يحتفل العالم، باليوم العالمي للمرأة، والذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، بحسب ما أقرته الأمم المتحدة عام 1977، وذلك انطلاقًا من أهمية تسليط الضوء والتعبير عن الاعتزاز والتقدير بإنجازات المرأة على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، في رسالة عابرة للقارات، تؤكد على أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين.
وفي هذا السياق، يستعرض “صدى البلد جامعات” في هذا التقرير، أشهر النماذج المشرفة للمرأة المصرية، وأبرز قصص النجاح الملهمة، في فترات زمنية مختلفة، والتي سطرها التاريخ بأحرف من نور، لتكن شاهدًا على قوة وإصرار المرأة المصرية لتحقيق الإنجازات.
سهير القلماوي
اقتحمت سهير القلماوي، مجال الأدب والسياسة، بقوة وشجاعة المرأة المصرية المعهودة، فهي أول من شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها ومؤلفاتها، وكانت من أوائل المصريات اللاتي تخرجن من الجامعة وحصلن على درجة الماجستير، ولكنها كانت أول سيدة مصرية تحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1956.
وبفضل العزيمة والإصرار، أصبحت سهير القلماوي أستاذًا للأدب العربى المعاصر، ثم رئيسة لقسم اللغة العربية، في كلية الآداب فى جامعة القاهرة، لمدة 9 سنوات، كما شاركت في تأسيس معرض الكتاب، وشجعت على إقامة العديد من المكتبات والمشروعات، التي تولت مهمة ترجمة كلاسيكيات الأدب العالمي، وهو الأمر الذي جعلها تستحق الفوز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1977.
وعلى نفس النهج، أثبتت “القلماوي” جدارة وكفاءة عالية، في عالم السياسة، حيث أصبحت عضوًا بمجلس الشعب عن دائرة حلوان، في عام 1979، كما تم اختيارها عضوًا بالمجالس المصرية المتخصصة، وقد مثلت مصر في العديد من المؤتمرات العالمية.
نبوية موسى
تعد نبوية موسى واحدة من رواد التعليم خلال النصف الأول من القرن العشرين، حيث كرست حياتها لتشجيع الفتيات على التعليم، انطلاقًا من أهمية تسلح أي فتاة بسلاح العلم في مواجهة أزمات الحياة لتحقيق استقلالها المادي، وكذلك المطالبة بحقوقها، فكانت قضية المساواة بين الجنسين، من أهم القضايا التي أولت “موسى” إليها اهتمامًا كبيرًا وواضحًا، من خلال مؤلفاتها ومقالاتها المختلفة، بالإضافة إلى دفاعها المستميت عن حرية وطنها مصر، وذلك في الفترة التي احتل فيها الإنجليز الأراضي المصرية.
وانطلاقًا من أهمية تطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين، في التعليم تحديدًا، حصلت “موسى” على شهادة البكالوريا، فكانت أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة في ذلك الوقت، مما تتطلب العديد من الجهود لبلوغ هذا الهدف، ولم تنطفئ شعلة العزيمة الموقدة في نفس “موسى”، بل واصلت رحلتها بكل قوة، لتصبح أول ناظرة مدرسة، وأول كبيرة مفتشين فى وزارة المعارف، وأول عضوة فى نقابة الصحفيين.
ليلى بنس
استطاعت ليلى بنس، التي تصدر اسمها قائمة مجلة “فوربس” الأمريكية، كأفضل مستشاري إدارة الثروات في الولايات المتحدة الأمريكية، عام 2021، أن تحصد العديد من الإنجازات في مجال الاقتصاد، لتعد بذلك نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية.
أسست “بنس” وزوجها “درايدن بنس”، شركة لتقديم خدمات الاستشارات المالية، تحت اسم “بنس ويلث مانجمنت”، في عام1980 ، والتي ذاع صيتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد حوالي 4 عقود، أصبحت الشركة التي تديرها “بنس”، تمتلك حوالي 1500 عميلًا، وأكثر من 1.5 مليار من الأصول المالية التي أصبحت تحت إدارة الشركة، مما جعل العديد من المجلات والصحف الأمريكية، مثل: “بارونسووول ستريت جورنال” و”الفاينانشيال تايمز” و “فوربس”، تقوم بتصنيفها، ضمن أهم 100 مستشار مالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال هذه الرحلة، حصدت “بنس” العديد من الجوائز، ومنها: جائزة عن مجمل إنجازات حياتها المهنية، وذلك أثناء حضورها مؤتمرًا في القاهرة، لبحث سبل تمكين المرأة المصرية ودعمها، فضلًا عن مشاركتها في تأليف كتاب “العيش والتعلم”، والذي نشرته “كوانتوم برس”، عام 2005.
هدى المراغي
هي أول سيدة مصرية تتقلد منصب عميدة في تاريخ كندا، وهو ما يوضح مدى صعوبة الطريق الذي خاضته “المراغي” في رحلتها إلى النجاح، فبعد تخرجها في كلية الهندسة في جامعة القاهرة، سافرت إلى كندا لتحضير رسالة الدكتوراه، وبعد الانتهاء منها، تقدمت لشغل وظيفة أستاذ هندسة بجامعة ماكماستر الكندية، وكانت هي المرأة الوحيدة بين المتقدمين، وهو الأمر الذي أدى في البداية لاستبعادها، لمجرد كونها امرأة، على الرغم من امتلاكها للمؤهلات والمهارات المطلوبة، ولكن بفضل المثابرة والإصرار، استجاب رئيس الجامعة لشكواها، وأمر بتعيينها.
وخلال مسيرتها العلمية الزاخرة بالإنجازات، قدمت “المراغي” حوالي 350 بحثًا علميًا غيرت موازين هندسة التصنيع في العالم، كما تقلدت منصب عضو المجلس الاستشاري العلمي لوزارة الدفاع الكندية، لمدة 5 سنوات.
وبفضل إسهاماتها وجهودها في مجال الهندسة، حصلت “المراغى”، على جائزة أفضل مشرف على الطلبة في جامعة وندسور، كما حصلت على على وسام الشرف من الدرجة الأولى في مقاطعة أنتاريو بكندا، تكريمًا لجهودها العلمية فى مجال الهندسة، لتعد بذلك أول سيدة من أصل عربي تحصل على هذا الوسام، كما أدرجت جامعة ماكمستر الكندية اسمها ضمن صفوة ومشاهير الخريجين.