في ظل استمرار جائحة كورونا، وسلالاتها المتحورة، في العديد من دول العالم، تنصرف أنظار الجميع نحو اللقاحات العالمية، الذي بدأ تطعيم المواطنين بها في بعض الدول، أملًا في أن تكون بمثابة طوق النجاة من فيروس كورونا المستجد.
إرشادات وإجراءات جديدة تحت التنفيذ
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إرشادات محدثة، للشركات التي تخطط لتعديل منتجاتها الطبية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، بما في ذلك اللقاحات والفحوصات والعلاجات، لمواجهة ظهور السلالات المتحورة من الفيروس، متوقعةً أن تظل المعلومات الخاصة بالتصنيع كما هي بشكل عام، بالنسبة للقاحات المصرح بها، والتي قد يتم تحديثها لاستهداف السلالات المتحورة من الفيروس.
وأكدت إدارة الغذاء والدواء، أن مطوري اللقاحات، لن يحتاجوا إلى إجراء تجارب سريرية طويلة الأمد، من أجل اختبار فعالية لقاحات فيروس كورونا المعدلة، حتى تحمي من سلالات فيروس كورونا المتحورة الجديدة، مشيرةً إلى أنه بالنسبة إلى البيانات السريرية، فيجب أن يكون تحديد فعالية اللقاح، مدعوماً ببيانات من الدراسات السريرية، والتي تقارن الاستجابة المناعية عند المتلقي لسلالات الفيروس المتحورة التي يسببها اللقاح المعدل، ضد الاستجابة المناعية للقاح المصرح به، كما يجب على الباحثين إجراء دراسة معززة، يتم فيها إعطاء اللقاح المعدل، لأولئك الذين سبق لهم تلقي اللقاح الأصلي.
كما أوضحت الإرشادات، أن هذه الدراسات يمكن إجراؤها في فئة عمرية واحدة، ويمكن بعد ذلك استقراء هذه النتائج، للفئات العمرية الأخرى، التي تم الترخيص لها باللقاح الأصلي، والأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى سابقًأ في هذه الفئات العمرية.
تجارب لتعديل اللقاحات لمواجهة سلالات كورونا الجديدة
ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، فأن هذه الإرشادات الجديدة تنصح بتجارب على نطاق ضيق، كما هو الحال في اللقاحات المستخدمة سنويًا ضد الإنفلونزا الموسمية العادية، وهو الأمر الذي سيوفر على العلماء العناء و الجهد الكبيرالمعقد، من أجل تعديل اللقاحات المتوفرة، لتصبح قادرة على مواجهة السلالات الجديدة المتحورة لفيروس كورونا، والتي تكثر الأحاديث حول صعوبة فعالية اللقاحات تجاهها.
وقالت الدكتورة جانيت وودكوك، مفوضة إدارة الغذاء والدواء بالإنابة، في إعلان يوم الأثنين، إن إدارة الغذاء والدواء، ملتزمة بإقرار طرق فعالة، لتعديل المنتجات الطبية، سواء تلك التي في قيد الإعداد، أو تلك التي تم التصريح باستخدامها في حالات الطوارئ، لمعالجة السلالات المتحورة الناشئة.
وأوضحت “وودكوك”، تفهمها لخوف البعض من أداء وفعالية بعض المنتجات الطبية، في مواجهة سلالات كورونا الجديدة، ورغبة البعض الآخر في العودة إلى وضع الحياة الطبيعي الذي نألفه.
ومن جانبه، أوضح الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز إدارة الغذاء والدواء لتقييم البيولوجيا والأبحاث، أن ما تفعله الإدارة، هو محاولة للاستفادة من التغيير، بأقل قدر ممكن من البيانات الإضافية، التي نحتاجها لتسهيل الأمور، مضيفًا أن الإدارة تحاول الاستعداد مسبقاً، مثلما هو الأمر مع الإنفلونزا الموسمية.