منذ بداية تأسيس جامعة القاهرة، التي تعد ثاني أقدم الجامعات المصرية، كانت ولازالت منارة للعلم والمعرفة، حيث حملت الجامعة على عاتقها، مهمة تنوير وتثقيف الطلاب، من خلال خدماتها التعليمية المختلفة، التي أسهمت في تخريج العديد من العلماء والمفكرين والأدباء.
ولم يقتصر الأمر على الجانب التعليمي، فعلى مدار السنوات، تعاظم دور جامعة القاهرة في حياة الطلاب، ليمتد إلى الجانب الاجتماعي، بإنشاء المدن الجامعية التي عاش في كنفها الطلاب الذين جمعهم هدف واحد، هو هدف التعلم.
وفي هذا السياق، يأخذكم “صدى البلد جامعات” في جولة تاريخية قصيرة، للتعرف على قصة إنشاء المدن الجامعية بالقاهرة..
بدأتها كلية الآداب
يمتد تاريخ المدن الجامعية بالقاهرة التي تشغل مساحة 46 فدان من أراضي الجامعة المطلة على شارع ثروت، إلى عصر الملك فاروق، الذي قام بوضع حجر الأساس فى 12 فبراير 1949، وأما عن بذور الفكرة، فقد صدر أول تفكير فى إنشاء مساكن لطلاب جامعة القاهرة عن لجنة الجامعة التى تم تشكيلها عام 1917 وقدمت تقريرًا للتنفيذ، وهو الأمر الذي جعل كلية الآداب تبدأ في عملية استئجار بيت يضم الطالبات مقابل أجر مالي قليل، بالإضافة إلى توفير المأكل ووسائل الراحة كالمكتبة والتليفون، كما تم تعيين مشرفة على شئون الطالبات لرعايتهم.
وفى 4 سبتمبر عام 1945، صدر مرسوم بإعادة نظام منشأة المدينة الجامعية ثم استبدل بهذا المرسوم، مرسوم آخر فى 18 ديسمبر عام 1952، وتم تعديله بقرار من مجلس الوزراء الصادر فى 24 أغسطس عام 1955، باعتماد لائحة النظام الدراسى والتأديبى الاجتماعى لطلاب الجامعات الذى نصت المواد 153 وما بعدها منه على الأحكام الخاصة بالمدن الجامعية، ثم ألغيت هذه اللائحة بقرار رئيس الجمهورية فى 23 ديسمبر عام 1956 الصادر باللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات المصرية.
تاريخ الافتتاح
تم افتتاح المبنى السكني الأول، يوم الجمعة الموافق 6 مايو عام 1949، الذي يقع على سطح مساحته 1300 متر تقريبًا، ومكون من 5 طوابق، ليتسع بذلك إلى 300 طالب، وبدأ في فتح ذراعيه للطلاب منذ العام الجامعي 1949-1950.
واستمرت الجامعة في تأسيس العديد من المباني السكنية الأخرى، سعيًا لخدمة الطلاب، حيث تم تأسيس المبنى السكني الثاني، الذي جاء على نسق المبنى الأول، في العام الجامعي 1952-1953، فضلًا عن إنشاء 4 مجموعات سكنية أخرى، تتألف كل منها من مبنيين متجاورين ومساحة كل مجموعة 1500 متر تقريبًا.، وتتكون هذه المبانى من 5 طوابق، لتضم كل مجموعة منها 250 طالبًا، وقد أقيمت إحدى هذه المجموعات على جزء من أرض كلية الزراعة بالجيزة وتم تخصيصيها لسكنى الطالبات وتم افتتاحها عام 1956-1957.
واستكمالًا لجهود وإسهامات جامعة القاهرة، أنشأت الجامعة، مدينة رعاية الطلاب للطلبة، التى تم افتتاحها فى شهر فبراير عام 1978 بـ 3 مبانى، ثم انتهى إتمام المبنى الرابع عام 1980-1981 ، بحيث يقوم كل مبنى على مسطح 1150 مترًا مربعًا، ويتكون من 5 أدوار، ويتضمن كل مبنى 5 شقق ثلاثية الحجرات و5 شقق ثنائية الحجرات، ولكن مع مرور الوقت ونظرًا لزيادة أعداد الطلاب المغتربين، تم تحويل معظم الحجرات الفردية إلى حجرات زوجية، لزيادة الطاقة الاستيعابية للمدن، حيث بدأ هذا التحويل تدريجيًا منذ بداية العام الجامعي 1988-1989.
السعة الاستيعابية للمدن الجامعية
وبذلك، تمثلت الأماكن المتاحة لاستقبال الطلاب بالمدن الجامعية في القاهرة، في: مدينة الطلبة، التي تضم 14 مبنى وتسع 5705 طالب، ومدينة رعاية الطلاب، والتي تضم 4 مبانى وتسع 1980 طالبًا، ومدينة الطالبات التي تشتمل على 10 مبانى وتسع 2900 طالبة، لتُقدر السعة الإجمالية للمدن الجامعية بـ 10585 طالب وطالبة.
أما الأماكن المتاحة لسكن المعيدين، فتمثلت في: مبنى مخصص للمعيدين بمدينة رعاية الطلاب، الذي يضم 85 حجرة، وبيت المعيدين بالدقي الذي يضم 48 حجرة، فضلًا عن إنشاء استراحة للسكن لأيام متقطعة، وأيضًا بيت المعيدات بالدقى الذي يتكون من 50 حجرة.
وتضم المدن الجامعية بالقاهرة، مطاعم مكونة من طابقين، وتوجد 4 صالات لطلاب المدن المقيمين وتسع كل صالة 750 طالبًا فى المرة الواحدة، ولكل صالة سلم مستقل للدخول وسلم آخر للخروج، بالإضافة إلى مطعم مدينة الطالبات وهو مكون من 3 طوابق، ومطعم مدينة رعاية الطلاب، والذي تم تجهيزه بالآلات والمعدات الحديثة فى تقديم الوجبات للطلاب المقيمين بالمدينة.