط والتطلعات لبعض دول العالم، فيما يتعلق بالاستكشافات الفضائية، بدايةً من مهمة مسبار الأمل الإماراتي ومسبار “تيانوين-1” الصيني وخطط إنشاء أول فندق فضائي، وصولًا إلى طموحات الصين في الإقامة طويلة الأمد على سطح القمر.
تأتي هذه الخطط، بالتزامن مع توقيع الصين وروسيا لمذكرة تفاهم لإنشاء محطة أبحاث علمية دولية على سطح القمر، التي ستفتح الباب أمام جميع الدول المهتمة بالمشاركة والشركاء الدوليين، كما ستعزز من تبادلات البحث العلمي، لدعم الاكتشاف السلمي واستخدام البشرية للفضاء، ومن المتوقع أن تركز المحطة على أنشطة البحث العلمي متعددة التخصصات على سطح القمر أو في المدار القمري، ومن بينها استكشاف واستخدام القمر، وإقامة محطة مراقبة على القمر، وتجارب علمية رئيسية وتكنولوجيا التحقق، وذلك وفقًا لما أعلنته إدارة الفضاء الوطنية الصينية.
خطة الصين في الإقامة الطويلة على سطح القمر
وفقًا لـ “رويترز”، قال ووي وي رن، كبير مصممي برنامج استكشاف القمر، إن الصين تسعى إلى بقاء روادها على سطح القمر لفترات طويلة، للتمكن من قيام الدراسات العلمية بمجرد تأسيسها لمحطة الأبحاث المنتظرة.
وأضاف ووي وي رن، أن الصين ستكون على مقربة من تحقيق عمليات هبوط رواد الفضاء على سطح القمر، وذلك إذا تم تطبيق مشروع أبحاث القمر بنجاح، موضحًا أن رواد الفضاء الصينيين سيتمكنوا من البقاء على سطح القمر لفترات زمنية طويلة مقارنةً برواد الفضاء الأمريكيين الذين لم يتمكنوا من البقاء هناك سوى 10 ساعات بعد الهبوط.
وأشار ووي وي رن، إلى أن الصواريخ الصينية ليس لديها حالياً قوة دفع كافية لإرسال رواد فضاء للقمر، ولذلك تهدف الصين إلى تحقيق تقدم كبير في تصميم الصواريخ في الفترة بين عامي 2021 و2025، موضحًا أن مهمة الصين القادمة للقمر ستعود بعينات من القطب الجنوبي.
وفي سياق متصل، أعلنت الصين اعتزامها إطلاق سلسلة من المهمات دون رواد، خلال هذا العقد، ويشمل إقامة قاعدة آلية تدار عبر الروبوت لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، وذلك قبل أن تبدأ في إطلاق مهمات مأهولة للهبوط على سطحه.
وجدير بالذكر، أن الصين قد أطلقت سلسلة من البعثات القمرية فى السنوات الأخيرة، بنجاح، التي شملت جلب عينات من القمر إلى الأرض، في العام الماضي، لتصبح الصين بذلك، ثالث دولة تجلب عينات من القمر إلى الأرض، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق، وهذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 45 عامًا التي يتم فيها الحصول على عينات من تربة القمر وصخوره إلى الأرض.