منذ إعلان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الأسبوع الماضي، قرارات وآلية إجراء امتحانات الفصل الدراسي الأول، وكذلك آلية استئناف الدراسة بالفصل الدراسي الثاني، وذلك فى ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية وقرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد، وتقديرًا للأوضاع في ظل استمرار تداعيات جائحة كورونا التي جاء من ضمنها إجراء امتحانات طلاب المنازل والراسبين والتقسيم والمؤجلين الثانوية العامة إلكترونيًا بنظام التقييم الجديد، عبر أجهزة التابلت المدرسي داخل لجان مدرسية مراقبة ومؤمنة، على أن تكون الامتحانات وفقًا للمجموع الكلي 410 درجات المطبق بالثانوية التقليدية.
وسادت حالة من الغضب بين طلاب الثانوية العامة من المنازل والراسبين والتقسيم والمؤجلين، وأولياء أمورهم، بما اعتبروه تضحية بمستقبلهم – على حد وصفهم.
بداية الأزمة
في 17 من مايو الماضي، وأثناء مؤتمر الدكتور طارق شوقي لشرح إجراء امتحانات الثانوية العامة، أكد الوزير للطلاب على إقامة امتحانات العام المقبل للفئات المذكورة، ورقيًا، قائلا: “اللي خايف يدخل امتحانات الثانوية العامة بسبب كورونا يقدر يأجل للسنة الجاية وهيمتحن ورقي”، بعدها أكد الوزير في أكثر من تصريح لوسلائل الإعلام، أن الوزارة أتاحت للطالب أن يختار حضور الامتحان هذا العام أو التأجيل للعام المقبل، على أن يعامل كأنه أول محاولة؛ كاستثناء قانوني نظرًا للظروف التي نمر بها حاليًّا، ولكن فوجيء أكثر من 100 ألف طالب في الثانوية العامة بتراجع وزير التعليم وقرار امتحانهم إلكترونيًا.
وجه الاعتراض
قالت رقية أسامة طالبة بالصف الثالث الثانوي، ثانوية أجلت امتحانات بعض المواد من العام الماضي إن “طلاب النظام القديم لم يتدربوا على نظام الأسئلة الجديدة، وبعضهم اختاروا الإعادة بناء على وعد وزير التعليم العام الماضي لهم، بأن امتحاناتهم سوف تكون ورقية بنظام أسئلة العام الماضي، فكيف يعلن الوزير اليوم إن امتحاناتنا إلكترونية وبنظام الأسئلة الجديدة؟”.
وتساءلت رقية كيف يتساوى أكثر من 100 ألف طالب مع زملائهم الذين تدربوا على التابلت ونظامه وطريق على الأسئلة فيه، وكيف يتعامل هؤلاء مع نظام امتحانات لم يتعودوا عليه طوال حياتهم في سنة مصيرية تحدد مستقبلهم الجامعي، ومستقبلهم المهني والاجتماعي.
عدالة التقييم
اما عن فاتن أحمد أدمن جروب الثانوية التراكمية، أضافت إن الأمر محير فعلًا، و كأنه كان مفاجأه وجود دفعة على النظام القديم مع دفعة التابلت، و كالعادة عدم وجود أي خطة تؤمن مستقبل هؤلاء الشباب، فإذا تحدثنا عن مبدأ تكافؤ الفرص، سيكون حتما امتحان المؤجلين والمنازل والباقون للتحسين وغيرهم يجب أن يكون إلكترونيًا، أسوة بدفعة التابلت، ولا يقف عدم تدريبهم عائقا لتحقيق ذلك.
وأشارت لـ”صدى البلد جامعات” إلى أن دفعة التابلت أيضًا غير مدربة بما فيه الكفاية، فالتنسيق واحد وذلك يقتضي أن يكون نظام التقييم واحد، أما إذا امتحنوا ورقيا فيجب أن يكون لهم تنسيق مختلف، يحقق مبدأ تكافؤ الفرص وذلك أفضل لهم، فلا نعرف السبب أو الظروف التي اضطرتهم للإعادة، وبالتالي لا يقع ظلم على دفعة التابلت من ناحية التنسيق، فيجب أن نضع في حساباتنا أن يكون الامتحان موحد وبالتالي سيكون في وقت واحد، هل يستطيع السيستم استيعاب ما يقرب من ٧٠٠ ألف طالب في نفس الوقت، هل ستكون لجان مراقبة في مدارس ذات بنية تكنولوجية تحتية تستوعب كل هذا العدد في ظل الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي؟ أم سيلجأ إلى امتحان متعدد لتفادي هذه المشكلات؟.
امتحانات ورقية للسنة المصيرية:
وتابعت منى أبو غالي، أدمن “جروب تحيا مصر بالتعليم”، أن الأزمة ليست في الطلاب الذين أجلوا العام بسبب فيروس كورونا، فهناك طلبة منازل، وخدمات، والراسبون من العام الماضي، كل هؤلاء لم يتدربوا على النظام الجديد للأسئلة، ولم يستلموا تابلت ولا يعلموا شيء عن تفعيل الحسابات علي المنصات، أو أي تعامل بالأكواد وبالفعل وصلت شكاوى عديدة لجروبات أولياء الأمور، فالطلبة تصرخ فبعضهم قام بتقسيم الثانوية العامة على سنتين، فكيف يؤدوا امتحان عام على النظام القديم وأخر بالنظام الجديد، وهم لم يتدربوا أيضًا.
وللعلم طلبة ثانوية النظام الجديد رغم تدريبهم على التابلت من عامين، إلى أنهم مازالوا يعانون من التعامل مع مشاكل التابلت، وحتى الأن لا يوجد نماذج استرشادية لهم ولا يعرفون شكل الامتحان، وهذا بخلاف كارثة البنية التحتية للمدارس الغير مؤهله للاختبارات الإلكترونية، فأغلب المدارس الخاصة لا تمتلك سيرفرات للاختبار الإلكتروني، وأيضًا القرى والنجوع نفس الأزمة والكل يطالب أن يكون الامتحان ورقي لأنها سنة مصيرية.
امتحان ورقي يقيس الفهم
وقدمت أبو غالي حل لأزمة طلاب النظام القديم، وهو أن يؤدي الطلاب امتحان ورقي يقيس الفهم وليس الحفظ، لكن قبل حدوث أزمة غير مدروسة، لأنها سنة مصيرية تحدد على أساسها مستقبل الطالب، حتى نتفادى ما حدث العام الماضي لطلاب الثانوية العامة خلال أداء الامتحانات على التابلت.
الامتحان التجريبي فرصة للتدريب
وأشارت أماني الشريف أدمن “جروب اتحاد المدارس التجريبية”، أنه لابد من تحقيق العدالة، فبما أنه امتحان قومي ونظام التنسيق واحد، فلابد أن يؤدي جميع الطلاب الامتحانات بطريقة واحدة، وعن مشكلة عدم تدريب الطلاب على التابلت أوضحت الشرف أن الامتحان التجريبي الذي ستجريه الوزارة خلال الفصل الدراسي الثاني سيكون فرصة جيدة لتدريب الطلاب على النظام الجديد، وكيفية استخدام التابلت.
المؤجلين والراسبين حظوظهم أوفر:
وأكدت الشريف أن المشكلة ليست فقط التعامل مع التابلت أو عدم فهم النظام الجديد، فالأزمة هنا في طريقة وشكل الامتحان المجهول على كل الطلاب وليس الطلاب الراسبين أو المؤجلين فقط، بل بالعكس الطالب الراسب أو المؤجل فرصته أفضل لأنه خاض التجربة من قبل ويمتلك معرفة بالمنهج، ولكن طلاب النظام الجديد لم يؤدوا أي امتحان بالنظام الجديد حتى الأن على مدار ثلاث سنوات ولم تعلن الوزارة عن نماذج استرشادية لهم.
امتحان موحد لتكافؤ الفرص
ومن جانبه برر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، في تصريحات تلفزيونية، قرار الوزارة بإقامة امتحانات جميع طلاب الثانوية العامة إلكترونيًا، بأنه لا يجوز عقد امتحان الثانوية العامة بنظامي امتحانات إلكترونيًا وورقيًا، لافتاً إلى أن هذا لم يحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب باعتبار أن امتحان الثانوية العامة يتوقف عليه تنسيق القبول بالجامعات.
وأكد الوزير أن الوزارة ستقوم بتوفير أجهزة التابلت المدرسي لجميع الطلاب الذين لا يمتلكون أجهزة التابلت، وستوفر قرابة 100 ألف جهاز تابلت للطلاب الذين لم يمتلكوا أجهزة لإتاحتها لهم للامتحان أثناء فترة الامتحانات، وأشارت المصادر، وسيتم تسليم الطلاب للأجهزة قبل إجراء الامتحان على أن يتم تسليمها مرة أخري للمدرسة عقب الانتهاء من تأديتهم الامتحان.