شكلت إمكانية انتقال فيروس كورونا المستجد، بين الأطفال، مصدر قلق وذعر كبير، لدى العديد من الآباء والأمهات، خاصةً بالتزامن مع خطط إعادة فتح المدارس من جديد في بعض دول العالم، أو انطلاق الامتحانات في بعضها، فعلى الرغم من تبني كافة دول العالم، لاستراتيجيات صارمة، لمكافحة انتشار فيروس كورونا بالمدارس، بدايةً من التشديد على ارتداء الكمامات، وقياس درجة حرارة الطلاب، وتطعيم أعضاء هيئة التدريس، ما زال الخوف يتصدر المشهد العالمي.
وعلى الرغم من تأكيد العلماء، لحقيقة أن الأطفال لا تظهر عليهم أي أعراض لكورونا، أو قد تظهر في بعض الحالات، أعراض طفيفة، إلا أن الأسباب الكامنة وراء هذا الأمر، لم تكن متضحة بشكل كبير، لذلك يرصد لكم “صدى البلد جامعات”، أحدث دراسة علمية تناولت هذا الموضوع..
الأطفال أقل عرضة للإصابة
وفقًا لدراسة علمية حديثة، منشورة بمجلة “Nature Communications” العلمية، فإن الأطفال هم الفئة الأقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفي حالة إصابتهم بالفيروس، قد لا تظهر أي أعراض، وذلك على النقيض من أعراض التهابات الفيروسات، والجهاز التنفسي الأخرى، الأكثر انتشارًا بين الشباب.
واعتمدت هذه الدراسة، في نتائجها، على دراسة 48 طفلًا، معظمهم في المدرسة الإبتدائية، في مدينة ملبورن، والذين كانوا عرضه للإصابة بفيروس كورونا المستجد، بسبب إصابة آبائهم وأمهاتهم، كما ركزت على الاستجابة المناعية “الفطرية” لدى الأطفال، والتي تشكل الجزء المبكر من هجوم الجهاز المناعي على فيروس، أو بكتيريا، أو مسببات أمراض أخرى، حيث يلعب الجهاز المناعي الفطري دورًا مهمًا في الحماية الفيروسية قبل أن يفرز الجسم الأجسام المضادة.
الجهاز المناعي للأطفال
سعت هذه الدراسة، إلى شرح كيفية عمل الجهاز المناعي للأطفال، عند مواجهة فيروس كورونا المستجد، ومحاولة إعطاء أسباب أو أدلة حول سبب كفاءة الجهاز المناعي لدى الأطفال، مقارنةً بالبالغينز
وتبين من خلال الدراسة، ارتفاع إحدى الخلايا المناعية الفطرية الرئيسية لدى الأطفال، المعرضين للإصابة بالفيروس، وهي عبارة عن نوع من خلايا الدم البيضاء التي تسمى بـ “العدلات”، والتي تتمثل وظيفتها في التخلص من البكتيريا والفيروسات الموجودة في الجسم، وبالنسبة لبعض الأطفال في الدراسة، أبقت الاستجابات المناعية المبكرة، الحمل الفيروسي منخفضًا جدًا، لدرجة أنهم لم يتم رصد إيجابيتهم للفيروس مرة أخرى، على الرغم من فحصهم طوال مدة البحث، وتعرضهم لفيروس كورونا.
تساؤلات جديدة تطرحها الدراسة
أثارت هذه الدراسة العديد من الأسئلة لدى الباحثين، والتي تمثل أبرزها في: لماذا أظهر الأطفال مثل هذه الاستجابات المناعية القوية، مما أدى إلى ظهور أعراض قليلة أو معدومة، في حين أن والديهم كانوا مرضى للغاية؟، ورجح الباحثون، أن السبب الرئيسي قد يكمن في الاختلافات في الاستجابات المبكرة للجهاز المناعي.
وتتفق هذه الدراسة، مع ما ذكره موقع Harvard Medical Publishing، في وقت سابق، أن الأطفال التي تتعرض للإصابة بفيروس كورونا، غالبًا لا تلازمهم أي أعراض، أو قد تظهر عليهم بعض الأعراض الطفيفة مثل: الحمى البسيطة، والكحة، وفقدان الشهية، موضحًا أن الدراسات العلمية التي تم إجراؤها حاليًا، باستخدام أساليب علمية متعددة، توصلت إلى أن الأطفال قد يحملون نفس القدر من العدوى الذي يحمله الشخص البالغ، ولكن تختلف الأعراض من حيث شدتها.