يحمل هذا العام معه مجموعة من الظواهر الفلكية النادرة، لمحبي مشاهدة السماء والظواهر الفلكية، فبعد ظاهرة “الضوء البروجي” التي زينت سماء الوطن العربي، منذ أيام قليلة، تأتي ظاهرة “الأخوات السبع” أو “الثريا”، مساء الغد الأربعاء، الموافق 3 مارس الجاري، التي لن تتكرر مجددًا إلا بعد 17 عامًا، وبالتحديد يوم 4 فبراير عام 2038.
ظاهرة “الأخوات السبع”
تحدث ظاهرة “الأخوات السبع”،عندما يقترن كوكب المريخ مع الحشد النجمي بلاييدس Pleiades أو الثريا، الموجود في برج الثور، حيث يقترب كوكب المريخ من عنقود نجوم الثريا، عندما يفصل بينهما 2.6 درجة، وهو الاقتران الأقرب للجرمين السماويين منذ 30 عامًا.
موعد الظاهرة المرتقبة
أكدت الجمعية الفلكية بجدة، عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، أن هذا الاقتران سيحدث مساء الأبعاء المقبل، الموافق 3 مارس.
وفي السياق ذاته، قال ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذه الظاهرة ستتيح للأشخاص رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة، على الرغم من خفوت لمعانه، موازنةً بالأشهر الماضية، مشيرًا إلى وجود حاجة لاستخدام المنظار أو التصوير لرؤية عنقود نجوم الثريا قرب الكوكب الأحمر من داخل المدن.
وأضاف “أبو زاهرة”، عبر الصفحة الرسمية للجمعية، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن المريخ يُرصد في الوقت الحالي، بالأفق الغربي، في كوكبة الثور، بالقرب من نجم الدبران الأحمر، ومن السهل التمييز بينهما على الرغم من التشابه النسبي في اللون والسطوع، فالنقطة الحمراء العلوية، بالنسبة للراصد، هي نجم الدبران، أما كوكب المريخ فسيكون أسفله وأقرب بكثير إلى عنقود الثريا.
وأوضح “أبو زاهرة”، أن من أبرز الفروق أيضًا، بين نجم الدبران الأحمر، وكوكب المريخ، أن الدبران يضيء من تلقاء ذاته، في حين أن المريخ يعكس ضوء الشمس، فضلًا عن أن الدبران وعنقود نجوم الثريا، هما عبارة عن نقاط “ثابتة” من الضوء في كوكبة الثور، ولكن المريخ مجرد زائر مؤقت.
ووفقًا لموقع سكاي نيوز عربية، قال أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه يمكن مشاهدة هذا الاقتران بالعين المجردة لسكان نصف الكرة الشمالي، عند دخول الليل في تمام الساعة 7 مساءً تقريبًا، وحتى غروب هذين الجرمين السماويين في الساعة 11:30 مساءً.
وأوضح تادرس، أنه يمكن رؤية هذه الظاهرة الفلكية الفريدة، بدايةً من اليوم حتى يوم 6 مارس الجاري، لكن الاقتران الحقيقي، سيحدث يوم 3 مارس، عندما يكون المريخ أقرب إلى الثريا.
شكل الظاهرة المرتقبة
وأضاف تادرس، أن ظاهرة “الأخوات السبع”، هي عنقود أو حشد نجمي مفتوح يقع في كوكبة الثور، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية الموجودة في السماء التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويتكون هذا الحشد من نجوم تميل إلى اللون الأزرق، كدليل على صغر عمرها، فضلًا عن 7 نجوم أخرى، وهم ألمع نجوم الثريا، موضحًا أنه تم إطلاق اسم “الأخوات السبع” على هذه الظاهرة، بسبب هؤلاء النجوم، التي يتراوح عمرها ما بين 100 إلى 150 مليون سنة، وتبعد عن الأرض حوالي 444 سنة ضوئية.
وأشار تادرس، أن هذه الظاهرة، تبدو قريبة للرائي، في حالة النظر إليها من كوكب الأرض، ولكن الحقيقة أن هناك مسافة خطية كبيرة بين الجرمين السماويين، تُقدر بمئات السنين الضوئية، وآلاف الملايين من الكيلومترات، مضيفًا أنه عند الاقتران الزاوي، يمكن رؤية كوكب المريخ ومن خلفه الثريا، وكأنهما يلتقيان في السماء.
وأكد تادرس، أن هناك العشرات من الاقترانات التي تحدث على مدار العام بين القمر والكواكب والنجوم والحشود النجمية إلى آخره، فاقتراب أي منهم من الآخر ظاهريًا يسمى اقتران، موضحًا أنه يمكن رصد الظاهرة عن طريق التلسكوبات، أو الكاميرات الخاصة، لحساب بعض البارامترات، للاستفادة منها في بعض الدراسات الفلكية، كما يمكن مشاهدتها بالعين المجردة أو النظارات المعظمة.