وضعت دول العالم، العديد من القيود والإجراءات الاحترازية، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، منذ بداية الجائحة، والتي تمثل أبرزها في: ارتداء الكمامات، واتباع قواعد التباعد الاجتماعي قدر الإمكان، ولم تترك أي دولة فرصة إلا وشددت على ضرورة تطبيق هذه القواعد، للخروج من هذه الجائحة إلى بر الأمان.
وفي هذا السياق، أصبحت الكمامة جزأ لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لمنع انتشار العدوى، ولكن تظل بعض التساؤلات مطروحة، والتي يتمثل أبرزها في التساؤل الخاص ببعض الشباب، حول مسألة ارتداء الكمامات أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
دراسة علمية توضح الأمر
وفقًا لدراسة علمية حديثة منشورة بمجلة “The European Respiratory” الطبية، فإن ارتداء الكمامة، كان له تأثير بسيط فقط على قدرة الأشخاص الأصحاء على ممارسة التمارين الرياضية القوية، حيث تم رصد انخفاض بنسبة 10% من قدرة المشاركين على أداء بعض التمارين الرياضية.
وقد أجرى الباحثون القائمون على هذه الدراسة، مجموعة اختبارات مفصلة على معدلات التنفس، ونشاط القلب، وأداء التمارين الرياضية، في مجموعة من 12 شخصًا، أثناء استخدامهم لدراجة التمارين الرياضية مع ارتداء الكمامة، وبدون ارتداء الكمامة.
وقد رصد الباحثون، خلال هذه الدراسة، اختلافات في بعض القياسات، في حالة ارتداء الكمامة وفي حالة عدم ارتدائها، ولكن أكد الباحثون أنه لا يوجد أي نتائج تشير إلى حدوث أي ضرر أو خطر على الصحة، مما يشير إلى إمكانية ارتداء الكمامات بأمان أثناء ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، للحد من انتشار الفيروس بين الأشخاص في صالات الألعاب الرياضية.
عدم ارتداء الكمامات وانتشار العدوى
ووفقًا لموقع “Medical Xpress”، قالت الدكتورة إليزابيتا سالفيوني، وهي أحد المشاركين في هذه الدراسة، أن الوسيلة الأساسية التي ينتقل فيروس كورونا المستجد، من خلالها، تتم عن طريق قطرات في التنفس، مشيرةً إلى أنه ارتفاع معدلات التنفس عند الشخص أثناء ممارسة الرياضة، ما يسمح بانتقال العدوى بسهولة، وخاصةً في صالات الألعاب الرياضية الداخلية.
وأضافت “سالفيوني”، أن الأبحاث أشارت إلى أن ارتداء الكمامة، قد يساعد في منع انتشار المرض، ولكن لا يوجد دليل واضح، حتى الآن، على ما إذا كان ارتداء الكمامات هو الخيار الأفضل أثناء ممارسة التمارين الرياضية القوية.
وعن انخفاض معدلات التنفس لدى المتطوعين، الذين قاموا بارتداء الكمامة، قال الدكتور ماسيمو مابيلي، أن هذا الانخفاض المُقدر بنسبة 10%، هو انخفاض بسيط، ولا يشير إلى وجود خطر على الأشخاص الأصحاء الذين يرتدون الكمامات أثناء ممارسة الرياضة، موضحًا أن هذا الإجراء قد يسهم في إعادة فتح الصالات الرياضية في بعض الدول مرة أخرى، لحين تلقي كافة الأشخاص للتطعيم.
ولفت “مابيلي”، إلى أنه لا يجب أن ينطبق هذا الإجراء، الذي يتمثل في ارتداء الكمامة أثناء ممارسة الرياضة، على الأشخاص الذين يعانون من مرض في القلب أو الرئة، مؤكدًا أن الأمر يحتاج إلى إجراء المزيد من البحوث للتحقق من هذا الأمر.
وفي سياق متصل، قال البروفيسور سام بيات، رئيس الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، تعليقًا على هذه الدراسة، إن هذه النتائج، تعد نتائج أولية، لذا فهي تحتاج إلى تأكيد مجموعات أكبر من الناس، إلا أنها تشير على ما يبدو إلى أنه يمكن ارتداء الكمامات بأمان، أثناء ممارسة الرياضة، مع وجود بعض التأثيرات البسيطة على أداء وقدرة الأشخاص.