وجهت بعض دول العالم، اتهامًا للقاحات المضادة لكورونا، المطورة من قبل شركة الأدوية أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد، حيث ربطت هذه الدول ما بين التطعيم باللقاح وخطر الإصابة بتجلط الدم، كأثر من الآثار الجانبية المرافقة للتطعيم، حيث أوقفت كل من: الدنمارك والنروج وبلغاريا وأيسلندا وإيرلندا، استخدامه، الأسبوع الماضي، وسط تزايد المخاوف من تسببه في الجلطات الدموية.
أسترازينيكا تخرج عن صمتها
وفي هذا السياق، أصدرت شركة أسترازينيكا بيانًا جديدًا يوضح حقيقة اتهام لقاحها بالتسبب في الجلطات الدموية لدى الأشخاص، حيث أكدت الشركة، أنها أجرت مراجعة مفصلة على من تلقوا لقاحها المضاد لكورونا، وتبين عدم ظهور دلائل على زيادة خطر حدوث تجلط في الدم.
واعتمدت الشركة في نتائجها، على مراجعة دقيقة لجميع بيانات السلامة المحتملة لأكثر من 17 مليون شخص من متلقي اللقاح في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ولم تظهر أي دلائل على زيادة خطر الانسداد الرئوي أو تجلط الأوردة العميقة أو قلة الصفائح الدموية في أي فئة عمرية محددة أو جنس معين أو في أي بلد بعينه.
كما أعلنت أسترازينيكا، أنها أجرت اختبارات إضافية، بالتعاون مع السلطات الصحية الأوروبية، والتي لم تسفر عن أي نتائج مثيرة للقلق، مؤكدةً أنه لا توجد أي مشكلات تتعلق بجودة أي من الدفعات الخاصة بلقاحها والتي تم استخدامها في أنحاء أوروبا وأنحاء العالم.
هذا وأقرت السلطات الصحية في الاتحاد الأوروبي والعديد من البلدان، استخدام لقاح أسترازينيكا الذي طورته الشركة بالتعاون مع جامعة أوكسفورد، لكن الهيئات التنظيمية الأميركية لم تقره بعد.
منظمة الصحة العالمية تؤكد سلامة اللقاح
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنه لا يوجد سبب للتوقف عن استخدام لقاح شركة أسترازينيكا، تعليقًا على قيام بعض الدول بوقف استخدامه وعمليات نشره، موضحةً أن لجنتها الاستشارية الخاصة باللقاحات، تحقق في سلامة البيانات الواردة من قبل بعض الدول، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى وجود علاقة ارتباطية بين لقاح أسترازينيكا وتجلط الدم.
وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي، إن أسترازينيكا هو لقاح ممتاز كسائر اللقاحات المستخدمة لمواجهة كورونا، داعيةً إلى الاستمرار في استخدام اللقاح، والتحقيق في أي مخاوف مرتبطة بالسلامة.
ومن جانبها، قالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة، إنه بعد حقن أكثر من 260 مليون جرعة من اللقاحات كافة حتى الآن في أنحاء العالم، لم يتم رصد أي حالة وفاة مرتبطة بتلقي اللقاح.
كما قالت وكالة الأدوية الفرنسية، في وقت سابق، إنها اتفقت مع وكالة الأدوية الأوروبية على الاستمرار في استخدام لقاح أسترازينيكا، مضيفةً أن الوكالة بدأت في دراسة سلامة اللقاحات المضادة لكورونا الموجودة في فرنسا.
وأشارت هيئة تنظيم الأدوية بالاتحاد الأوروبي، إلى أنه ينبغي إضافة الحساسية الشديدة إلى الآثار الجانبية المحتملة للقاح أسترازينيكا، وذلك بعد مراجعة 41 تقريرًا عن حساسية مفرطة محتملة رُصدت بين قرابة 6 ملايين عملية تلقيح في بريطانيا، حيث يأتي ذلك بعد أيام من إعلانها، أنها ستحقق في حالة منفصلة متعلقة بتجلط الدم، والتي تم رصدها في الدنمارك، وتم تعليق استخدام اللقاح على أثرها، ولكنها أكدت أن اللقاح لازال آمنًا، نظرًا لأن الآثار الجانبية المعروفة يمكن أت تحدث على مستويات قليلة للغاية، كما أن معلومات المنتج الخاصة بلقاح أسترازينيكا تنبه إلى إبقاء الأشخاص تحت المراقبة عن كثب لـ15 دقيقة على الأقل بعد تلقي اللقاح، وذلك لرصد أي تفاعلات حساسية.