أصبح برنامج “زووم” لاتصالات الفيديو، واحدًا من ضمن البرامج الأكثر شيوعًا واستخدامًا، في الفترة الأخيرة، من قبل العديد من الناس حول العالم، وقد يرجع السبب في ذلك، إلى جائحة كورونا، التي فتحت الباب أمام التجمعات الافتراضية، كبديلًا للقاءات والتجمعات على أرض الواقع، فأصبح “زووم” وغيره من برامج الاتصال الهاتفي عبر الدردشة أو الفيديو عبر الإنترنت، هو الملاذ الآمن والخيار الأنسب للجميع، لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وعلى الرغم من المزايا التي قدمتها هذه البرامج، اتهمت بعض الدراسات العلمية الحديثة، وكذا بعض الخبراء، برنامج “زووم”، بقيامه بالتأثير في الحالة النفسية لمستخدميه، واصفين هذا الأمر بـ “إجهاد الزووم”.
دراسة علمية حديثة تؤكد الأمر
كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت نتائجها، في مجلة “Technology, Mind and Behavior” العلمية، أن مصطلح “إجهاد الزووم”، الذي يرافق مستخدمي البرنامج، يصف حالة الإرهاق العقلي، الذي يصيب الأشخاص الذين يعتمدون في دراستهم أو عملهم، على برنامج “زووم”.
وأفادت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة “ستانفورد” الأمريكية، بأن البقاء في حالة ظهور مستمر “أونلاين”، على برامج محادثات الفيديو، بشكل عام، قد يسهم في ارتفاع معدلات التوتر لدى الشخص.
وفي سياق متصل، اتفق الدكتور لي، وهو أستاذ مساعد في كلية ديفيد جيفن للطب في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، في مقالة له، بمجلة “Psychiatric Times” مع هذا الأمر، مؤكدًا أن مصطلح “إجهاد الزووم” هو أمر حقيقي، يسبب إرهاق وتعب شديد لمستخدمي هذه البرامج، بكثرة، وهذا الأمر بات شائعًا بشكل كبير بين الناس في الآونة الأخيرة.
وقد أرجع “لي”، سبب هذه الظاهرة، إلى افتقار العملية الاتصالية في حالات اتصالات الفيديو عبر الإنترنت، للتواصل البصري مع الأشخاص، وتأخر الصوت أحيانًا بسبب مشاكل الإنترنت، مما قد يؤدي إلى عدم نجاح الاتصال، أو فهم الرسالة بشكل خاطئ، بالإضافة إلى العديد من العوامل المعقدة ومختلفة الأبعاد التي تلعب دورًا هامًا في هذه العملية.
إجهاد العينين والرهاب الاجتماعي
ومن جانبه، قام البروفيسور جيريمي بيلنسون، المدير المؤسس لمختبر “ستانفورد للتفاعل البشري الافتراضي”، بتحليل الأضرار النفسية الناجمة عن قضاء ساعات أمام برامج مؤتمرات الفيديو مثل “زووم”، والتي تمثل أبرزها في: التعب، والإرهاق، وإجهاد العينين، الذي يرافق المستخدم، فضلًا عن الشعور بالتوتر بسبب وجود أشخاص تراقب ما سيقوله أو سيفعله.
ووفقًا لشبكة “فوكس نيوز”، أضاف “بيلنسون”، أن القلق أو الرهاب الاجتماعي من التحدث أمام الجمهور، هو أكثر أنواع القلق شيوعًا، ومن ثم ناشد بضرورة التحرك خلال الاجتماعات الافتراضية، وإيقاف بث الفيديو، لفترات قصيرة، يتم تخصيصها للسير في الغرفة، لخفض معدلات التوتر أو القلق.
كما اقترح “بيلنسون”، تصغير النافذة الخاصة بالاجتماعات التي تتم عبر “زووم” أو غيره من البرامج المشابهة، والذي من شأنه أنه يقلل من معدلات القلق، بالتزامن مع تقليل مساحة الصورة أو النافذة التي يظهر من خلالها الأشخاص عبر الاجتماعات الافتراضية.