تستعد الجامعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة البريطانية، لإعادة استقبال الطلاب من جديد، بعد فترة طويلة من الإغلاق، والتعلم عن بُعد، وذلك بعد انطلاق ماراثون التطعيمات في البلاد، واتباع الحكومة البريطانية لإجراءات وقيود احترازية صارمة، منذ بداية الجائحة، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
خطة الحكومة البريطانية لإعادة فتح الجامعات
أعلنت الحكومة البريطانية، خريطة طريق من 4 مراحل، لرفع قيود فيروس كورونا المستجد، في البلاد، والتى ستبدأ بعودة جميع التلاميذ إلى المدارس والكليات اعتبارًا من 8 مارس المقبل، حيث من المقرر أن يعود طلاب الجامعات في الكليات العملية إلى الحرم الجامعي، لتبدأ الجامعات في عملية التدريس وجهًا لوجه، في الشهر المقبل، وهو الإجراء الذي لقى ترحيب كبير في بريطانيا.
وأضافت الحكومة، أنه منذ ذلك التاريخ، يمكن لطلاب الكليات العملية، مثل: العلوم والهندسة، الوصول إلى المرافق والمعدات المتخصصة المطلوبة لإتمام دراساتهم، فوفقًا لخريطة الطريق الجديدة، يمكن إبقاء مختبرات البحوث والمكتبات مفتوحة، إذا لزم الأمر، في ظل إجراءات احترازية مشددة، يتمثل أبرزها في: إجراء اختبار فيروس كورونا في الجامعات، للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وكافة العاملين، مرتين أسبوعيًا، وذلك لمنع انتشار الفيروس.
وأوضحت الحكومة، أنها ستستعرض الخيارات المتاحة لباقي طلاب الجامعات المتبقين، بحلول نهاية عيد الفصح، حتى يتسنى لهم العودة مرة أخرى للحرم الجامعي، على أن يتم إعطاء الطلاب والمؤسسات مهلة أسبوع قبل أي عودة محتملة.
تأييد واسع لإعلان إعادة فتح الجامعات
ووفقًا لصحيفة Northwich Guardian البريطانية، قالت البروفسورة جوليا باكنغهام، رئيسة جامعات المملكة المتحدة، التي تمثل 140 جامعة في انجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، إن هذا الإعلان من جانب الحكومة، يشكل دفعة طال انتظارها للطلاب، مؤكدةً ترحيب الجامعات بالطلاب مرة أخرى، واتباعها لإجراءات احترازية صارمة، تهدف إلى منع انتشار الفيروس بين الطلاب، والتي يتمثل أهمها في إجراء الفحوصات المستمرة، والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي.
وتابعت “باكنغهام”، أنه على الرغم من أن أخبار اليوم إيجابية بالنسبة لبعض الطلاب، فهي تعتبر مخيبة للآمال للبعض الآخر، الذين كانوا يأملون أن تسمح لهم الحكومة بالعودة إلى الجامعات، مؤكدةً أنه سيكون هناك حاجة إلى المزيد من التركيز على دعم الصحة النفسية للطلاب، في الأسابيع المقبلة.
ومن جانبه، قال الدكتور تيم برادشو، الرئيس التنفيذي لمجموعة راسل، التي تمثل جامعات النخبة البريطانية، بهذه الأنباء، مشيدًا بالدور الذي قام به أعضاء المجموعة لجعل الجامعات ملاذًا آمنًا للطلاب، من خلال إجراء اختبارات كورونا، مرتين أسبوعيًا، وهو الأمر الذي أسهم في انخفاض معدلات الإصابة هذا العام، حتى مع عودة بعض الطلاب إلى الحرم الجامعي، نظرًا لطبيعة برنامجهم الدراسي.
كما حث “برادشو”، الحكومة البريطانية على النظر فيما إذا كان بالإمكان عودة المزيد من الطلاب إلى الجامعات، وعملية التدريس وجهًا لوجه، كنقطة أساسية، أثناء استعراض خريطة الطريق، في أوائل شهر أبريل، مؤكدًا أن العودة، في وقت مبكر، ستكون مفيدة بشكل خاص للصحة العقلية للطلاب.
وفي السياق ذاته، أشادت فانيسا ويلسون، الرئيسة التنفيذية لتحالف الجامعات بالإعلان، مضيفةَ أن نسبة كبيرة من الدورات التي تقدمها جامعات الرابطة، هي دورات عملية وقائمة على مبدأ الممارسة، مؤكدةً دعم أعضاء التحالف لقرار العودة الآمنة والمسؤولة للطلاب، وسعيهم لاتخاذ كل ما يلزم من خطوات لدعم الطلاب لإكمال دراساتهم ومشاريعهم وأدائهم الجامعي، في ظل ضمان انخفاض معدلات الإصابة في الجامعات.
اتحاد الجامعات والكليات البريطانية ضمن فريق المعارضين
على الرغم من التأييد الواسع لقرار عودة الجامعات البريطانية، إلا أنه كان هناك بعض الآراء الرافضة لهذا الأمر، حيث دعى اتحاد الجامعات والكليات البريطانية، إلى استمرار عملية التعلم عن بُعد، قدر الإمكان، واصفًا أي قرار بإعادة فتح الجامعات كليًا، في 8 مارس، بالقرار غير المسؤول، داعيًا المؤسسات المعنية إلى تقييمات جديدة للخطر، تضع في الاعتبار، الانتشار المتزايد لسلالات كورونا المتحورة الجديدة، ومعدات الحماية الشخصية للعاملين في الجامعات، وذلك على الرغم من تأييده لقرار عودة بعض طلاب الكليات العملية للجامعات.
ومن جانبها، قالت جو جرادي، الأمينة العامة لاتحاد المحاكم الأميركية، إن دفع الطلاب والموظفين إلى الجامعات، يزيد من خطر ارتفاع معدلات الإصابة، مما يهدد بالتراجع عن العمل الشاق الذي تقوم به البلاد من أجل خفض معدلات انتشار العدوى.