فرضت جائحة كورونا التحول الإلكتروني للعديد من المؤسسات حول العالم، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية، في محاولة للقضاء على انتشار الفيروس من خلال تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وهو الأمر الذي أسهم في زيادة معدلات استخدام برامج المكالمات المرئية والمسموعة والاجتماعات عبر الإنترنت، والتي أصبحت الملاذ الآمن والبديل الوحيد للاجتماعات الحقيقية على أرض الواقع.
وانطلاقًا من كثافة الإقبال على برامج الاجتماعات الافتراضية عبر الإنترنت، أطلقت شركة مايكروسوفت الشهيرة، خدمتها الجديدة “ميش” للتواصل عن بعد، والتي أثارت الكثير من التساؤلات حول مزاياها وخصائصها المختلفة، والتي توقع البعض أن تُحدث طفرة ونقلة نوعية كبيرة في شكل الاجتماعات الافتراضية عبر الإنترنت في ظل استمرار جائحة كورونا.
مزايا خدمة “مايكروسوفت ميش” الجديدة
وفقًا لبيان صادر عن شركة مايكروسوفت، فمن المقرر أن تتيح الخدمة الجديدة، للمستخدمين، إمكانية الالتقاء معًا في آن ومكان واحد، متجاوزة بذلك كل الحدود والفواصل الجغرافية والزمانية، على شكل “أفاتار” أو صور ثلاثية الأبعاد، ما يجعل المستخدمين يشعرون كما لو كأنهم موجودين بنفس الغرفة.
وفي سياق متصل، ستعمل الخدمة الجديدة على تطوير تطبيقات مصممة خصيصًا لاستخدامها عبر سماعات الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي، لكن أيضًا عبر الشاشات الاعتيادية والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر.
وبفضل نظارات الواقع المعزز، سيتمكن المستخدمون من رؤية أشياء وصور لأشخاص، بأبعاد ثلاثية، في شكل أفاتار، في غرفة المعيشة الخاصة بهم، فضلًا عن إمكانية التحدث مع بعضهم البعض، فيما ستوفر المستشعرات التي تم تزويد الأجهزة بها، إمكانية رؤية الحركات الخاصة بالمشاركين، كما هو الأمر في برامج الاجتماعات الافتراضية، ولكن بشكل جديد أكثر تطورًا.
وقال ” أليكس كيبمان”، المسؤول عن هذه الخدمة الجديدة في شركة “مايكروسوفت”، خلال حدث تسويقي افتراضي، إن الميزة الرئيسية للواقع المختلط، أي ذلك الذي يمزج بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي التي توفره هذه الخاصية الجديدة، تتمثل في القدرة على أن يكون الشخص حاضرًا رغم الحواجز المكانية والزمانية.
ووفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقول الولي ولد الداه، الخبير التقني الموريتاني ، إن الخدمات التي تريد “ميش” إضافتها، تعتمد على تقنيات مثل: الواقع الافتراضي، والحقيقة الزائدة، والواقع المختلط، بالإضافة إلى خوارزميات من الذكاء الاصطناعي، وكلها تقنيات موجودة منذ عدة سنوات وليست حكرًا لشركة مايكروسوفت.
وتابع “الداه”، أن هذه الخدمة، ستكون على مستويين على الأقل، أحدهما للشركات بمقابل مادي وسيكون أكثر تأمينًا ويقدم خدمات أكثر، أما المستوى الثاني فهو الخدمة الشخصية للأفراد، والتي ربما أن تكون مجانية إلى حد ما، ولكن قد تكون أقل تأمينًا، وأيضًا مقابل خدمات أقل مما هو موجود للشركات.